شهدت شوارع مدينة مراكش، أول أمس الاثنين، مطاردة بوليسية على شاكلة أفلام «هوليود»، روّعت المارة، بعد أن طاردت فرقة من عناصر «الصقور» (حوالي 6 دراجات) لصّين خطيرين سلبا سائحا فرنسيا قلادة ذهبية، قبل أن يدخلا في مواجهات عنيفة أشهِرت فيها السكاكين من قِبل أحد اللصين. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة فإنّ المطاردة، التي شهدها شارع الزرقطوني في منطقة «جليز»، أسفرت عن إصابة عنصرين من «فرقة الصقور» بجروح متفاوتة الخطورة، بينما أصيب اللصان بجروح بسيطة، بعد أن تدخلت العناصر الأمنية للسيطرة على السكين الذي كان يلوح به أحد المنفلتين. وقد نقل المصابون الأربعة إلى قسم المستعجلات في مستشفى ابن طفيل (سيفيل) في المدينة الحمراء لتلقي العلاجات الضرورية، في الوقت الذي وُضع اللصان اللذان يتحدّران من مدينة الدار لبيضاء، تحت الحراسة النظرية أثناء تلقيهما العلاج. واستنادا إلى رواية أحد شهود عيان، في اتصال مع «المساء»، فإنه في حدود الساعة الواحدة والنصف من زوال أول أمس الاثنين، وبينما كان عناصر من الفرقة السياحية يترصّدان اللصّين، بعد أن قدّمت في حقهما حوالي ثمان شكايات من قِبَل سياح أجانب بتهمة الخطف والسرقة باستعمال القوة، تفاجأت عناصر من فرقة الصقور بتعرّض الفرنسي كريستيان كلين، المزداد سنة 1950، لعملية سرقة، عندما باغته لصّان يمتطيان دراجة نارية من نوع «سوينغ»، إذ قاما بانتزاع قلادة ذهبية، شاهرين سكينا من الحجم الكبير في وجه السائح الفرنسي، الذي كان يتجول في شوارع المدينة الحمراء، لينتابه خوف شديد.. ويمتثل للصين، دون أن يقاومهما. وقد فر اللصان إلى وجهة مجهولة. في تلك الأثناء توجه عنصرا الشرطة مسرعَين صوب الدراجة النارية التي كان كريسيان كلين يشير في اتجاهها، لتبدأ مطاردة عنصري الصقور للصين، كما طلب العنصران المساعدة الأمنية من باقي الفرق الموجودة في منطقة جليز في تلك الأثناء، محدّدَين مكان وشوارع المطاردة. وبدأت دراجات فرقة الصقور تتقاطر على المنطقة في محاولة للقبض على العنصرين الخطيرين، اللذين روّعا سياح المدينة، بعد تنفيذهما عملية سرقة بالقوة استهدفت أجانب، حيث طاردت عناصر الأمن الفارَّين في أزقة وشوارع منطقة جليز، وأثناء مطاردة اللصين «انزلقت» دراجة على متنها عنصران من فرقة الصقور، ليصابا بجروح متوسطة الخطورة. وتابع باقي عناصر فرقة المطاردة اللصّين إلى أن تم تطوقهما عند ملتقى طرق باستعمال دراجة نارية كحاجز، إذ اصطدمت بها دراجة اللصين، ليسقطا أرضا. ولم يستسلم الهاربان في الحين، بل قام أحدهما بإشهار سكين في وجه عنصرَي فرقة الصقور، لكن تدخلهما بطريقة احترافية جعلهما يسيطران على السكين ويتمكنان من القبض على اللصين. وقبل أن يتم الاستماع إليهما في محضر والتحقيق معهما في العمليات التي نفذاها في المدينة الحمراء، بعد أن كانا يتصيدان ضحاياهما في فترة الظهيرة، نقل جميع المصابين إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات الضرورية، بحضور والي أمن مراكش، ليتم في الأخير إخضاعهم لفحوصات طبية، قبل أن يغادروا المستشفى، وتبدأ التحقيقات مع الموقوفَين.