رفضت إدارة مستشفى سعودي تقديم العلاجات الطبية الضرورية لمواطن مغربي مصاب بجروح وكسور جد خطيرة، تستلزم إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة. المواطن محمد عناب، المقيم حاليا بالمملكة العربية السعودية، تعرض لحادثة سير عرضية، بعدما انقلبت به الشاحنة التي كان يقودها في الرابع عشر من فبراير الماضي بأحد شوارع العاصمة الرياض، مما أدى إلى إصابته بثلاثة كسور خطيرة في العمود الفقري، بالإضافة إلى أضرار أخرى بمختلف أنحاء جسمه. وحسب أفراد من عائلة الضحية، فإن هذا الأخير لا يزال يرقد بمستشفى الأمير سلمان بالرياض بدون علاج، رغم مرور ما يقارب الثلاثة أشهر، وهو ما جعل حالته الصحية تزداد سوءا، إلى درجة أن لحم جسده أضحى يتفتت ويتساقط كالدقيق، لا يحرك ساكنا، نبض الحياة فيه لا يمر إلا عبر الأنابيب البلاستيكية التي تحيط به من كل جانب بقسم الإنعاش التابع للمستشفى. وفي رسالة استعطاف وجهتها العائلة نفسها إلى سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، تلتمس منه التدخل العاجل لإنقاذ حياة ابنها، كشفت أم المريض أن إدارة المستشفى امتنعت عن استكمال علاج الضحية بدعوى أن القانون السعودي لا يسمح بمعالجة الأجانب داخل أراضيها، الشيء الذي أدى إلى تفاقم حالته الصحية بسبب قلة العناية واللامبالاة. ووفق معلومات مستقاة من ذات المصادر، فإن محمد عناب، الذي قضى زهاء 15 سنة بالسعودية، ويعمل جباسا، أضحى مهددا بالشلل الرباعي، وهو ما حذا بعائلته إلى مطالبة الطاقم الطبي بالتدخل الفوري لإجراء العملية الجراحية المطلوبة، وتقول الرسالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، «لقد صدمنا بامتناع الإدارة عن القيام بأي تدخل طبي، لكون الأمر لا يهمهم، وطلبوا منا الاتصال بالسلطات المغربية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لنقله إلى المغرب». وتضيف العائلة أن المستشفى يلح على ضرورة أداء نفقات الإنعاش قبل ترحيل المريض إلى المغرب، رغم علمهم بالوضع الاجتماعي المأساوي للضحية، والذي لا يسمح له بتوفير تلك التكاليف، باعتباره عامل جبس بسيط، وتعيش تحت كفالته بمدينة مراكش أسرة متكونة من ستة أفراد بالإضافة إلى أمه التي بلغت من العمر عتيا. ودعت الرسالة سعد الدين العثماني إلى التدخل العاجل لدى السلطات السعودية قصد إيجاد حل لهذه الوضعية الإنسانية، وذلك في أقرب الآجال، حتى لا تتفاقم أوضاع المريض الصحية أكثر من ذلك، مشيرة إلى أن عائلة محمد عناب سبق لها أن وضعت استعطافا لدى مصالح وزارة الخارجية بالعاصمة الرباط لكنها لم تتلق أي رد.