وجهت النقابة الوطنية لأطباء القطاع الخاص بالمغرب شكاية إلى رئيس الهيئة الوطنية للأطباء من أجل التدخل الفوري لوضع حد للاتفاقية المبرمة بين الوزارة الوصية على الرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية من جهة وإحدى شركات التأمين المغربية في شأن التأمين الصحي للرياضيين، وطالبت الرسالة من البروفسور مولاي الطاهر العلوي استعمال الاختصاصات التي يخولها له المشرع من أجل وقف ما أسمته النقابة ب«الاتفاقية المهزلة». وقال طبيب الوداد البيضاوي الدكتور محمد عبور ل«المساء» إن التعاقد يجب أن يخضع للمساطر المعمول بها في المجال الطبي، وأضاف أنه في كل التعاقدات يجب استدعاء الهيئة الوطنية للأطباء التي تحرص على احترام الاتفاقية ضوابط المهنة وأخلاقياتها، وزاد أن النقابة تعد بدورها طرفا أساسيا في مثل هذه التعاقدات وبدونها يضيف المصدر ذاته تصبح الاتفاقية لاغية. ومن المؤاخذات التي سجلت في شأن اتفاقية التأمين الصحي للاعبين، اقتصار شركة التأمين على مصحتين فقط في كل من الدارالبيضاء والرباط، مما يلزم الرياضيين المصابين بالتوجه إلى المؤسستين الطبيتين دون سواهما، مما يقلص هامش الاختيار أمام المرضى من الرياضيين. وحسب طبيب الوداد البيضاوي فإن الفصل الخامس من ضوابط الهيئة الوطنية للأطباء ينص على حرية المريض في اختيار المعالج، بنفس الحرية التي يملكها الطبيب في تحريره لوصفة الدواء، وأضاف أن الرياضي المصاب عليه أن يختار المصحة التي يشاء والطبيب الذي يريد دون توجيه من أي جهة سواء أكانت شركة تأمين أو لجنة أولمبية أو جامعة. «في كل التعاقدات كالتغطية الصحية الإجبارية وأثناء توقيع اتفاقيات كبرى مع الفيدرالية الوطنية لشركات التأمين وإعادة التأمين، كان حضور النقابة الوطنية لأطباء القطاع الخاص والجمعية المغربية لأرباب المصحات، لكن في تعاقد المؤسسات الرياضية كانت هذه الأطراف غائبة»، يقول الدكتور عبور بنبرة غاضبة. وعلى الرغم من الوعد الذي قدمته شركة التأمين في شأن توسيع شبكة المصحات بدل الاكتفاء بمؤسستين صحيتين في العاصمتين الإدارية والاقتصادية، إلا أن الدكتور عبور اعتبر إقصاء الهيئات، المخول لها قانونيا حضور وتزكية الاتفاقية، خطأ يجب تداركه في أقرب وقت ممكن، واستدل على حرية اختيار المريض لمعالجه ببعض اللاعبين الذين على الرغم من انتمائهم لفرق معينة إلا أنهم فضلوا عرض حالاتهم على أطباء فرق أخرى، فقد خضع مهاجم الدفاع الجديدي لهوا لعملية جراحية تحت إشراف طبيب خارج محيط الجديدة، وأجرى طبيب ودادي كالدكتور هيفتي عمليات جراحية للاعبين رجاويين أو فاسيين ومن فرق عديدة. وسيكون موضوع اتفاقية التأمين الصحي للرياضيين على مائدة الحوار في أول اجتماع رسمي لودادية أطباء أندية كرة القدم، من أجل صياغة بيان استنكاري من شأنه أن ينهي المشكل قبل فوات الأوان، رغم أن مصدرنا أكد عدم إدراج القضية ضمن جدول الأعمال المعروض على أعضاء الودادية التي حصلت مؤخرا على وصل الإيداع مما يمكنها من استهلال أنشطتها بموقف احتجاجي من شأنه أن يعيد الأمور إلى نصابها.