اندلعت شرارة الاحتجاجات بحر الأسبوع الماضي بمدينة مكناس، فقد تعالت أصوات مجموعة من المحتجين الذين كانوا على شكل مجموعات في كل من سيدي سعيد أمام المقاطعة الخامسة عشرة وأمام مقر ولاية جهة مكناس تافيلالت، وبحسب مصادر مقربة، نظمت المجموعة الأولى من سكان حي النزالة، الركادة الصفيحي، وقفة احتجاجية من أجل المطالبة بحقهم في الوثائق الإدارية وبالعيش وسط بيئة سليمة بعيدا عن مطرح النفايات. وردد المحتجون العديد من الشعارات من قبيل «لا سكنى لا وثيقة أجي تشوف الحقيقة»، وصرح أحد المحتجين بأن «هذه الوقفة تأتي على خلفية حرمان سكان هذا الحي الصفيحي من الوثائق الإدارية، خاصة وأن من بينهم من قضى أزيد من خمس عشرة سنة بهذا الحي دون أن يتمكن من الحصول على الوثائق الإدارية الضرورية كشواهد السكنى وعقود الازدياد وشواهد العزوية والخطوبة وغيرها من الشواهد الأخرى». وندد السكان بما اعتبروه إقصاء «ممنهجا» لهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، منبهين إلى الخطورة التي يشكلها مطرح النفايات على صحتهم، خصوصا بعد ظهور بعض الحالات من الأمراض غير المعروفة كانت سببا في وفاة ثلاثة أطفال. وطالبت المصادر ذاتها بضرورة الالتفات إلى وضعية هؤلاء السكان وتوفير ظروف العيش الكريم أسوة بباقي المواطنين وتمكينهم من حقهم في الحصول على الوثائق الإدارية الضرورية. ومن جهة أخرى، نظمت مجموعتان من السكان أمام مقر ولاية الجهة وقفتين احتجاجيتين، ويتعلق الأمر بسكان الحي الصفيحي «مازيلا»، أغلبهم نساء، طالبوا خلال وقفتهم هذه بحقهم في الاستفادة من السكن أسوة بباقي السكان الذين تمت إعادة إيوائهم مؤخرا في إطار إعادة إيواء سكان الأحياء الصفيحية بالمدينة، حيث أفادت المحتجات بأنه تم إقصاؤهم من الاستفادة دون وجه حق، وأغلبهن مطلقات وأرامل، لذلك سيواصلن احتجاجاتهن من أجل الضغط للاستجابة لمطالبهن. أما بالنسبة إلى الوقفة الثالثة، والتي استنفرت بدورها المصالح الأمنية، فقد نظمها سكان حي كريان السعيدية الذين احتجوا، حسب مصدر منهم، على خلفية تفويت قطعة أرضية مساحاتها حوالي هكتار في ملكية الأملاك المخزنية بثمن بخس، على حد تعبير نفس المصادر، إلى الخواص من أجل تشييد فيلات فوقها بحكم أنها توجد بموقع استراتيجي بالقرب من وسط المدينةالجديدة.