لم تخل مداخلة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من قفشات هزلية وخصوصا لما رفع أكفه إلى السماء ودعا الله سبحانه وتعالى أن يفتح أبواب الرزق أمام المعطلين، مما جعل أعضاء مجلس النواب الذين كانوا يناقشونه في سياسته الحكومية ينفجرون ضحكا. وتعتبر هذه الجلسة مما جاء به الدستور الجديد حيث ألزم الوزير الأول بالإجابة عن أسئلة النواب، في رد على رفض الوزير الأول السابق عباس الفاسي للمثول أمام البرلمان. ومن القضايا التي أثيرت بشدة، دعوة برلمانيين الحكومة بتشغيل حوالي 5000 معطلا من حاملي الشهادات العليا العاطلين عن العمل دون اجتياز أية مباراة، وهذا ما رفضه رئيس الحكومة واعتبره غير دستوري، لأنه يحرم زملاءهم من التباري على فرص الشغل المتاحة. وإلى ذلك، دعا عبد الإله بنكيران في الجلسة التي بثتها القناة الأولى مباشرة رئيس فريق الأصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي للجوء إلى القضاء من أجل استصدار حكم يقضي بتشغيل مواطنين مغاربة دون اللجوء إلى المباراة في إطار ما يعرف بالتشغيل المباشر، حيث قال بنكيران إن هدفه هو تغيير سلوك طالبي الشغل حتى لا يكون الإحتجاج هو السبيل لإنتزاع الشغل، بل العمل والتباري النزيه، كما قال. وإلى ذلك شن رئيس الحكومة حملة عنيفة على مدراء تلفزيونات القطب العمومي (القناتين الوطنيتين الأولى والثانية) بسبب معارضتهم لسياسات الحكومة في مجال الإعلام بالرغم من أنهم موظفين "من المفروض أن يتبعوا سياسات وزرائهم" كما قال. وباستثناء جانب الفرجة، فقد خلت الجلسة البرلمانية من أية معطيات جديدة تتعلق بتدبير الشأن العام.