أسقط في أيدي الجمهور الغفير الذي حضر أول أمس إلى مقر البرلمان لمشاهدة اللقاء الشهري, وضمن الجمهور, الذي لم يترك مكانا للصحافيين ولا حتى لموظفي البرلمان, أجانب من الخارج، مؤكد أنهم سمعوا بقفشات رئيس الحكومة. لكن بدا أن الأمر جد في جد في جولة السؤال الأول المرتبط بأمن البلد, حيث ركز بنكيران جيدا في ورقته الصفراء المكتوبة بعناية وهي عبارة عن رؤوس أقلام, حيث لم يقرأ نص جوابه الذي وزعه على النواب والصحافة قبل الجلسة بلحظات. غياب الفرجة لم يمنع من حضور ذات بنكيران (»أنا واحد منهم« ), (على أية حال أنا كنشوفها«) تحدث بنكيران عن المجهودات وعن 560 ألف قضية إجرامية وحمد الله لأن الوضع تحت السيطرة. وفي تلميح إلى تطبيق القصاص أكد رئيس الحكومة بأن السجن غير كاف لإعادة تربية المذنيين وختم في هذا الموضوع بحديث القصاص. جملة واحدة عن الإرهاب بمالي كانت كافية لأن في الأمر خطر ما ! وتحاشى تشبث أحد نواب حزبه بطرح قضية الاعتداء على احد النواب بالرباط, كما »قطر قليلا من الشمع على حليفه شباط ,حيث رفض الجواب عن اشكاليات يتخبط فيها تحالفه, كما ذكرها موثقه رئيس الفريق الاشتراكي أحمد الزايدي. بنكيران الذي أتى متأخرا 15 دقيقة عن موعد الجلسة توجه إلى أحد المصورين» »وقتاش وليتي مصور»« موجها كلامه لمنتخب بمجلس الرباط . ومن المثير في الجلسة غياب رجلي الأمن القويين امحند العنصر والشرقي الضريس , وهو بالتأكيد غياب لأسباب أمنية .في حين حظيت اليابان وعاداتها وتقاليدها بنصيب في كلمة بنكيران, متباكيا على احد البرلمانيين الذي تحدث عن الأمن في اليابان حتى كاد يكفره, في إشارة إلى أن الأمن عملية أخرى مركبة. في الصف الثاني تحدث عبد الهادي خيرات بلسان عموم الفلاحين المغاربة البسطاء من أصحاب »بقيرة ونعيجة و دجاجة, مطالبا بمناظرة وطنية حول الفلاحة, مشيرا الى المفسدين في مجال الانتخابات مطالبا بحماية المال العام من أمثال هؤلاء الذين عاثوا فسادا في البلاد... مرة أخرى لا مجال للفرجة, لأن الأمر جد في جد, فقد اعترف بنكيران بغياب استراتيجية واضحة لمعالجة أوضاع العالم القروي و استنجد بقاموس المعارضة من أجل التعريف بالبادية المغربية وليبقى مصيرها مشتتا بين القبائل.... حاول بنكيران في نهاية الحلقة استرجاع بعض الفرجة, لكن الوقت كان قدانقضى لتبقى بضع كلمات تائهة. فهل يدخل رئيس الحكومة مرحلة الجد السياسي و التعامل مع المغاربة كمسؤولين يخاطب عقولهم أم أن الجلسة مجرد فلتة لن تتكرر. لن ننسى الدهشة التي بدت على وجه الوزيرالخلفي حين انتقد أحد برلمانيي حزبه برنامجا تلفزيونيا متهما إياه بتشجيع الجريمة, طبعا البرنامج وليس الخلفي.