إعداد محمد بوداري عندما يحين موعد الإفطار يلتهم معظم الناس الطعام بشكل سريع وبكميات كبيرة، من دون أي تنظيم، الأمر الذي يؤدي إلى سوء الهضم والى تراكم الدهون وزيادة الوزن. إن غاية الصوم هي تهذيب النفس، إذ أنه فرصة لتدريبها على الصبر والتحمل ومقاومة الإغراءات، إضافة إلى إراحة الجهاز الهضمي، حتى يتفرغ الكبد لمهمة تنظيف الجسم من الشوائب التي تراكمت طوال السنة. لكن الملاحظ خلال شهر رمضان، الإقبال الكبير، إلى حد النهم على كل ما لذ وطاب تحت ذريعة أن نفس الصائم تشتهي الحلويات لأن جسمه يحتاج إلى ما تزوده من طاقة، فتراه عند الإفطار ينقض على الأكل، ليلتهم كل ما توفر من أنواع. الشيء الذي يخلق مشاكل للصائم، ويسبب له الضرر، دون أن يعي ذلك، ويعرض جهازه الهضمي للكثير من المشاكل، خصوصا وأن تناوله الطعام دفعة واحدة عامل آخر غير مساعد، في ظل عدم وجود نظام غذائي أو توقيت سليم. ولتجنب كل هذه المشاكل في شهر رمضان، ينصح معظم خبراء التغذية بالالتزام بتناول وجبات متكاملة وصحية تحتوي على قدر من البروتينات وكمية معقولة من المواد الدهنية على أن لا يبالغ في تناول الحلويات والمقليات، مع العلم أن هناك طرق بسيطة يمكن لأية ربة بيت الالتزام بها لتحضير مائدة صحية ولذيذة لجميع العائلة. عوض أن يقلى الأكل، مثلا، يطهى أو يحمر في الفرن بدهن الصينية بقليل من الزيت، وأن يتم التخفيف من المعجنات والفطائر كونها تحتوي على نسبة نشويات عالية، والاستعاضة عن الحلويات الغنية بالدهون والسعرات الحرارية بالتمر والفواكه المجففة، والعصائر وشرب كمية كافية من الماء. كما ينصح خبراء التغذية بأن تكون الوجبات متباعدة وبكميات قليلة حتى لا تثقل المعدة، عوض أن تكون وجبة رئيسية واحدة بعد الآذان مباشرة. وجبة الإفطار: وينصح الأخصائيون الصائمين أن يبدءوا إفطارهم بشرب الماء أولا (أو السوائل) كما لا يمنع البدء بتناول حبتين من التمر وتناول شوربة الخضار تليها السلطة على أنواعها ولاحقاً، أي بعد فترة، يمكن تناول الوجبة الرئيسية. هذا الأسلوب يساعد المعدة على هضم الأكل بشكل أفضل وبطريقة سليمة، إذ لا يأخذ الجسم سوى نسبة ضئيلة من الوحدات الحرارية. ومن المستحسن أن لا تحتوي الوجبة الرئيسية على الكثير من الدهنيات حتى لا يزيد الوزن، والاكتفاء باللحم المشوي مع القليل من النشويات (كالخبز او المعكرونة)، إضافة إلى البطاطا المسلوقة أو المشوية، ولكن ينبغي أن نأكل بكميات محدودة حتى ولو كان ذلك قليل الدسم، كما يمكننا تناول طبخة خضراوات كالسبانخ أو الملوخية أو الهندبة مع ضرورة التخفيف من كمية الزيوت والسمن المستعملة. ويشدد الأخصائيون على أهمية عدم تناول الفاكهة والحلويات مباشرة بعد الأكل، إذ يجب أن ينتظر الصائم على الأقل ساعتين بعد الإفطار ومن ثم يتناول إما قطعتين من الفاكهة أو قطعة من الحلويات. ويجب عدم الخلط بين الحلويات والفاكهة، فإما أن نأكل الفاكهة أو صنفاً من الحلويات... وجبة السحور: ومن الأفضل أن يكون السحور خفيفاً، يتضمن أجبانا وألبانا أو حتى سلطة مع قطعة فاكهة، إذ أنه من المضر أن يتناول الصائم الأكل الدسم في ساعات الليل المتأخرة. ويؤكدا الأطباء أننا إذا اتبعنا هذا النظام الغذائي، قد يبقى الجسم سليماً والمعدة سليمة ولا نعرض أنفسنا لمشاكل هضمية. فيما يستغرب بعض الأخصائيون من ما يقال، عن بعض الأصناف التي ينبغي تجنبها خلال شهر رمضان، ولا يرون داعيا لتجنب نوع معين من الطعام، إذ يمكننا تناول كل شيء بكميات معتدلة، المهم هو عدم الإكثار من تناول السكريات، لأنها تشعرنا بالجوع أكثر كما أنها تساعد على زيادة وزننا بسرعة كبيرة.