لصحتك ما بعد رمضان عودنا شهر الصيام تناول وجبتي الإفطار والسحور، الأمر الذي أراح الجهاز الهضمي وجعل المعدة في أحسن حالاتها خلال شهر الصيام، فليست هناك حموضة أو ارتجاع للطعام• وينتهز الكثير من الصائمين الشهر الكريم لاتباع نظام خاص ومتوازن للاستفادة من مميزات الصيام للمعدة، فيما يُقبل البعض بعد انتهاء شهر رمضان - ومع أول أيام العيد - على تناول كميات كبيرة من الكعك والبسكويت والعصائر والمياه الغازية، غير مكترثين بحاجة المعدة لانتقال تدريجي من الصيام إلى الإفطار، مما يعرضهم لعسر الهضم والحموضة الزائدة واضطرابات الجهاز الهضمي•• فكيف يمكن إذن تجنب اضطرابات المعدة بعد رمضان؟ وكيف يمكن الانتقال للإفطار بشكل صحي وآمن؟•• السطور القادمة تجيبكم على هذه التساؤلات•• انتقال تدريجي خلال شهر رمضان تتعود القناة الهضمية نظام تناول الطعام من خلال وجبتي الإفطار والسحور فقط، وحتى تعود القناة الهضمية لاستقبال وجبات ثلاثة لابد من التدرج، ولكن قبل التدرج نفاجأ بحلوى العيد من الكعك والبسكويت وغيرها التي تتسم بزيادة محتواها من الدهون والنشويات•• فالبدء بتناول حلوى العيد في الوجبات الثلاث يربك القناة الهضمية ويؤدي إلى الشعور بالانتفاخ والغازات والحموضة مما يرهق الإنسان، لذلك ينصح بضرورة التحول التدريجي من وجبات رمضان إلى وجبات العيد وما بعد رمضان، فيبدأ بتناول كمية بسيطة من حلوى العيد في وجبة واحدة فقط لمدة يومين، ثم يمكن تناول حلوى العيد في وجبتين بعد ذلك (كالإفطار والغذاء) مع مراعاة عدم إدخال الطعام على الطعام حتى موعد الوجبة التالية، ليبدأ تناول وجبة طعام جديدة متنوعة ومتوازنة مع تواجد الأغذية الطازجة من فواكه وخضار، كذلك مراعاة تناول وجبة العشاء مبكرا وأن تحتوي على الفاكهة والخضار• وينصح بالعودة إلى الصيام مرة أخرى على غرار ما فعله النبي (صلى الله عليه وسلم) من صيام الأيام الست من شوال متفرقة أو متتالية، فهي فرصة جيدة لاستعادة نشاط القناة الهضمية والعودة إلى سابق هضمها من إفراز العصارة الهضمية بكميات ونوعيات خفيفة هضما وامتصاصا، بدون انتفاخات أو غازات مع الحرص على ممارسة الرياضة (المشي) لمدة نصف ساعة يوميا لتنشيط القناة الهضمية، وخاصة بعد انقطاع صلاة الليل (القيام)، فالمشي يحسن من وظائف الهضم والامتصاص وعدم تخزين الدهون• سلوكيات خاطئة مع بداية أول أيام عيد الفطر يتبع الكثيرون سلوكيات غذائية خاطئة في تناول الأطعمة فتسبب له مشكلات صحية عديدة، ومن ذلك: تناول كميات كبيرة من الكعك والبسكويت وغيرها من الحلوى والمعجنات تزيد على المسموح به للجسم من النشويات والدهون، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية للجسم التي تفوق احتياجاته، لما لها من تأثيرات سلبية على الصحة• كذلك تناول الأسماك المملحة (كالفسيخ والرنجة) والبصل بكميات كبيرة، وما يصاحبه من تناول كميات كبيرة أيضا من الخبز والمياه الغازية مما يؤدي إلى زيادة الأملاح، وبالتالي التعرض لارتفاع ضغط الدم والإصابة بالصداع، والشكوى من أعراض تتعلق بالكلى والكبد• بالإضافة إلى أن بعض المنتجات من هذه الأطعمة قد تكون ملوثة، فينتج عن ذلك خطر على الصحة سواء كان هذا الخطر ناتج عن التسمم أو الإصابة بميكروب السالمونيلا والتيفود والباراتيفويد، كما يمكن أن يتسبب هذا التسمم إذا كان حادا في حدوث هبوط بالضغط والدورة الدموية، مما يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي، كما أنها قد تؤدي في بعض الحالات للوفاة• بالنسبة لمرضى السكر والكلى والقلب الذين يعانون من أمراض الضغط ننصحهم بالامتناع نهائيا عن تناول الأغذية المملحة لتأثيرها السيئ على صحتهم، وكذلك النساء الحوامل والمرضعات لتأثير هذه الأغذية على ضغط الدم وعلى الزلال لديهن• أما بالنسبة للأطفال، فيجب أن يتعودوا النمط الغذائي السليم بترشيد تناول حلوى العيد لديهم، من أجل حمايتهم من اضطرابات الجهاز الهضمي ومضاعفاته، لأنهم أكثر الفئات إقبالا على هذه الحلوى• تجنب الدهون لابد من الاعتدال في تناول الدهون عموما؛ وذلك لما لها من أضرار صحية على الأفراد، سواء كانت هذه الدهون نباتية أو طبيعية، فالسمن الطبيعي يزيد من ارتفاع دهون الدم، مما يعرضنا لتصلب الشرايين• أما السمن النباتي فهو الأكثر خطرا، لأنها عبارة عن زيوت مشبعة ترتفع فيها نسبة الأحماض الدهنية غير المشبعة، مما يعرض الجسم لأخطار تحوّل كل الصور النشطة الفعالة في الزيت من الصورة الطبيعية CIS إلى صورة غير طبيعية Trans وكذلك لاحتوائها على متبقيات النيكل وهو عنصر سام• ولذلك ينصح لاعتدال في تناول أي نوع من الأغذية، سواء حلوى أو أطعمة غذائية، مع الامتناع عن تناول الدهون النباتية المهدرجة (كالسمن الصناعي) والاكتفاء بتناول كعكة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أيام العيد فقط حتى نتجنب أخطار الدهون•