آسفي اليوم:عبدالرحيم اكريطي لم يكتب للسيدة "خاطبي زوبيدة " البالغة من العمر 54 سنة الأم لثلاثة أبناء"يوسف 29 سنة،أمين21 سنة،مراد19 سنة"أن تغادر مستشفى محمد الخامس بآسفي وهي حية ترزق وإنما قضاء الله وقدره جعلها تغادر المستشفى وهي على متن نعش بعدما أسلمت الروح إلى باريها مساء يوم السبت بقسم الإنعاش الذي دخلته عندما تم نقلها ذلك الصباح من إحدى المصحات الخاصة بالمدينة على متن سيارة الإسعاف بأمر من طبيبها المعالج بهذه المصحة. تحكي عائلة الضحية التي ظلت تصرخ وتبكي أمام مستودع الأموات التابع للمستشفى على أن زوبيدة كانت تعاني من ألم في"المرارة"ليتم عرضها على طبيب مختص الذي أمر بضرورة نقلها على وجه السرعة إلى مصحة خاصة،وبهذه الأخيرة خضعت لفحوصات طبية التي أبانت على أنها تعاني من انتفاخ وقيح في"المرارة"،ما جعل طبيبها المعالج الدكتور محمد غزلان يأمرها بضرورة إجراءها لعملية جراحية مستعجلة مساء يوم الخميس الأخير،إلا أنه تضيف العائلة وبعد إجراءها للعملية بدأت تظهر عليها أعراض خطيرة جعلتها تتساءل عن السبب في ذلك،ليقدم الطبيب على إجراء عملية جراحية ثانية لها صباح يوم السبت،لكن وبعد الانتهاء من هذه العملية عاينت العائلة طبيب الإنعاش الذي يشتغل بمستشفى محمد الخامس بآسفي وهو يلج المصحة بسرعة،وبعدها مباشرة نقلت الضحية إلى قسم الإنعاش بالمستشفى،لتتلقى بعد وقت وجيز خبر الوفاة،وهو الأمر الذي استغربته العائلة واعتبرته خطئا طبيا،حيث تم الاستماع إلى زوجها عبدالجليل قيس مساء يوم السبت الأخير في محضر قانوني من طرف عناصر الشرطة التي أحالت المحضر في اليوم الموالي على أنظار الوكيل العام للملك باستئنافية آسفي،ومساء يوم الاثنين خضعت جثة الضحية لتشريح طبي من طرف طبيبين اثنين،ليتم دفنها مساء اليوم نفسه. وفي تصريح أدلى به لموقع"آسفي اليوم"أكد الدكتور محمد غزلان صاحب المصحة والطبيب المعالج للضحية على أنه يتوفر على الشريط المتضمن لكافة أطوار ومراحل العمليتين الجراحيتين باعتباره مارس هذه المهنة لمدة ثلاث عقود،مبرزا على أن الضحية كانت تعاني من قيح وانتفاخ خطير على مستوى"المرارة"والذي بسببهما اضطر إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة لها مساء يوم الخميس،إلا أنه وفي اليوم عاين بعض المضاعفات على المعنية بالأمر،ما جعله وللاطمئنان على صحتها إلى إجراءه لها لعملية جراحية ثانية صباح يوم السبت،إلا أنه وبعد انتهائه من العملية الثانية،ترك الضحية بشكل عادي إلى أن توصل بمكالمة هاتفية من المصحة تطلب منه الحضور على وجه السرعة لمعاينة الحالة الصحية للمريضة،وبعد وصوله وقف على أن حالتها كانت غير عادية،ما جعله يتصل على الفور بطبيب الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بآسفي الذي حضر على الفور وأمر بنقلها إلى قسم الإنعاش بالمستشفى قصد وضعها تحت مراقبته لأن هناك حالات عدة تنتظره بالمستشفى،لكن وفور نقلها على متن سيارة الإسعاف إلى المستشفى لبت نداء ربها بهذه الأخيرة. وبذلك تنضاف هذه الوفاة إلى وفاة أخرى وقعت صباح يوم الجمعة الأخير بنفس المستشفى عندما توفي المسمى المصطفى بستوف الذي كان يعاني من مرض القصور الكلوي الذي ظل بسببه راقدا بالمستشفى،وهو ما جعل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي تدخل على الخط من خلال إصدارها لبيان شديد اللهجة استنكرت في ظروف وملابسات هاته الوفاة،وأدانت فيه السلوك غير الآدمي الذي يعامل به المواطنون والمواطنات طالبي الحق في العلاج من طرف بعض مسؤولي المستشفى،وشجبت الصمت المريب عن الخروقات والانتهاكات التي يتعرض لها طالبي الحق في العلاج رغم الاحتجاجات والنداءات المتكررة لوقف نزيف الموت.