لأن النظرة الطبية للقيمة الغذائية لمادة معينة صارت تتجاوز الحديث عما تحتويه من عناصر طاقية ومعادن وفيتامينات، وتركز خاصة على محتواها من مضادات الأكسدة، فإن قوة البطيخ الأحمر تكمن خاصة في احتوائه على مادة الليكوبين، وفي سلسلة مقالاتنا السابقة، التي تربط الوقاية من الأمراض السرطانية بالغذاء، تحدثنا عن هذه الصبغة النباتية التي تنتمي إلى عائلة الكاروتينويدات، وهي مركبات فيتوكيميائية لا يستطيع جسم الإنسان إنتاجها، تعطي الخضروات والفاكهة لونها الأصفر، والبرتقالي والأحمر. كما تمتاز بعدة خصائص طبية، وهي التي تعطي البطيخ الأحمر، كما الطماطم، لونهما الأحمر الجميل. غير أن فوائدها لا تقتصر على اللون فقط، بل تشمل عدة مركبات فيتوكيميائية لها دور كبير في الوقاية من الأمراض السرطانية، خاصة سرطان البروستات، حيث تمتاز بتأثيرها المباشر على بعض الأنزيمات المسؤولة عن نمو الخلايا السرطانية بهذا العضو. وقد سبق أن ذكرنا أهمية الليكوبين بالطماطم، وأشرنا إلى أنها كلما كانت مطبوخة في مادة دهنية كزيت الزيتون مثلا، كان تركيزه بها أكبر، وامتصاص الجسم له أسهل. وخلافا لذلك، فالبطيخ الأحمر يمتاز بنسبة ليكوبين تفوق الطماطم مع سهولة امتصاصه وهو طازج منعش! ونذكركم أعزاءنا القراء أنه إذا كان العصر الحديث بجميع تطوراته يسمح للجذور الحرة بأن تعبث فسادا في أجسادنا، فهناك جنود غذائية يكفي أن نعرف قوتها لنحاربها بها. إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية