شيع العشرات من تلاميذ حي للا سكينة، بمنطقة زواغة بفاس، أول أمس الأحد، جنازة تلميذة توفيت جراء إصابتها بمرض المينانجيت، وتفاقم وضعيتها الصحية بسبب الإهمال في المستشفيات العمومية، والتي ظلت تتنقل بين أقسامها إلى أن دخلت في غيبوبة حادة، انتهت بتسليم الروح إلى بارئها، يوم السبت الماضي. ودفنت التلميذة سمية خانة التي كانت تتابع دراستها في قسم الأولى بكالوريا، بجوار قبر والدها، الذي توفي بدوره وهو «يجاهد» من أجل تقديم الدعم لابنته، لكن هول الصدمة، وإهمال المستشفيات، وضيق ذات اليد أصابته بأزمة وهو في طريقه لعيادة ابنته، ورحل إلى دار البقاء. وحكت عائلة التلميذة المتوفاة أنها واجهت إهمالا وصفته بالفظيع، وهي تحط الرحال بابنتها في قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث تركت في جناح «انتظار» تعاني من تدهور حالتها الصحية. ودام هذا الوضع لحوالي أسبوع، قبل أن يتقرر، أمام إلحاح العائلة الفقيرة، نقلها إلى مستشفى ابن الخطيب المعروف بمستشفى «كوكار»، بمبرر عدم توفر أجنحة المستشفى الجامعي على سرير يمكن من استقبالها. ومكثت التلميذة في مستشفى «كوكار» لعدة أيام، وتقرر نقلها، من جديد، إلى المستشفى الجامعي، لكن وضعها الصحي أصبح لا يبعث على أي ارتياح، بعدما دخلت في غيبوبة، وانتهى التدهور بوفاتها. ولم تنفع محاولات العائلة في الوصول إلى مكتب مدير المستشفى الجامعي لوضعه في صورة ما يعيشه قسم المستعجلات، وعدد من أقسام المستشفى، من إهمال للمرضى الفقراء، وتطويق لمكتب مدير المستشفى، تورد قريبة للتلميذة المتوفاة، وهي تستعرض بكثير من الحسرة ما شاهدته طيلة هذه المحنة في المستشفيات العمومية بالمدينة. وطالبت عائلة التلميذة بفتح تحقيق في ملابسات هذا الإهمال، خاصة أن الإصابات بمرض المينانجيت تفترض أن تجند فرقا طبية «يقظة» لتطويق المرض، وتقديم الإسعافات للمرضى، وإجراء الفحوصات اللازمة على محيط المصابة، وهو عكس ما وقع في حالة التلميذة «سمية خانا» التي واجهت الإهمال، مما أدى إلى تدهور مرعب في حالتها الصحية، تقول عائلتها، التي استفاقت على مكالمة هاتفية باردة من المستشفى تخبرهم بدم بارد بأن ابنتهم انتقلت إلى عفو الله.