يحتاج الجسم لتأدية مهامه للطاقة التي تتوفر انطلاقًا من هضم الأغذية التي يتناولها الإنسان عبر وجبات متفرقة طوال اليوم ، إلا أن شهر رمضان يعتبر حالة خاصة لأن الصائم يمسك فيه عن الطعام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهي مدة غالبًا ما تتجاوز إثني عشر ساعة عادة ما يكون الشخص قد تناول فيها وجبتين أو ثلاث في الإفطار. هذا التغير في نظام الوجبات يرغم الجسم على التكيف ويحدث العديد من التغييرات على المستوى الفيزيولوجي والنفسي تعود كلها على الصائم بالنفع. إلا أن هذا لا يمنع من أن بعض المستهلكين يتبعون طرق غير صحية في الأكل يترتب عنها مشاكل صحية، يدفع ثمنها بالأساس الجهاز الهضمي، الذي يتعرض لاضطرابات قد تتحول إلى أمراض. وتقول حبيبة مطيوط، خبيرة مغربية في مجال التغذية، إن "طريقة الأكل الصحية في شهر رمضان الأبرك تستند أساسًا على وجبتين (الفطور، والسحور) فقط، ويجب التعجيل بتناول وجبة الإفطار، لأن المعدة تكون فارغة، ما يجعل نسبة السكر تكون قليلة في الدم، لهذا ينصح بتناول وجبات سريعة في الهضم والامتصاص، كالتمر، الذي يمدك بالسكر، والماء (يجب أن لا يكون باردًا). وتوضح حبيبة مطيوط، في تصريح ل "إيلاف"، أن "المخ يكون في حاجة إلى السكريات حتى يخرج الجسم من حالة العياء التي يوجد عليها، لهذا ينصح دائما بالتعجيل بتناول التمر، قبل بدء الإفطار". وتقدم خبيرة التغذية ومديرة جريدة "ماكروبيوتيك" المتخصصة في علاج التغذية، مجموعة من النصائح للصائمين، أبرزها تناول كأس من عصير الحامض، لأنه يساعد كثيرًا في تنظيف الجسم، ثم صحن من الحساء، مشددة على ضرورة عدم إملاء المعدة وإتخامها بالمأكولات والمشروبات الكثيرة، حتى يتمكن الصائم من آداء صلاة التراوح في خشوع، ويحافظ على حصته. وتضيف قائلة "بعد ذلك ينصح بتناول السلطة لأنها جد مهمة في فصل الصيف، خاصة الخيار والخس، اللذين توجد بهما كمية مهمة من المياه، قبل أكل وجبات بها بروتينات، سواء كانت نباتية أو حيوانية (كاللحوم، والأسماك)، لكن لا يجب الإكثار منها لأنها لا تهضم بسرعة، وبالتالي نتجنب التأثير على الكبد والكلي". أما بالنسبة لوجبة السحور، تشرح حبيبة مطيوط، "لا يجب أن تكون فيها دهون كثيرة، مقابل أن تكون غنية بالمأكولات الطازجة كالخضر وغيرها". وتشير خبيرة التغذية إلى أنه، للمحافظة على قوة الجسم، يمكن تناول الفول الذي يعطيك الطاقة، إذ أنه يبقى في المعدة لمدة 8 ساعات، إلى جانب تناول وجبة "حساء الشعير"، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة تجنب المملحات، والمخللات، لأنها تسبب العطش في النهار، وتحسسك بالجوع. كما تنصح أيضا بتجنب الخبز الأبيض، والمقليات لأنها تؤدي إلى سوء الهضم، والتقليل من الحلويات لأنها تحسسك بالجوع، وعدم النوم مباشرة بعد تناول وجبة السحور، والتقليل من تناول الحليب ومشتقاته. وتقول حبيبة مطيوط إن "زريعة الكتان، والجنجلان، والبقدونس، والملفوف، تغنينا عن أخذ الكالسيوم من مواد مصنعة، مشددة على ضرورة ممارسة الرياضة، خاصة المشي. يشار إلى أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الصيام له فوائد عظيمة لابد أن يغتنمها المسلم ليخلص جسمه من الوزن الزائد والكوليسترول الضار، والترسيبات الدهنية على الكبد، ودائما تثبت الدراسات أن التحسن الصحي يزداد كلما إلتزم الشخص بنمط الحياة الصحي من خلال تناول الخضروات، والفواكه الطازجة والمجففة، والألبان ومنتجاتها غير الدسمة، والحبوب، والبقول، والأسماك، بالإضافة لممارسة الرياضة. وتحسن الصحة في الصيام سببه الأساسي هو الإنتظام في مواعيد الطعام، والإعتدال في الكميات، وحرق السعرات والدهون، التي تعد السبب الرئيسي لمقاومة الجسم لعمل الأنسولين، وبالتالي يقل ترسيب الدهون على الكبد،ما ينتج عنها ارتفاع معدلات مضادات الأكسدة، وإنخفاض الشوارد الحرة بالدم، التي تزيد من خطورة ترسيب الكوليسترول السئ على جدران الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض السرطانية.