دفع عشقه الكبير لكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والأجهزة الحديثة رجلَ الأعمال مولاي حفيظ العلمي، الرئيس المدير العامّ لمجموعة «ساهام» الاقتصادية، إلى تجهيز فيلته بأحدث التجهيزات الإلكترونية.. وليس هذا العشقَ الوحيد لهذا الملياردير، الذي يتربّع اليوم على عرش مجموعة اقتصادية تزِن حوالي 3.5 مليارات درهم، فهو يحبّ أيضا العزف على العود في أوقات الفراغ. ويشير مقربون منه إلى أن الرئيس السابق ل«الاتحاد العام لمقاولات المغرب» يجد راحته النفسية في عزف الموسيقى العربية الخالدة، من قبيل موسيقى سيد درويش وألحان تقاسيم نصير الشمة.. لا يحب مولاي حفيظ العلمي كثيرا الحديثَ عن هواياته في حواراته الصحافية وحياته الخاصة، مفضلا بشكل كبير الحديثَ عن مسيرته المهنية وتقديمَ نفسه باعتباره الرّجُل العصاميَّ الذي بنى ثروته من الصفر، معتمدا على كفاءته وذكائه، وبكونه الرجل الذي اضطر، في غياب إخوته الكبار، الذين كانوا يتابعون دراستهم في الخارج، إلى أن يتولى تدبير شؤون العائلة، إذ كان يُشْرف على الإرث الذي خلّفه الوالد، والمتكون أساسا من ضيعة صغيرة في ضواحي مدينة مراكش.. وعلى غرار رجال أعمال آخرين، أمثال عثمان بنجلون وعزيز أخنوش، قرّر العلمي الاستثمار في مجال الإعلام، عبر إنشاء يومية «ليزيكو»، واقتناء مجلة «زمن» الفرنكفونية المتخصّصة في التاريخ المعاصر. على المستوى المهنيّ، بدأ نجم العلمي يسطع في سماء عالم المال والأعمال في دولة كندا في بداية ثمانينيات القرن الماضي، حيث درس المعلوميات في جامعة لافال في منطقة كيبيك الفرنكفونية، كما شغل مهمّة مستشار لدى وزارة المالية الكندية. لكنّ اقتحامه عالمَ التأمينات في كندا أثار انتباه النخبة الاقتصادية في المغرب، خصوصا إبان شغله مهمة نائب رئيس مجموعة «التضامن الفريد» للتأمينات، لمدة 3 سنوات. وبالفعل، فقد اتصل به رجل الأعمال المغربي روبير أسراف في سنة 1988، ليتقرر تعيينه، بعد ذلك بسنة، مديرا عامّا ل«الشركة الإفريقية للتأمين»، التابعة لمجموعة «أونا»، وبعدها بست سنوات، سيتم تنصيبه كاتبا عامّا للمجموعة، لكنْ سرعان ما قدّم استقالته من هذا المنصب، سنة 1996، عقب تفجّر خلافاتٍ بينه وبين رئيسها آنذاك، فؤاد الفيلالي.. كانت مغادرة مولاي حفيظ العلمي أسوار المجموعة العملاقة بوابته لاختراق عالم «الكبار»، إذ استطاع أن يقتنيّ جزءا من حصة «أونا» في شركة «أكما» للوساطة في مجال التأمين.. ودفعته قدرته على نسج تحالفات مالية ودهاؤه الاقتصادي إلى التحالف مع عثمان بنجلون بهدف السيطرة على رأسمال شركة «أكما»، ثم وضع مخططا لتطويرها عبر إعادة هيكلتها.. وكان إدراج حوالي 20 في المائة من رأسمال «أكما» في البورصة سببا في تحقيقها أرباحا قياسية، بعد أن وصل سعر السّهم الواحد للشركة إلى 1100 درهم، لتتدخل «أونا»، من جديد، لتعبّر عن رغبتها في استرجاع الشركة التي «ضاعت منها. وكما «ربح» عثمان بنجلون من سحب أسهمه في الشركة الوطنية للاستثمار وتراجع إلى الخلف، حقق العلمي أرباحا من هذه الصفقة وصلت إلى 126 مليون درهم ليشدّ، من جديد، الرحال إلى كندا، قبل أن يعود سنة 2002 إلى أرض الوطن، ليشرع في بناء صرح مجموعته الاقتصادية. وما بين سنتي 2002 و2007، استطاع العلمي، أن يبنيّ مجموعة اقتصادية أخطبوطية، تضمّ شركات تأمين وشركة لسلفات الاستهلاك وشبكات للتوزيع العصري وعلامات تجارية خاصة وفروعا في الاتصالات والتقنيات المعلوماتية والعقار والخدمات المرحَّلة، إضافة إلى امتدادات لأعماله خارج المغرب، خاصة في أوربا وإفريقيا.