مازالت لغة شد الحبل بين فصيل "أولترا عسكري" المشجع لفريق الجيش الملكي ومصالح أمن الرباط في تصاعد مستمر، إذا لا تكاد مباراة يجريها الفريق العسكري بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، تمر إلا ويتم اعتقال بعض أعضائها أو التنكيل بهم. فخلال مباراة الجيش أمام عزام يونايتد التنزاني التي جرت أول أمس، وفي الوقت الذي كان فيه فصيل "أولترا عسكري" يهم برفع شعاره الرسمي "الباش" بالمدرج رقم 7 الملقب ب "المكانة" كما جرت العادة، تدخلت عناصر الأمن ومنعتهم من ذلك مما أدخل الطرفين في شنآن انتهى بتدخل عنيف من جانب قوات الأمن تسبب في إصابة 26 مشجعا تم نقلهم إلى المستشفى واعتقال أزيد من 60 آخرين واقتيادهم إلى المنطقة الأمنية الرابعة. ويقول أحد مؤطري "أولترا عسكري" الملقب ب "كابو" في تصريح ل "العلم" إن مصالح الأمن أصبحت تضطهد الجمهور العسكري بسبب أو بدون سبب، متهما نائب والي أمن الرباط (عبد العالي الزراد) بانتمائه الرجاوي والانتقام من الجمهور العسكري. وأضاف أنها للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم المغربية يتم تجريد جمهور فريق من شعاره الرسمي، حيث لم يسبق القيام بذلك إلا في الشقيقة تونس على عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بنعلي عندما تم تجريد جمهور الترجي من شعاره الرسمي في إحدى المباريات المحلية. وقال أيضا أنه منذ وقوع أحداث "الخميس الأسود" بمدينة الدارالبيضاء وأمن الرباط يتعامل بطريقة اضطهادية مع جمهور الجيش، حيث تتعدى المضايقات إلى مصادرة الكاميرات الصغيرة والهواتف المحمولة. وختم "كابو" تصريحه بأن فصيل "أولترا عسكري" بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية لمتابعة رجال الأمن الذين اعتدوا عليهم ، خصوصا وأن بعضهم يتوفر على شهادات طبية تثبت مدة العجز لديهم. وفي نفس السياق عبر مسؤولون بفريق الجيش الملكي عن استيائهم من تعامل الأمن مع الجمهور العسكري، حيث يبالغ في تدخله، الشيء الذي ينعكس على الحضور الجماهيري وبالتالي على تحميس اللاعبين في رقعة الملعب، ناهيك عن الخسائر المادية التي تتكبدها خزينة الفريق بسبب عزوف الجمهور جراء المعاملة السيئة التي أصبح يلاقيها في كل مباراة. من جهة أخرى توصلت "العلم" ببيان من طرف "لجنة معتقلي فريق الجيش الملكي" تسرد فيه وقائع "الخميس الأسود" والمتسببين فيه وظروف اعتقال المشجعين العسكريين خصوصا منهم المتمدرسين والذين ليست لديهم أية سوابق عدلية. وتطالب اللجنة ب: الإطلاق الفوري لسراح جميع المعتقلين الذين ليست لديهم سوابق ومتابعتهم في حالة سراح، وفتح تحقيق نزيه وشفاف في الأحداث المأساوية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء يوم 11 أبريل، وضمان المحاكمة العادلة لجميع المعتقلين والكف عن الإجراءات الانتقامية في حق أعضاء جميع مجموعات "الأولترا" الذين يتعرضون لاستفزازات وتهديدات بالاعتقال ومنعهم من القيام بأنشطتهم المعهودة، وأيضا تنقيل جميع المحاكمات من مدينة الدارالبيضاء إلى مدينة الرباط للتخفيف من معاناة تنقل عائلات المعتقلين، والكف عن التحريض الإعلامي الذي تنتهجه السلطات الأمنية في حق المعتقلين الذين يعتبرون أبرياء حتى يبت القضاء في أمرهم.