غاب المتنافسون عن منصب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بالنيابة عن اجتماع المكتب السياسي للحزب، المنعقد مساء أول أمس الثلاثاء بالمقر المركزي بالرباط. الحبيب المالكي وفتح الله ولعلو وإدريس لشگر لم يحضروا الاجتماع لأسباب مختلفة ليتم تعليق توزيع المهام ما بين أعضاء المكتب السياسي والحسم في شغل المنصب الفارغ منذ انتخاب عبد الواحد الراضي، كاتبا أول للحزب، إلى غاية الاجتماع المقبل المزمع عقده يوم الثلاثاء المقبل. فتح الله ولعلو، وزير المالية السابق، بات أقرب «المرشحين» الثلاثة للظفر بمنصب الكاتب الأول بالنيابة، وفق إفادات مصادر متطابقة، وهو ما يطرح إشكالية اختلاف وجهات النظر بين الكاتب الأول ونائبه المفترض، على اعتبار أن الرجلين أخرجا كل ما يمتلكانه من «أسلحة» لمحاربة بعضهما أثناء الحملة الانتخابية خلال المؤتمر الأخير بشوطيه والتي أسفرت عن بلوغ وزير العدل الحالي لقيادة الاتحاد بفارق غير كبير من الأصوات عن ولعلو. فضلا، حسب أحد المقربين من وزير المالية السابق، على أن الراضي وولعلو يمتلكان وجهات نظر مختلفة حول طريقة تدبير الحزب، مشيرا إلى أن البيان الأخير الصادر عن الحزب بعد قرار الملك محمد السادس تثبيت الراضي في موقعه وزيرا للعدل، وجه رسائل واضحة وأخرى بالمرموز إلى الدوائر العليا في البلاد، من بينها التأكيد على مواصلة المطالبة بالإصلاح الدستوري، وبأن «الاتحاد سيقوم بهيكلة نفسه وفق الظرفية الجديدة»، وهو ما فسره أحد محرري البلاغ، بأن قيادة الحزب أرادت أن تقول للملك «سنترك الراضي يتفرغ لإصلاح القضاء وسنبحث عن قيادي آخر يكون بمثابة الطبيب الجديد المتفرغ لعلاج أمراض الاتحاد». قيادة الاتحاد بكل من عبد الواحد الراضي كاتبا أول، وفتح الله ولعو نائبا له، يمكن أن يسفر، حسب مصدر «المساء»، عن تدبير الحزب برأسين واحد معروف بقربه من القصر والآخر انتفض في وجهه حالما خرج من الحكومة في تصريحه الشهير « المَيل لجعل التقنوقراطيين يحتلون أماكن أساسية في تدبير الشأن العام توجه لا يتماشى مع مبادئ الديمقراطية». بالنسبة لمحمد الأشعري فإن تأجيل الحسم في انتخاب نائب الكاتب الأول خلال الاجتماع الأخير للمكتب السياسي مرده إلى غياب مجموعة من أعضاء هذا الجهاز الذين استعصى عليهم الحضور لأسباب مختلفة، مذكرا بأن» منصب نائب الكاتب الأول منصوص عليه في القانون الداخلي بطريقة لا تجعله يساهم في قيادة واحدة ذات رأسين»، موضحا بأن «النائب ينوب عن الكاتب الأول في حال غيابه أو حين يتعذر عليه القيام ببعض المهام». وزير الثقافة السابق اعتبر أن مسألة إعادة هيكلة الحزب لن تكون حكرا على الكاتب الأول ونائبه فقط بل تهم، في نظر الأشعري، جميع مكونات الحزب ومنها أعضاء المكتب السياسي. الشوط الثاني من المؤتمر الأخير المنعقد في الفترة الممتدة ما بين 789 أكتوبر الماضي أسفر عن تشكيلة «غير متجانسة»، حسب مصدر «المساء»، شكل المكتب السياسي منها فتح الله ولعلو والحبيب المالكي وإدريس لشكر الذين دخلوا غمار التنافس لخلافة محمد اليازغي إلى جانب عبدالواحد الراضي، وبروز مسألة الكاتب الأول للاتحاد بالنيابة بتوجهات مختلفة عن الراضي من شأنه أن يزيد في تشويق المسلسل الاتحادي الذي انطلقت أولى حلقاته مع قرار اليازغي بمغادرة موقعه ك«زعيم» للحزب ولازالت حلقاته متواصلة إلى إشعار غير معلوم.