سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حداد: متفائلون بمستقبل السياحة في المغرب رغم وجود بعض العراقيل أكد أنها لم تستفد من الربيع العربي وأنها لا تزال تعاني من مشاكل النظافة وقلة المراحيض العمومية والأمن
شارك المغرب بوفد مهم في فعاليات المعرض المهني للسياحة، الذي احتضنته العاصمة الألمانية برلين مؤخرا، والذي ضم مسؤولين من المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الخطوط الملكية المغربية، بالإضافة إلى 21 عارضا يمثلون مجالس جهوية للسياحة بكل من فاسومراكش والرباط والبيضاء وبعض المدن السياحية الأخرى، وفندقيين ووكلاء الأسفار. وعلى هامش هذا الملتقى العالمي، الذي عرف أيضا مشاركة 188 دولة، أوضح لحسن حداد وزير السياحة، خلال ندوة صحفية، أن المغرب كان يعتبر على امتداد سنوات طويلة الوجهة المفضلة بالنسبة لآلاف السياح الألمان، حيث كان عدد السياح الذين يزورون مدينة أكادير وحدها يتجاوز 250 ألف سائح ألماني كل سنة، لكن في سنة 2000 تقلص هذا الرقم بشكل كبير ليصل الى 152 ألف سائح فقط، لاعتبارات كثيرة، أهمها ظهور وجهات منافسة جديدة مثل تركيا وتونس ومصر، والطاقة الإيوائية للفنادق التي لم تتطور بشكل كبير في مدينة أكادير، التي لا تزال تعد، رغم كل ذلك، الوجهة المفضلة بالنسبة للسياح الألمان مقارنة ببقية المدن المغربية. وبخصوص سبب حرص المغرب على السياح الألمان بالتحديد، أبرز حداد أن المغرب يهتم بالسوق الألمانية بشكل خاص لعدة اعتبارات، أهمها أن ألمانيا تتوفر على رابع أكبر اقتصاد في العالم، وأن المواطن الألماني يعشق السفر بكثرة، ولم يتأثر كثيرا بالأزمة الاقتصادية التي عصفت بأوروبا، وأيضا لأن ألمانيا تعد أكبر مصدر للسياح في العالم بمعدل يصل الى 70 مليون سائح. ولهذه الاعتبارات تم إبرام عدة عقود و«إجراء مفاوضات واتفاقيات مع أكبر المروجين السياحيين في ألمانيا، وسنركز على بناء منتجعات وقرى سياحية وفنادق من أربعة نجوم في مدينة أكادير، لضمان تنويع في المنتوج، وتلبية رغبات السياح الألمان المختلفة» يقول وزير السياحة. وبخصوص تداعيات الربيع العربي على السياحة المغربية أكد حداد ل«المساء» أن ذلك لم ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على السياحة المغربية لسبب وجيه، هو أن السياح الألمان كانوا لا يميزون وجهة المغرب عن بقية الوجهات العربية الأخرى، التي عرفت الكثير من المشاكل والاضطرابات الاجتماعية بسبب انعكاسات الربيع العربي، وهو ما يتطلب بذل جهود مضاعفة لتصحيح المفاهيم، وإبراز وتأكيد أن وجهة المغرب تعتبر آمنة ومختلفة، والتأكيد على الاستثناء المغربي. غير أن الوزير اعترف بوجود بعض العراقيل والمشاكل التي لا يزال يعرفها قطاع السياحة بالمغرب، مثل مشكلة النظافة في بعض الأماكن التي يرتادها السياح، وقلة المراحيض العمومية، ومشاكل الطاكسيات والنقل، وإشكالية الأمن في بعض البؤر التي تعرف انتشار الجريمة، ومشكل التشوير. كما أكد الوزير حرص المغرب على الاهتمام بأسواق مختلفة وجديدة مثل السوق التشيكية والسوق البولونية والروسية والسلوفاكية والبرازيلية واليابانية والآسيوية بشكل عام، دون إغفال السوق الأفريقية الغربية، والسوق العربية التي تطورت بشكل ملحوظ، إلى جانب السوق الخليجية. ولتحقيق هذه الغاية، قال حداد إن المغرب سيعمل على تكثيف الرحلات الجوية من خلال جلب شركات طيران جديدة، وتوقيع عقود مع مروجي الرحلات إلى ألمانيا وإلى باقي الوجهات السياحية بالمغرب، مضيفا أن الوزارة تفكر في تقديم عروض خاصة للمهاجرين المغاربة الموجودين بالمهجر، وتشجيعهم على الاستمتاع ببلدهم من خلال تقديم عروض مغرية لهم ولعائلاتهم. من جهته، أبرز عبدالرحيم عماني، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بأكادير، في تصريح ل«المساء» أن أكادير عرفت تراجعا ملحوظا في عدد السياح الألمان في السنوات الأخيرة، لعدة اعتبارات أهمها ظهور وجهات جديدة منافسة للمغرب وتراجع الطاقة الإيوائية، التي لم تعد تستوعب عدد السياح، وعدم رغبة المسؤولين عن الفنادق إدخال بعض التحسينات عليها لتساير جودة الخدمات، التي يلمسها السائح الألماني في بعض الدول المنافسة، وكذا تقلص عدد مروجي الرحلات الألمان، وعدم وجود أسطول جوي قادر على تلبية حاجيات السياح، خاصة أن مروجي الرحلات الأوروبيين يطالبون المغرب بتكثيف الخطوط الجوية الرابطة بين ألمانيا والمغرب، وأيضا عدم وجود سياسة سياحية واضحة المعالم طول السنة، بدل اعتماد سياسات ترقيعية تكتفي بمواجهة المشاكل الآنية بدل محاربتها بشكل نهائي. أما جمال السعدي، رئيس جمعية المرشدين السياحيين، فقد نبه الى ضرورة تقنين القطاع وضرورة تكوين المرشدين السياحيين تكوينا عصريا حديثا، والعمل على معالجة بعض المشاكل المرتبطة بعمل المرشدين السياحيين، مثل ظهور مرشدين سياحيين يعملون بدون ترخيص في مدينة مراكش، بينهم أوروبيون لا يحق لهم مزاولة المهنة. كما أبدى تفاؤله بمستقبل السياحة في المغرب خلال سنة 2014.