العادات السيئة يتناول كثير من المغاربة كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة أثناء الإفطار، مما يؤدي إلى انتفاخ المعدة، وحدوث عسر في الهضم، وغازات في البطن، وتراخ في الحركة. هذا إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل والنعاس، حيث يتجه قسم كبير من الدم إلى الجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم. مع حلول موعد الإفطار، فإن الجسم مهيأ تماما لتخزين أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء الذي يدخل الجسم في وجبة الإفطار، وبالتالي فإن النقص في الوزن الذي حدث أثناء ساعات الصيام سوف يعود وبشكل أكيد بعد الإفطار، خصوصا إذا أفرط الصائم في تناول الطعام كما هو الحال مع الكثيرين، وبالتالي لا عجب أن الكثيرين يصابون بالسمنة في نهاية شهر رمضان. يفضل المغاربة الاستلقاء أو النوم بعد الأكل، وفي ذلك مضاعفات صحية تؤدي إلى «ترجيع» الطعام أو الحامض المعدي إلى المريء، ومن ثم التهاب جزئه السفلي. يقبل المغاربة بشكل كبير على استهلاك الأطعمة المقلية مثل الأسماك والدجاج والبطاطس، والتي تتسبب في سوء الهضم. تشكل حلوى «الشباكية» و«البريوات بالعسل» التي يقبل عليها المغاربة خطرا على الصحة، خاصة إذا تم تناولها بشكل كبير، فهي تحتوي على سكريات سريعة الهضم ودهنيات، ويؤدي تناولها إلى ارتفاع الكوليسترول في الدم، وتعد هذه الحلوى أشد خطرا على المصابين بتصلب القلب والشرايين. وأشارت معظم الدراسات التي أجريت على الصائمين إلى أنه لوحظ ارتفاع طفيف في محتوى الدم من الكوليسترول في نهاية شهر رمضان، وقد نسبت الزيادة إلى تنوع الأطباق المتناولة وزيادة تناول الدهون والسكريات. نصائح الأكل في رمضان البدء في الإفطار بتناول مواد سكرية سهلة الهضم والامتصاص وتعمل على رفع مستوى سكر الدم بسرعة، وبالتالي تقلل إلى حد كبير مشاعر الجوع الناجمة عن نقص سكر الدم خلال ساعات الصيام، وهنا ينصح بتناول التمر مع الماء، عصير الفواكه، أنواع الحساء المختلفة (حبوب، خضر) المضاف إليها قليل من الدسم مثل قطع من اللحم أو السمك صغيرة، إضافة إلى إمكانية تناول وجبة كربوهيدرات مركبة، (حبوب، عجائن، بطاطس، أرز) بكمية قليلة مع كثير من السلطة الخضراء بالليمون والفواكه الطازجة. يفضل التسلسل في تناول الغذاء، بحيث يكون هناك فاصل زمني في تناولها، حيث إن توزيع مواد الغذاء هذه على وجبتين أو ثلاث قصيرة بعد حلول موعد الإفطار سوف يزيد من قدرة نشاط الجهاز الهضمي، وبالتالي يتم استخدام قسم كبير من السعرات الحرارية في مواد الغذاء كتكلفة لهضم وامتصاص هذه المواد. ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام يؤدي إلى العطش، ويلعب نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم دورا كبيرا في تحمل العطش ولكي تتغلب على الإحساس بالعطش يمكن: تجنب تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من التوابل، بخاصة عند السحور، لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء. يمكن تناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأن هذه الأغذية تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش. وينصح بدلاً من تناول إفطار وسحور ثقيلين بأن يكونا عبارة عن وجبتين خفيفتين وأن تكون هناك وجبة ثالثة خفيفة بين الوجبتين يعتقد بعض الأشخاص أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحميهم من الشعور بالعطش أثناء الصيام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها. * هذه النصائح تم إعدادها بتعاون مع الأستاذ نبيل العياشي، أخصائي في التغذية بمستشفى ابن سينا بالرباط ورئيس الجمعية المغربية لعلم الحمية والتغذية.