سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال السكاح يحرج فرنسا البطل الأولمبي سافر إلى باريس بجواز نرويجي اتصالات ديبلوماسية مكثفة بين الرباط وباريس لإيجاد مخرج للقضية السكاح أصر على السفر لباريس رغم تحذيرات أصدقائه
أمضى البطل العالمي والأولمبي خالد السكاح، ليلة تحت الاعتقال الاحتياطي، بمدينة باريس، عقب توقيفه من طرف السلطات الفرنسية أول أمس الثلاثاء، بمطار أورلي، فور وصوله إليه قادما من الرباط، على خلفية مذكرة بحث صادرة في حقه من طرف السلطات النرويجية، تتهمه ب»سوء معاملة طفليه»، إثر شكاية كانت تقدمت بها طليقته أن سيسيل هوبستوك. ومن المفترض أن يكون السكاح قد عرض أمس على قاضي التحقيق، علما أنه يملك أجل خمسة أيام لاستئناف أي قرار يمكن أن يصدر في حقه. وبينما ستنظم جمعيات حقوقية، وفعاليات رياضية يومه الجمعة وقفة احتجاجية أمام السفارة النرويجية بالرباط، تضامنا مع السكاح، فإن مصادر مطلعة كشفت ل»المساء» أن الأخير سافر إلى باريس بجواز سفر نرويجي، إذ أن لديه جنسية مزدوجة، مغربية ونرويجية، مشيرة إلى أن ذلك ساهم في تعقيد وضعيته، وأدى إلى تسريع توقيفه، ولم يترك للسلطات الفرنسية أي مخرج لتجنب اعتقاله، تؤكد المصادر ذاتها. المصادر نفسها، قالت إن السكاح جاء إلى باريس بدعوة من إحدى الجمعيات للمشاركة في نشاط رياضي بمدينة شارتر سينطلق اليوم وتختتم فعالياته يوم الأحد المقبل، إذ كان من المقرر أن يعود إلى المغرب يوم الإثنين المقبل. وكان السكاح سافر إلى باريس في الساعة الثامنة صباحا من يوم أول أمس الثلاثاء ووصل إليها في حدود الساعة الحادية عشرة من اليوم نفسه، قبل أن يتم توقيفه، علما أنه قبل سفره تلقى تحذيرات من طرف أصدقاء له بعدم السفر إلى فرنسا، بل إن ابراهيم بوطيب بطل العشرة آلاف متر في أولمبياد سيول 1988، ورفيق دربه، ترجاه ساعات قبل سفره بأن يعدل عن قراره، إلا أنه رفض ذلك، وأصر على السفر، بدعوى أنه لم يرتكب أي جرم يستحق أن يعاقب لأجله أو يتم اعتقاله، وأنه هو الذي تم اختطاف ابنيه بطريقة «العصابات» على حد قوله، بتنسيق بين طليقته وسفارة النرويج في المغرب، وبمشاركة عسكريين من الجيش النرويحي. من ناحية ثانية قالت مصادر من باريس ل»المساء» إن ملف السكاح وضع السلطات الفرنسية في موقف حرج، وأن اتصالات تجري لاحتواء الملف، والبحث عن صيغة قانونية تحول دون تسليم السكاح إلى السلطات النرويجية، مشيرة إلى إن اتصالات ديبلوماسية تجري على قدم وساق بين الرباط وباريس. وقالت المصادر ذاتها إن مسؤولين في السفارة المغربية التقوا السكاح، وربطوا الاتصال بمحامي ليتولى الدفاع عنه، في وقت سارع فيه بعض أفراد الجالية المغربية، وبينهم أصدقاء له، إلى ربط الاتصال بمحامين آخرين ليتابعوا ملفه، متسائلين في الوقت نفسه عن سبب عدم تنبيه السكاح من طرف المصالح الأمنية المغربية إلى إمكانية اعتقاله بباريس. وكشفت المصادر ذاتها أن هناك أملا يلوح في الأفق لحل المشكل، مبرزة أنه سيكون على السكاح أن يثبت أنه حضر إلى باريس من أجل المشاركة في نشاط رياضي، وليس من أجل مواصلة السفر إلى النرويج، مما لا يشكل أي تهديد على سلامة ابنيه (سلمى 20 سنة) وطارق(18 سنة). وتابعت المصادر نفسها:» تلقينا تطمينات بهذا الخصوص، علما أن السكاح حصل بدوره على أحكام قضائية لصالحه بالمغرب». وكان نزاع السكاح وطليقته، اندلعت شرارته في سنة 2009، عندما قامت طليقته آن سيسيل هوبستوك، بتنسيق مع سفارة بلادها بالرباط، باختطاف ابنيها، وترحيلهما إلى النرويج. واعترفت سفارة النرويج، بأنها استضافت ابني السكاح بناء على طلب من والدتهما، مما تسبب في أزمة ديبلوماسية بين المغرب والنرويج، لكن السلطات النرويجية ردت على السكاح باتهامه بسوء معاملة ابنيه وبالعنف، وبتهديد سلامة مسؤولين في السفارة النرويجية بالرباط.