كشف تقرير صادر عن جمعيتين بيئيتين بأكادير عن وجود كميات غير مسبوقة من الزيوت المستعملة والمسمومة, تم ضخها بشكل عشوائي بأحد الأودية على مقربة من شاطئ أكادير غير بعيد عن إحدى المنشآت السياحية المشهورة. وذكر التقرير الصادر عن جمعيتي «بيزاج» و«أنزا للبيئة والتنمية» أن الزيوت التي تم اكتشافها تعد بمئات الأمتار المكعبة، بالنظر إلى المساحة التي تغطيها وكذا المسافة التي قطعتها من أعلى الوادي نحو الشاطئ. وأشار التقرير إلى أن هذه المخلفات هي من زيوت المحركات والفيول الصناعي، وتشير بعض البقايا المتواجدة بهذه الزيوت إلى احتمال أن يكون مصدرها من ميناء أكادير، خاصة وأن الكميات المرصودة يستبعد أن تكون من بقايا الاستعمال العادي للسيارات بل إن الأمر يتعلق بالبواخر العملاقة، حسب مصدر من الجمعية.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه الكميات الكبيرة تم صبها بالوادي المذكور بواسطة عربة مجرورة بجرار، ليتم اكتشافها صبيحة يوم الأحد سابع أبريل من طرف أعضاء الجمعية الذين قاموا بتوثيق الحادثة قصد إخطار الجهات المعنية من أجل فتح تحقيق في ملابسات ما وصفه التقرير بأخطر كارثة بيئية تعرفها مدينة أكادير والتي تشبه غرق البواخر الكبرى لنقل البترول.
وقد تم رصد حادث إلقاء هذه الكميات من الزيوت الملوثة بالوادي المعروف بالمنطقة باسم (إيغزر أومكرض) القريب من مقلع للحجارة بالجبال المحاذية للحي المحمدي بأكادير والذي يصب في شاطئ المدينة.
وكشف التقرير الصادر عن الجمعية أن هذه السيول السوداء من الزيوت السامة قد أدت إلى قتل كل النباتات في طريقها، مما يؤشر على احتوائها على مواد خطيرة قد تكون مضرة بالإنسان أيضا. ولم تخف الجمعية مخاوفها من أن يكون لهذه المئات من الأمتار المكعبة تأثير على الفرشة المائية. كما أن وصول هذه السيول إلى الشاطئ سيحدث خسائر كبرى بجودة مياه الشاطئ كما سيدفع العديد من مرتادي الشاطئ، المغاربة منهم والأجانب، إلى هجرته الأمر الذي ستكون له انعكاسات سلبية على القطاع السياحي للمدينة وفق مصادر من الجمعية المذكورة. كما نبهت هذه الأخيرة إلى أن منطقة الحي المحمدي التابعة لمؤسسة العمران والمخصصة للفيلات تحولت إلى مطرح جماعي مفتوح للنفايات الصلبة والسائلة وكافة النفايات على جنبات الطريق، دون أدنى مراقبة من لدن الجهات المختصة والموكول إليها حماية البيئية الطبيعية من هذا الفساد العظيم.