وجّهت أكثر من 20 هيئة في مدينة الفنيدق شكاية إلى وزير الداخلية وإلى عامل الإقليم، تشتكي فيها من تدهور الوضع الأمني في المدينة الحدودية. وندّدت الشكاية، التي وقعتها 25 هيئة مدنية وحقوقية، بما سمته التدهور الأمني الخطير الذي تعرفه المدينة، مؤكدة انتشار بعض المظاهر التي تمسّ أمن وسلامة واستقرار المواطنين. وأوردت الشكاية عددا من الظواهر الانحرافية السلبية التي تعجّ بها المدينة، كبيع المخدرات -بمختلف أنواعها- واعتراض سبيل المارة في واضحة النهار، والهجوم على المواطنين، وسرقة المنازل والنشل في الأسواق.. إضافة إلى انتشار الدّعارة في مختلف أحياء المدينة، وتفشي النقل السّري، والدراجات النارية المُهرَّبة. وأمام هذا الوضع الأمني المُزري، سجلت الجمعيات -بصفتها ممثله عن المجتمع المدني وفق ما أوردتْ- «عدم التفاعل مع شكاوى المواطنين لدى الشّرطة الأمنية»، مثلما سجّلت «عدم فعالية الحملات الأمنية، التي تقتصر على المدمنين على المخدرات وتستثني المُروجين الحقيقيين للمخدرات، بكل أنواعها. وقالت جمعيات المجتمع المدني في الفنيدق إنّ شكايتهم المُوجَّهة لوزير الداخلية تتضمّن تقريرا شاملا لحيثيات ومُلابَسات الانفلات الأمني الذي أضحت تعرفه المدينة، بالنظر إلى مظاهر الإجرام والانحراف والخروقات القانونية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، ملتمسة من وزارة الداخلية التدخل العاجل لاتخاذ المُتعيَّن. وتحولت مدينة الفنيدق من مدينة هادئة إلى مدينة العبور لعشرات المنحرفين، الذين جعلوا منها نقطة لقاء أو انطلاق لعملياتهم نظرا إلى قربها من مدينة سبتةالمحتلة. كما أصبحت تؤوي الآلاف من الشبان والشابات الذين يفضلون الاستقرار بها، ولو مؤقتا، إلى حين استخراج شهادة الإقامة، التي تخول لهم الحصول على جواز سفر يسمح لهم بالولوج إلى مدينة سبتة دون ضرورة التوفر على تأشيرة «شينغن»، الأمر الذي جعل منها قِبلة لكل الشّرائح الاجتماعية المنحرفة. وعرفت مدينة الفنيدق، قبل أيام، جريمة قتل بشِعة، أودت شاب (44 سنة) وأخته (46 سنة) داخل شقتهما، بهدف السّرقة. كما احتجّ قبل أسبوعين العديدُ من المواطنين من تعرّضهم للسرقة والنشل والسطو، من بينهم مُسنّ يبلغ حوالي 70 سنة، حيث تعرّضَ لاعتداء وهجوم بهدف السّرقة من طرف عصابة داخل دكان للمواد الغذائية قرب مسجد «البرارك». كما تعرض العديد من المواطنين للسرقة والسطو. وتكاد حالات الانفلات الأمني في تطوان تشمل كل فضاءات المدينة، غير أنها تتزايد وترتفع بشكل لافت للانتباه في بعض الأزقة الضيّقة التي لا تصلها دوريات الأمن، على قلتها، كما لا يمكن لرجال الأمن أن يترجّلوا في هذه الأزقة الضيّقة، فهم أيضا ينتابهم الخوف من دخول هذه الفضاءات العشوائية.