دقت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ناقوس الخطر وحذرت من وقوع انفلات أمني وشيك بمدينة الفقيه بن صالح بسبب استفحال مظاهر السرقة وانعدام الأمن بمناطق كثيرة بالمدينة. وعدد بيان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، توصلت «المساء» بنسخة منه، مظاهر ما سماه بالانفلات الأمني الذي يتجلى في «عمليات سرقة المنازل ونشل محافظ المارة والتهديد بالسلاح الأبيض والناري (ما حدث في محطة توزيع الوقود بأولاد سيدي شنان) واختطاف واغتصاب الفتيات، إضافة إلى ما تحدثه الدراجات النارية والسيارات من صخب وضجيج في ساعات متأخرة من الليل، بناء على مجموع الشكايات المقدمة للفرع في هذا الشأن». وألقى بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باللائمة بخصوص الوضع الأمني الذي تعرفه المدينة على مجموعة من الأسباب منها انتشار البطالة والاتجار في المخدرات، وغياب مرافق الترفيه والتثقيف والتكوين والتوعية (مركبات ثقافية- رياضية...) مما يؤدي إلى الانحراف والجريمة». وكان مواطنون قد طالبوا بتدخل أمني يضع حدا لمسلسل السرقات التي عرفتها المدينة في الآونة الأخيرة دون أن تتوصل المصالح الأمنية إلى مقترفيها، وتساءلت فعاليات من المدينة عن استهداف الزميل الصحافي، عبد المجيد تناني، ثلاث مرات في أقل من تسعة أشهر بسرقة سكنه الوظيفي والسكن الخاص به حين قام مجهولون بكسر قفل الباب الرئيسي للسكن الكائن بحي الزهور وسرقة حاسوب محمول وبعض الأجهزة المتصلة به، إضافة إلى جهاز تلفاز من نوع بلازما وحلي ومبلغ مالي و30 لترا من زيت الزيتون، كما عبثوا بكل محتويات المنزل بما فيها الكتب والمجلات والأغطية ومعدات المطبخ والأوراق الخاصة.وكانت مدينة الفقيه بن صالح قد عرفت منذ شهر غشت المنصرم تفشي مخيف لمختلف أنواع الجريمة، خاصة السرقة من داخل المنازل وبالشارع العام، فقد تعرضت فيلا لطبيب بيطري ورئيس سابق للمجلس الحضري للسرقة بعدما استولى اللصوص على حلي ومجوهرات بقيمة تناهز 50 مليون سنتيم كانت مودعة داخل مخزن حديدي مخبأ بسرية في حمام الفيلا، كما تعرضت 4 مساكن أخرى للسرقة خلال هذه الفترة استولى من خلالها اللصوص على مبالغ مالية مهمة وحلي ومجوهرات وأجهزة إلكترونية، كما هاجم شخصان سيدة بباب منزلها بحي جميلة وسرقوا منها حليا ذهبية تقدر قيمتها بأربعة ملايين سنتيم، إضافة إلى العشرات من عمليات السرقة بالخطف والنشل وتحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض التي تستهدف المواطنين بالمدينة يوميا، خاصة النساء، من طرف لصوص أصبح عددهم يزداد يوما بعد يوم، ويقومون بعملياتهم بالشوارع العامة وبالأحياء الجانبية ممتطين دراجات هوائية ونارية وأحيانا سيارات مستأجرة. وأمام قلة الموارد البشرية في صفوف رجال الأمن بمدينة الفقيه بن صالح تتمركز دوريات الشرطة وعناصر الصقور بالشوارع المعروفة في حين يقوم اللصوص بعملياتهم الإجرامية بالأزقة الداخلية والأحياء الجانبية، كحي الياسمين وحي الزهور وحي نزهة 1 ونزهة 2 ، ويستحيل في مرات عديدة تدخل دوريات الشرطة القليلة أصلا، خصوصا في الساعات المتأخرة من الليل حيث سجلت جل عمليات السرقة من داخل المنازل قبيل ساعات الصباح الأولى. واستغرب مجموعة من سكان مدينة الفقيه بن صالح عدم اهتمام الإدارة المركزية ببعث تعزيزات أمنية إلى المدينة التي يصل عدد سكانها إلى حوالي 100 ألف نسمة، خصوصا في عهد إدارة ابن المدينة الشرقي الضريس لإدارة الأمن الوطني، أو حين توليه منصب الوزير المنتدب في وزارة الداخلية، في الوقت الذي تعرف فيه مدن أخرى انتشارا كبيرا لعناصر الأمن يقابله ضعف في مؤشرات الجريمة.