مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، ومشوارك نحو جسم رشيق لا يعني أبدا حرمانك من الطعام أو إهمالك لبعض الوجبات الأساسية، فهناك للأسف من يتجنب أخذ وجبة الفطور ظنا منه أنها قد تكون سببا في زيادة وزنه. غير أن عكس ذلك هو الصحيح، فامتناعك عن أخذ فطورك سيؤدي إلى انخفاض نشاطك وضعف تركيزك، وفي الساعة الحادية عشرة سوف تحس بالجوع الشديد والرغبة الملحة في الأكل، مما سيدفعك لالتهام أكبر كمية من الطعام دون انتقاء. إن انخفاض مستوى السكر في الدم من مسببات الجوع الرئيسية، إذ يصل إلى أدنى مستوياته في الصباح عند موعد الإفطار. وهنا سيرسل الجسم إشارة لتلبية طلبه وتزويده بالطاقة، وفي حالة عدم تلبية ندائه سيبدأ في البحث عن جرعة عاجلة من الطاقة، وحينها ستشتهي المأكولات الحلوة والسكرية، بل وستضطر لإسكات جوعك بكميات كبيرة منها,، وهذا ما يقع معكم تماما حيث تتذرعون بضيق الوقت وتخرجون إلى عملكم أو مدارسكم دون تناول الفطور، فتكون تصبيرتكم في فترة الضحى عبارة عن مشروبات حلوة، و بسكويت، و معجنات الدقيق الأبيض، و أغذية دهنية وسكرية لا تفيد الجسم بشيء، بل تثقله بكم كبير من السعرات الحرارية. ولأن نمط حياتكم يتسم بقلة الحركة المبذولة، وزيادة الطاقة المتناولة من الدهون والسكريات، التي تتراكم وتخزن في الجسم، فأنتم معرضون لأكثر اختلالات سوء التغذية انتشارا وهي ظاهرة السمنة. لنبدأ معا أعزاءنا القراء أولى خطواتنا نحو جسم رشيق، وهي الاستيقاظ الباكر، والحرص على أخذ وجبة الإفطار في وقتها، مع مراعاة أن تكون صحية تحتوي على كأس شاي أو حليب، أو القليل من حساء الشعير، مع القليل من الخبز الكامل، وزيت الزيتون، أو زيت أركان، أو الزبدة البلدية، وحفنة يد من الفواكه الجافة التي ستمدك بالطاقة، وتساعدك على قضاء فترة الصبيحة في أفضل حالاتك، و تذكر جيدا أن تناول الفطور يغنيك عن الوجبات الخفيفة و المأكولات السكرية والدسمة في فترة الضحى.
إيمان أنوار التازي أخصائية في التغذية والتحاليل الطبية [email protected]