اعتقلت السلطات الأمنية بالرباط قرابة 60 مشجعا من جماهير فريق الجيش الملكي بأحد مدرجات «الفيراج» والمعروف باسم «المكانة» بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله خلال مباراة أول أمس (السبت) التي جمعت ممثل كرة القدم الوطنية بفريق عزام التنزاني لحساب منافسات دور ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وجاءت عملية الاعتقالات نتيجة إدخال فصيل «الإلترا عسكري» ل«باش» المجموعة جريا على ما هو معمول به في عالم « الالتراس» وهو ما نتج عنه إصابة 26 مشجعا عسكريا تم نقلهم إلى مستشفى ابن سينا من أجل تلقي العلاجات الضرورية. وجاء تدخل السلطات الأمنية على خلفية إصرار فصيل « الإلترا عسكري» على وضع « الباش» الخاص بالمجموعة في المكان الذي دأب على وضعه فيه منذ تأسيسه سنة 2005 وهي الخطوة التي لم يتقبلها أعضاء الفصيل، الذين حاولوا التشبث بهوية ورمز المجموعة الشيء الذي أسفر عن عمليات الاعتقال وكذا الإصابات بسبب استعمال الهراوات في حقهم من أجل انتزاع « الباش». وعبرت الجماهير العسكرية عن امتعاضها الشديد واستيائها الكبير من عمليات التضييق التي باتت تتعرض لها، خصوصا بعد الأحداث التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء يوم « الخميس الأسود» والتي لا زال يتابع بسببها العديد من المشجعين في حالة اعتقال بسجن عكاشة بالعاصمة الاقتصادية. بعض الجماهير أسرت ل «المساء» أن رجال الأمن عمدوا إلى مصادرة العديد من الهواتف المحمولة وكاميرا صغيرة الحجم كانت تستعمل لتصوير مشاهد ما وصفوه ب « لاعتداء الأمني»، مشددين على كون مجموعة من المشجعين المصابين يعتزمون سلك المسطرة القانونية باللجوء إلى القضاء بعد تعرضهم للتعنيف. وارتباطا بالموضوع، عممت لجنة «معتقلي مشجعي فريق الجيش الملكي» بلاغا تطالب فيه بإطلاق السراح الفوري للمعتقلين الذين ليست ليهم سوابق ومتابعتهم في حالة سراح، بالقدر الذي تطالب فيه بفتح تحقيق نزيه وشفاف في الأحداث المأساوية التي عرفتها البيضاء لتحديد المجرمين الحقيقتين. وشددت اللجنة ذاتها على ضرورة ضمان المحاكمة العادلة لجميع المعتقلين والكف عن الإجراءات الانتقامية في حق أعضاء جميع مجموعات «الالترات» العسكرية، مطالبة في السياق ذاته بتنقيل جميع المحاكمات من البيضاء إلى الرباط للتخفيف من عناء تنقل العائلات، داعية إلى الكف عن التحريض الإعلامي التي تنهجه السلطات الأمنية في حق المعتقلين الذي يعتبر جميعهم أبرياء حتى يبث القضاء في أمرهم. إلى ذلك أبدى لاعبو الجيش تضامنهم مع المشجعين المعتقلين على خلفية أحداث «الخميس الأسود»، إذ رفعوا ايديهم مجتمعين في إشارة إلى تضامنهم مع المعتقلين، كما أن حركة الأيدي المغلولة في القيود أصبح يقوم بها اللاعبون بعد إحرازهم للأهداف.