أكد عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري, أول أمس الأربعاء بالرباط, أن خطر تسرب الجراد الصحراوي, القادم من موريتانيا إلى المغرب, أصبح مستبعدا. وأشار الوزير إلى رصد مجموعات من الجراد في وسط وشمال موريتانيا منتشرة على مساحة 40 ألف هكتار في منطقة صعبة التضاريس وذلك بعد تهاطل أمطار مهمة خلال الصيف الماضي والتي شكلت ظروفا ملائمة لتكاثره. وقال أخنوش, في معرض رده على سؤالين شفويين بمجلس النواب حول «التدابير المتخذة لمواجهة خطر تسرب الجراد», تقدم بهما فريقا التجمع والمعاصرة والاشتراكي, إن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة أعلنت في نشرتها بتاريخ 31 دجنبر المنصرم أنه «لم يعد هناك تهديد للجراد الجوال القادم من موريتانيا التي أصبحت الوضعية بها مستقرة وتحت السيطرة», منوها بالجهود «الجبارة» التي بذلتها موريتانيا لمحاربة هذه الآفة. وأوضح وزير الفلاحة والصيد البحري أن الوزارة, وفور الإعلان عن نشاط الجراد الصحراوي بموريتانيا ولمنعه من الوصول إلى المغرب, اتخذت سلسلة من التدابير الوقائية همت بالأساس إرسال خبراء من المركز الوطني لمحاربة الجراد بآيت ملول إلى موريتانيا للاطلاع على الوضعية, وتقييم الوضع وتحديد نوعية الدعم الممكن تقديمه لمنع تسرب الجراد إلى المغرب. كما همت هذه التدابير, يضيف الوزير, إحداث خلية للمراقبة مكلفة بتتبع الوضع وطنيا وجهويا, وإعادة تنشيط المركز الوطني للتنسيق بالرباط والمراكز الجهوية بالداخلة وكلميم وبوعرفة لتتبع حالة الجراد بالمغرب والمناطق المجاورة, ووضع طائرتين مجهزتين بآلات الرش والمعالجة بالداخلة والرشيدية. وأشار إلى أن المركز الوطني للتنسيق قام بتحليل الوضع وبتقييم الوسائل المتوفرة وإعادة تأهيل المعدات الموجودة حيث تبين أن الطاقات المتوفرة من موارد بشرية ومعدات للمعالجة ومبيدات كافية لمواجهة أي اجتياح محتمل. وأبرز الوزير التعاون الوطيد بين المغرب وموريتانيا في مجال محاربة الجراد, مذكرا بالمساعدات التي قدمها المغرب في أبريل 2005 إلى موريتانيا والتي تمثلت, إضافة إلى تكوين الأطر, في مدها بسيارات وآليات للاتصال وكمية مهمة من المبيدات (250 ألف لتر) وكذا معدات لوقاية العاملين في ميدان المكافحة.