هم شباب في عقدهم الثاني، أطر وطلبة وجامعيون جمعهم حب واحد: تشجيع فريقهم الكروي بكافة الوسائل الممكنة على غرار مشجعي الفرق الأوروبيون..يزينون جنبات الملاعب المغربية بأناشيدهم وشعاراتهم المتنوعة في كل المباريات، ويظل الأنترنت جسر تواصلهم بعيدا عن جدران الجمعيات.. البلاك أرمي تصدح جنبات ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط بأناشيد الاولترا المشجعة لفريق الجيش الملكي بالفصيلين: أولترا عسكري وبلاك أرمي. فصيل ال «بلاك أرمي» حسب المتتبعين، الذي رأى النور قبل نحو موسمين، من أكثر الفصائل تشددا و استماتة في الدفاع عن مبادئها، وتسطير مناهج خاصة في الدعم و المناصرة تضفي حالة وطابعا من الاستثناء الذي يميزها عن باقي الفصائل الأخرى.. ويرى رشيد بوشواري العضو القيادي داخل أولترا «بلاك أرمي» أن مساندة فريق الجيش الملكي جاءت للتأكيد على أن قيم المناصرة والمؤازرة يجب أن تواكب طابع النادي وشكله العسكري. نقطة الاختلاف الحساسة غير المستندة حسب البعض على غطاء شرعي هي التي «تبيح إهدار سلامة أولترات فرق الخصم بكافة الأشكال»، وهو ما عززته المواجهات الصدامية ضد كل من تم ضبطه داخل محيط العاصمة و هو يرتدي أحد قمصان فرق مدينة الرباط أو سلا . وتتضمن إحدى فقرات ما يسميه اولترا الجيش الملكي ب«القانون الداخلي للبلاك» استباحة ممتلكات و متاع أولترات الفرق المنافسة للجيش الملكي.. بدأ هذا الأولترا تدريجيا في استقطاب وجوه من مشجعي الجيش الملكي آمنوا به وبأفكاره، وأصبحت له قلاع حصينة داخل محيط العاصمة داخل قرية أولاد موسى وسلاالجديدة وتابريكت وبطانة وديور الجامع والعكاري والقامرة وتمارة، وهي بمثابة محاور الانتشار الرئيسية من أجل الترويج لخطابه وشعاراته.. بعد الانتهاء من ترديد لفظ «الجالية»، غير «البلاك ارمي» من إستراتجيته ليهاجم «العبادة» أي المشجعين السلاويون الذين دخلوا على خط العداء برفضهم التكتل لمواجهة جمهور مدينة الدارالبيضاء. فدائيو الوداد مدرجات فريميجا مزينة باللون الأحمر، ولا تتوقف حناجر اولترا «الوينيرز» أو فدائيي الوداد عن تشجيع زملاء الحارس فكروش في كل المباريات..أربعة عشر مشجعا يقفون وراء النسق التنظيمي لتيفوات الوينيرز، الذين يتفقون مسبقا على نوع النشاط المزمع تنظيمه في كل مباراة، يتم نشر الخبر في منتديات الموقع الإلكتروني ل «الوينيرز»، عندها يسارع المنخرطون في طرح مقترحاتهم ليتم اختيار المناسبة منها وإدخال تحسينات عليها. تيفوات الوينيرز ينتظرها أولترات الرجاء البيضاوي للتعرف على الرسائل الموجهة إليهم. «عندما يكون الباش مقلوبا فهذا أيضا رسالة عدم رضى عن وضع معين داخل الفريق أو تعليقا على أحداث رياضية معينة» يفسر يوسف أحد أعمدة نواة الفدائيين. أعمارهم بين 20 و30 سنة، يجمعهم اللون الأحمر والأبيض لفريق الوداد البيضاوي، ويعملون مثل مؤسسة حقيقية منظمة من أجل الوقوف بجانب الفريق البيضاوي في كل مقابلاته. «منذ شهر تقريبا لم نعد نتعامل بطريقة الاشتراكات المادية لأننا نجحنا في خلق الاكتفاء الذاتي بفضل المنتوجات الرياضية التي نبيعها» يصرح يوسف ل«المساء». يحرص أولترات الوينيرز على تصفح الموقع الالكتروني الذي يسهر على تسييره ثلاثة أعضاء للاطلاع على تقارير الاجتماعات والبلاغات ومواعيد السفر لتشجيع الفريق في رحلاته الخارجية، إلى جانب تحميل أغاني «فتاح» مايسترو الفصيل الذي يشرف على الترسانة الموسيقية للفدائيين في كل المباريات. بعد الاتهامات التي طالت أولترات العاصمة الاقتصادية المشجعة لقطبي العاصمة بسبب الشغب داخل الملاعب، قرر الوينيرز تطبيق قانون عدم حمل الشهب الاصطناعية معهم إلى الملاعب، حيث أفاد يوسف بأنهم قرروا التضامن مع أصدقائهم الذين تم اعتقالهم على خلفية تلك الأحداث، ويعلن دفاعه عنهم قائلا: «إنهم أصدقاؤنا لذا ساندناهم بكل ما لدينا أثناء متابعتهم قضائيا، لا نريد أن تتم معاملتنا مثل الفوضويين، نحن نحب فريق الوداد ونشجعه بكل روح رياضية بعيدا عن الشغب». أولترا الايغلز يحرص معاذ، 19، كل أسبوع على تأليف أغنية خاصة بأولترا فريق الرجاء البيضاوي، لكي يرددها مشجعوا الفريق داخل الملعب عندما يشارك فريق الرجاء البيضاوي في مباريات البطولة الوطنية أو في مشاركاته العربية والافريقية..لا يستطيع هذا المراهق البيضاوي مغادرة بيته لوحده دون مرافقة، وهو ما يفسره أحد المشجعين الرجاويين بالخوف من أن يتعرض له أحد المشجعين الخصوم في الشارع ويشبعه ضربا..يردد أولترات فريق الرجاء البيضاوي أغاني الفريق بعد تحميلها من موقع “ديما رجا”، ويضع معاذ هذا الأسبوع آخر اللمسات على ألبومه الجديد الذي يتضمن خمس عشرة أغنية.. حكاية الاولترا بدأت سنة 2005، بعد أن اجتمعت مجموعة من الشباب ليقرروا إنشاء فريق «أولترا» أي المشجعين غير العاديين. يقول مسؤول اولترا “الايغلز” الملقب ب«الطبيب» إن كل اولترا لديها عقلية مختلفة عن غيرها، وتظل أهم مؤسسة في المجموعة هي «النواة» التي تعد بمثابة القيادة العامة التي تضم المؤسسين. يمتاز هؤلاء حسب الطبيب بكفاءاتهم الفكرية والرياضية ويعملون مثل «الحكومة» إذ هم من يقرر في سيرورة الاولترا، وأنشطتها التنظيمية المختلفة.. الموقع الالكتروني يعد حلقة الوصل التي تحدد عدد الأولترات المسجلين، 80 عضوا لديهم حساب خاص بالموقع ويتواصلون بشكل منتظم فيما بينهم. طريقة العمل تعتمد على إشراف رئيس لكل قسم بكل مدينة يتواصل مع المشجعين ويجمع المشاركات. عن التنسيق بين أولترات مجموعة «الايغلز»، يحكي «الطبيب» موضحا: «نلتقي قرب ملعب محمد الخامس أو المقاهي لسنا مؤسسة، الموقع هو الذي يجمعنا. لدينا لجان: واحدة مكلفة بالموقع، أخرى بالعلاقات الخارجية، ولجنة مكلفة بالتصميم الفني، ولجنة مكلفة بالشعارات والكوريغرافيا التي تشاهدونها في الملعب». 800 اولترا دائما حاضرة لتشجيع الرجاء استقطاب المراهقين في ال 16 من العمر حيث يتدرجون في ثقافة الاولترا، العمر الوسطي بين 17 و22 سنة. عندما تكون اولترا فأنت تضحي بمالك ووقتك من أجل فريقك. إذا لم تعتمد مجموعة اولترا على إمكانياتها الخاصة فلا تصنف ضمن الأولترات. مبدأ أولترات الرجاء هو التمويل الذاتي للأنشطة، ننتظر وصول منتوجات وايشاربات من إيطاليا سنقوم بستويقها لرفع عائدات الأولترا استعدادا للديربي المقبل. الالترات الثلاثة ستشترك في الدربي المقبل كرين بويز، كرين كلادياتورز والايغلز. أهم العبارات التي يرددها شباب «الأولترات»: < الفيراج: منعطف في المدرجات يفضل الأولترات الجلوس فيه. < الماكانة:مكان عند سفح الساعة الالكترونية للملعب غالبا ما يتخذه جمهور الرجاء والجيش ملازما لهما. < النواة: غرفة القيادة للاولترا. < الكوتيزاسيون: عملية اكتتاب يقوم بها أعضاء الاولترا لجمع واجبات شراء وإعداد التيفو. < التيفو: لوحة فنية تعدها نواة الاولترا وتتضمن رسائل تؤكد قيمة الفريق وتشيد بمنجزاته. < المساج: لافتات تكتب غالبا على شكل سجع باللغات العربية والفرنسية والانجليزية تمرر فيها خطابات إلى الخصم والمسؤولين. < الباش: قطعة ثوب أو بلاستيك تحمل شعار الاولترا وتعبر عن موروثه. < فريميجا: مساحة على شكل جبنة هي مكان جلوس اولترا الوداد. < المقيلة: المدرجات المكشوفة التي تبقى عرضة لأشعة الشمس.