يتابع مدير مصحة بمراكش إلى جانب طبيب جراح، في قضية تتعلق بالقتل الخطأ، من المرتقب، أن تنظر فيها المحكمة الابتدائية يوم 2 يوليوزالجاري. وكان المسمى قيد حياته (ع-س) (44 سنة) والذي تتهم أسرته صاحب مصحة وطبيب جراح بالقتل الخطأ، قد خضع لعملية استئصال «المرارة»في إحدى المصحات بالمدينة. وحسب شكاية أسرة الهالك الموجهة إلى الوكيل العام باستئنافية مراكش، فإن الطبيب الجراح، الذي قام بإجراء عملية جراحية على الهالك لإزالة المرارة، وبعد قيامه بالفحوصات القبلية، أكد أن العملية ليس فقط غير معقدة، بل إن إجراءها لا يتطلب سوى إحداث ثقبين صغيرين على البطن الشيء الذي شجع الهالك على الخضوع للعملية. وأضافت أسرة (ع-س)، أن الهالك بدأت حالته تتدهور خلال الأيام الأولى من إجرائه عملية استئصال المرارة، وأنه لاقى الإهمال من العاملين في المصحة التي أجرى فيها العملية، مما اضطر أحد أقربائه للاتصال بالطبيب المعالج وإخباره بوضعية (ع-س)، ليقوم بعدها الطبيب المعالج بإجراء فحوصات تبين من خلالها أن حالة (ع-س) تستدعي عملية أخرى لغسل البطن من إفرازات المرارة، مما يشكل، حسب أسرة الهالك، دليلا واضحا على حدوث خطأ طبي ما خلال العملية الأولى، تسبب في تدهور صحة قريبها. ولم تكن العملية الثانية، التي أجريت على (ع-س) بأحسن حال من العملية الأولى، حيث بعدها مباشرة بدأت تتدهور حالته الصحية أكثر فأكثر إلى حد دخل في غيبوبة، ليتم نقله على إثرها إلى غرفة الإنعاش بالمصحة ذاتها حيث بقي لمدة يومين حسب أسرته. وقد فارق (ع-س) الحياة على متن سيارة إسعاف كانت في طريقها إلى مصحة بالبيضاء، كان صاحب المصحة قد حاول نقله إليها بدعوى أنها مختصة في الإنعاش. واعتبرت أسرة الهالك الذي ترك وراءه زوجة وأطفال صغار في حاجة إلى معيل ،أن الطبيب الجراح الذي يعمل بالقطاع العسكري والذي أجرى العملية للهالك، لم يكن وضعه الصحي يسمح له بتاتا بإجراء العملية على للهالك، لكونه كان في رخصة مرضية. وطالبت أسرة الهالك بإجراء بحث حول سماح صاحب المصحة بإجراء العملية على الهالك من طرف طبيب، يعلم مسبقا، أنه في رخصة مرضية من القطاع الذي يعمل فيه، مما يعني عدم توفره على الشروط اللازمة من لياقة بدنية وتركيز... لإجراء العملية الجراحية على الهالك . وحسب تصريحات صاحب المصحة للنيابة العامة، فإن العملية الجراحية التي أجريت على الهالك من أجل استئصال المرارة، قام بها هو شخصيا، مبرزا، أن الهالك ألح عليه في دعوة طبيب مختص في الجراحة العامة للقدوم إلى المصحة، على اعتبار أن هذا الأخير كان يشرف على علاجه منذ مدة طويلة. وأكد صاحب المصحة، أن الطبيب المختص في الجراحة العامة تقدم إلى المؤسسة الصحية وهو يتكأ على عكازين، وأنه قام بعد ذلك بإقناع الهالك بأجراء العملية الجراحية لإزالة المرارة على يد صاحب المصحة. وشدد صاحب المصحة في أقواله أنه قام بالعملية الثانية للهالك بنجاح. فيما أكد كل من الطبيب الجراح المشتكى به والطبيب المخدر في تصريحاتهما للنيابة العامة، نجاح العمليتين الجراحيتين المجراة على الهالك وهو الأمرالذي تنفيه عائلة هذا الأخير التي أدلت بوثيقة توضح فيها المؤهلات العلمية والتكوينية التي تتطلبها الجراحة الخاصة بالمرارة بواسطة المنظار، ومتسائلة في الوقت نفسه، حول توفر الطبيب الذي قام بالعملية على المؤهلات اللازمة طالبة القضاء بالتحقق منها. وتنتظر أسرة الهالك من القضاء أن يقول كلمته الفصل في هذه القضية التي استغرقت أزيد من ثلاث سنوات.