تتغير العادات الغذائية لدى المغاربة خلال شهر رمضان، حيث تزخر موائد الإفطار بأصناف عديدة من المأكولات المشبعة بالسكريات والدهون، مواد الإكثار منها يؤدي لمشاكل صحية قد تبدأ أعراضها أثناء الصيام أو بعد مرور شهر رمضان. خاصة أن الصائم يحاول تعويض فترة صيامه بتناول كميات إضافية من الطعام، ويتجاهل في الآن ذاته الاهتمام بحالته الصحية وتغيير عاداته الغذائية غير الصحيحة. في هذا الحوار، تقدم الدكتورة جميلة غاندي، أخصائية في السمنة، أمراض السكري والغدد، نصائح لتغذية سليمة في الشهر الفضيل عملا بمبدأ "الوقاية خير من العلاج". تتغير العادات الغذائية لدى المغاربة مع حلول شهر رمضان، كيف يمكن للصائمين الاستفادة من الأطعمة المختلفة والمحافظة في الوقت نفسه على صحة أبدانهم؟ هناك من يغير عاداته الغذائية، بحيث يحرص على الإبقاء على وجبتي الفطور والسحور في رمضان، لا أنصح الصائمين بتغيير نمطهم في التغذية، فمن يحرص على تناول الوجبات الرئيسية في الأيام العادية، عليه الحفاظ على نفس الخاصية ولكن في الشكل الذي يقتضيه شهر الصيام، وذلك بتناول وجبات الفطور، العشاء والسحور.
يقبل العديد من المغاربة على تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالسكريات، كيف يمكن الوقاية من الأمراض التي تسببها هذه المأكولات، خاصة ما يتعلق بمرض السكري، السمنة والوزن الزائد؟ لا تقتصر الوقاية من هذه الأمراض على شهر رمضان فحسب، بل ينبغي أن تشمل باقي أيام السنة. أولا، ينبغي تناول الوجبات في أوقات متفرقة، ثانيا، يحبذ عدم الإكثار من السكريات التي تتواجد في أغلب موائد الأسرة المغربية خلال الإفطار. يتناول العديد من الناس التمر بشكل متزايد، معتقدين أن الإكثار منه غير مضر بالنسبة لهم، وهي معلومة خاطئة، فالتمر يحتوي في تركيبته على السكريات، وحبتان منه تعادلان تناول فاكهة واحدة، والذي يتناول عشر حبات مثلا، فكأنما استهلك خمس حبات من الفاكهة في نفس الوقت. لذلك، ينصح بعدم الإكثار من تناول التمر في رمضان. بالنسبة لتحضير الحريرة التي تعتبر أساسية على مائدة الإفطار، يفضل عدم استعمال الدقيق في تحضيرها وتعويضه بالخضر، بحيث تكون خفيفة على المعدة وفي ذات الآن صحية بحيث تجمع بين الحريرة والشوربة معا. ينصح كذلك بطهو المعجنات المحشوة من بريوات وغيرها في الفرن عوض استخدام زيت المائدة، وهنا أشدد على ضرورة تفادي الزيت والزبدة في تحضير وطهي المأكولات. ماهي الأطعمة التي يفضل تناولها في رمضان؟ الأكلات سهلة الهضم و قليلة الدسم والسكريات، الخضراوات، السلطات، اللحوم، الأسماك وأيضا الفواكه، وأهم شيء أن يعتمد السحور على الألبان ومنتجاتها من أجبان، وهي قائمة مليئة بالطعام الصحي الذي لا يسبب مشاكل صحية. ماهي الاستراتيجة التي ينبغي اتباعها فيما يخص التغذية في رمضان، وما الذي ينصح بتناوله في وجبات: الفطور، العشاء والسحور؟ أثناء الفطور، أنصح بتناول الشوربة والابتعاد عن كل ماهو دهني مع الحرص على استهلاك الحليب ومشتقاته. إذا كان الصائم يعاني من السمنة أو الكوليسترول، ينصح باستهلاك مشتقات الحليب الخالية من الدسم، يفضل كذلك تناول الفواكه والعصائر في الوقت الرابط بين الفطور والعشاء. أشير إلى أن هناك من يتناول كمية كبيرة من العصائر أثناء الإفطار ثم يقبل على باقي المأكولات، وهي عادة غير محبذة، لأن المزاوجة بين أصناف عديدة من المأكولات مسألة غير جيدة صحيا. في العشاء، ينصح باستهلاك السلطات والخضر، السمك أو الدجاج مع تفادي المواد الدهنية، عدم الإكثار من الخبز خاصة بالنسبة لمن يعانون من مرض السمنة، فمن الأفضل لهم الابتعاد عنه أثناء هذه الوجبة. أما في السحور، فتناول الحليب ومشتقاته مفيد، أيضا يحبذ تناول كسرة خبز من النخالة أو مجهزة من قليل من الخرطال و "الزرع"، وكذا الأجبان إذا توفرت. هل هناك فترة زمنية محددة يفضل فيها شرب الماء والسوائل الأخرى؟ المسألة لها علاقة بطبيعة جسم الإنسان واحتياجاته، هناك أناس قد يتأثرون بشكل سلبي إذا ما استهلكوا الماء بكثرة، خاصة الماء البارد وذلك لكون المعدة تكون فارغة وبالتالي وجب مراعاة هذه المسألة وأخذها بعين الاعتبار. أنصح الناس بعدم استهلاك الماء بكمية كبيرة في وقت واحد، حيث ينبغي الحرص على شرب الماء الكافي بين الوجبات. ماهي الأخطاء الغذائية الشائعة في رمضان؟ أول خطإ نقوم به هو أننا نتناول الوجبات بشكل متقارب، وفي الغالب، يهمل الناس وجبة السحور رغم كونها ضرورية. الخطأ الثاني يتعلق بالتغذية التي تعتبر في كثير من الأحيان غير متوازنة، حيث يكثر الصائمون من تناول السكريات والمعجنات المختلفة ويغفلون البروتينات.