في سابقة من نوعها، أقدم عدد من آباء وأولياء تلاميذ إحدى المؤسسات التعليمية في مدينة صفرو على توجيه شكاية ضد مدير المؤسسة إلى وكيل الملك في المحكمة الابتدائية للمدينة، متهمين إياه بمنع أبنائهم من ارتياد المراحيض وشرب الماء والاعتداء عليهم بالضرب.. وهي التهم التي نفاها مدير المؤسسة، في اجتماع له بعدد من آباء وأولياء تلاميذ «مدرسة الانبعاث» الابتدائية، قبل أن يعود إلى التصريح رسميا أمام الجميع بأنّ «التلاميذ الذين يقضون ساعتين فقط في المدرسة لا حاجة لهم بشرب الماء واستعمال المراحيض».. وبرّر مدير المؤسسة، وفق الشكاية، هذه الإجراءات بكون استعمال زمن المؤسسة التي يُديرها «مكيفا». وقال إن هذه التدابير ترمي إلى «ترشيد النفقات»، لأن «النيابة لا تزوده بمواد النظافة والإمكانات اللازمة، بينما توجّه إليه استفسارات تخُصّ مصاريف الماء والكهرباء»، وفق ما أوردت هذه الشكاية المثيرة. وعمدت جمعية آباء وأولياء التلاميذ إلى تزويد المؤسسة بصانبير المياه، وتم إصلاح الصنابير التي تعرّضت للتلف، ووضع كؤؤس للشرب في حنفيات خارجية مُعَدّة لشرب التلاميذ، لكنّ إدارة المؤسسة قامت بإزالتها.. وزودت الجمعية المراحيض بمعطر الجو ومواد النظافة، لكنْ دون أن يتم استعمالها، «ما يؤدي بعدد من التلاميذ إلى قضاء حوائجهم في سراويلهم»، تضيف شكاية هذه الجمعية.. وعمد بعض أولياء التلاميذ إلى وضع شكايات أخرى في المحكمة الابتدائية ضد المدير نفسه، تتهمه بالإعتداء على التلاميذ. وأوردت إحدى هذه الشكايات إنّ «مدير المؤسسة صفع طفلة لا يتجاوز عمرها ست سنوات، بمبرر أنها خرجت عن الصف واتجهت نحو المرحاض»!.. واشتكت إحدى الأمهات من «انفجار» مصباح كهربائي فوق رأس ابنها، وأقرّ المدير بالحادثة، وبرر الأمر «بوجود عطب كهربائيّ، دون أن تتوفر الإمكانيات للمؤسسة بغرض إصلاحه». وقامت جمعية الآباء في اليوم الموالي بإرسال كهربائي إلى المؤسسة، وزودت إدارة المدرسة بعشرة مصابيح، وأصلح الكهربائي العطب، لكنّ الإدارة رفضت تزويده بالمصابيح. وانتقدت الشكاية عدم تطبيق مذكرة وزارية تنصّ على عدم ركن السيارات والدراجات داخل المؤسسات التعليمية الابتدائية، واتهمت الإدارة بعدم تطبيقها، وأشارت الشكاية إلى أنّ مدير المؤسسة طلب من مسؤولي الجمعية توجيهَ شكايات في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية.