لليوم الثالث على التوالي، تعيش العاصمة الرباط على وقع أزمة خانقة في حافلات النقل التابعة لشركة «ستاريو»، بعد قرار الإضراب الذي اتخذه المكتب النقابي للعاملين في الشركة، التابع للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، قبل أن ينضمّ إليه كل من المكتب النقابي للاتحاد العامّ للشغالين والمكتب النقابي للاتحاد الوطني للشغل، ما تسبب في شلل شبه تام للحافلات في شوارع العاصمة. وجاءت خطوة الإضراب التي لجأ إليها مستخدمو الشركة كمرحلة أخيرة بعد عدة احتجاجات سابقة، حيث تم تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر الشركة، وحمل الشارات الاحتجاجية أثناء ممارسة العمل داخل الحافلات، دون أن تجد تلك الخطوات الاحتجاجية أدنى استجابة من طرف إدارة الشركة، مما جعل المُحتجّين يختارون تمديد الإضراب، الذي كان مقررا له في البداية أن يمتدّ ليومين، إلى أجَل غير محدد، في انتظار استجابة إدارة الشّركة لمطالب العاملين. وفي السياق نفسِه، قال عبد الكريم واعزيز، الكاتب المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، إن خطوة الإضراب عن العمل لمستخدَمي شركة «ستاريو»، تأتي بعد رفض الإدارة فتحَ أي حوار معنا كنقابيين من أجل مناقشة ملفنا المطلبي، «علما أننا لجأنا إلى هذا الخيار كخيار أخير، بعد خوضنا عدة وقفات وحملنا للشارات الاحتجاجية، لكنْ دون أي استجابة من المسؤولين عن الشركة». وأكد واعزيز، في تصريح ل«المساء»، أنّ «إدارة الشركة لم تكتفِ برفض الحوار مع المُضربين، بل لجأت إلى وسائلَ غيرِ مقبولة من أجل تصفية حساباتها مع النقابيين داخل الشركة، حيث قام مسؤولوها بوضع شكايات كيدية ضدي أنا شخصيا، وضد العديد من المسؤولين النقابيين، يتهموننا فيها بمحاولة عرقلة السير العادي للعمل داخل الشركة، وهي اتهامات باطلة بحكم أننا كنا نمارس حقنا النقابي الطبيعي بسلمية»، مؤكدا أن «مسؤولي الشركة تفاجؤوا من النجاح الكبير للإضراب». واستعرض واعزيز أهمَّ مضامين الملف المطلبي التي يطالب النقابيون بمناقشتها مع إدارة الشركة، «والتي يأتي على رأسها إعادة الكثير من المطرودين إلى مراكز عملهم، كما سبق أن وعدت بذلك الإدارة وأخلفت وعدها، وتفعيل نظام المِنح وتعميمها على كافة المُستخدَمين، مع بحث إيجاد سبل حماية مستخدَمي الشركة من الاعتداءات المتكررة التي أصبحوا يتعرّضون لها من طرف بعض الزبائن، في ظلّ لامبالاة المسؤولين بخطورة الأوضاع». يشار إلى أنّ الجريدة حاولت، صباح أمس، الاتصال بإدارة الشركة من أجل أخذ وجهة نظرها في الموضوع، دون أن نتلقى أي إجابة عن اتصالاتنا المتكرّرة.