أعرب مهنيو القطاع السياحي المشاركون في لقاء «استكشافي» نظمته «مديرية المغرب» في الخطوط الملكية المغربية على امتداد يومين في العاصمة الألمانية برلين، عن تعبئتهم لدعم الخط الجوي الرابط ما بين مدينتي الدارالبيضاءوبرلين كي يتطور ليحقق مردودية تمكنه من الاستمرار في ظل التنافسية التي يعرفها قطاع النقل الجوي، والتي زاد من حدتها انتشار شركات النقل الجوي ذات التكلفة المنخفضة. وتطمح الخطوط الملكية المغربية في ما يتعلق بالرحلات الجوية الرابطة ما بين مدينتي الدارالبيضاءوبرلين بتعاون مع وكالات أسفار من مدن الدارالبيضاء، الرباط، طنجة، آسفي، مراكشوأكادير المشاركة في هذا اللقاء إلى بلوغ نسبة ملء تقارب 70 بالمائة، التي تشكل منها حصة الزبناء من المسافرين الأفارقة 25 بالمائة من نسبة الملء، وهو الطموح الذي سبق وأن عبر عنه في وقت سابق في يونيو المنصرم، فريد الزمخشري، مدير مندوبية الخطوط الملكية المغربية في ألمانيا خلال وصول أول رحلة جوية تربط الدارالبيضاءوبرلين. وأكد المشاركون في هذا اللقاء، التي تختتم فعالياته يومه الاربعاء، أن أهمية الخط الجوي الرابط بين العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء مردها أنه سوف يساهم في تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية متميزة داخل السوق الألماني، الذي تتقاسمه معه دول منافسة للمنتوج السياحي المغربي مثل اسبانيا، تركيا، مصر وتونس التي أشارت وسائل إعلام ألمانية، بالنظر للوضع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه تونس حاليا، الى ان حوالي خمسة آلاف سائح ألماني اضطروا أول أمس لقطع عطلهم السياحية بمراكز الاستجمام بتونس والعودة إلى الديار الألمانية. كما أوضح المشاركون خلال هذا اللقاء المخصص لتسويق المغرب كوجهة سياحية متميزة بالنسبة لشرائح جديدة من الألمان، وأيضا لتسويق مدينة برلين كوجهة للسياحة الثقافية موجهة للسائح المغربي، اذ تعتبر برلين رافدا ثقافيا غنيا تستقطب قاعاته أكثر من مائتي متحف فني بالإضافة إلى ذات العدد من المعارض الفنية المقامة يوميا بالعاصمة برلين لرسامين من كل المدارس الفنية وثلاث قاعات مخصصة لعروض الاوبرا بالإضافة الى ثلاث مكتبات وطنية جامعة، أن هذا الخط الجوي سيسمح بالرفع من تدفقات السياح الألمان خاصة نحو وجهات سياحية جديدة من قبيل فاس وطنجة إلى جانب الوجهات السياحية التقليدية مثل مراكشوالدارالبيضاءوأكادير. وبالموازاة مع هذا، حقق هذا الخط الجوي منذ انطلاقه في أواخر شهر يونيو من السنة الماضية الاقتراب من الجالية المغربية المقيمة بألمانيا، وبشكل خاص من تلك المقيمة بمدينة برلين، التي أصبح بإمكان أفرادها، الذين يصل عددهم بمعية مجموع أفراد الجالية المقيمة بمجموع التراب الألماني الى ما يقارب 102 ألاف شخص، القيام برحلات مباشرة بين هاته المدينةوالدارالبيضاء. ويعيش بالعاصمة الألمانية برلين والولايات المجاورة لها حوالي 2000 مغربي يشكلون امتدادا لأجيال متعاقبة من مهاجرين من أصل مغربي، من الذين استقبلتهم ألمانيا منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وقدم معظمهم بعقود عمل لإعادة إعمار ألمانيا والعمل مباشرة في المناجم الألمانية. كما أن لهذا الخط الجوي بعدا ثالثا ساهمت في تحقيقه الرحلات الجوية لطائرات الخطوط الملكية المغربية الرابطة ما بين برلينوالدارالبيضاء، ويتمثل في أن الجالية الإفريقية والسلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد في العاصمة الألمانية أصبحوا يتوفرون على إمكانية التوجه إلى بلدانهم من برلين عبر الدارالبيضاء، مما يجعل من المغرب، ومن مدينة الدارالبيضاء تحديدا، قاعدة أساسية للربط الجوي بين ألمانيا والقارة الإفريقية، إذ أصبحت العاصمة الاقتصادية للمغرب نقطة عبور لعدد من المسافرين الأفارقة المقيمين ببرلين في اتجاه عواصم بلدانهم الأصلية كغامبيا والكاميرون والسينغال. هذا، وقد شكل إطلاق الخط الجوي المباشر بين برلينوالدارالبيضاء خطوة جديدة تواصل من خلالها الخطوط الملكية المغربية، توسيع شبكة رحلاتها الجوية إلى ألمانيا خاصة وذلك بعدما فتحت شهر أبريل الماضي خطا جويا مباشرا يربط بين ميونيخومراكش. ووصف فاعلون سياحيون مغاربة الخط الجوي بين العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء بالخط الجوي «ذي البعد السياسي» لكون إطلاقه إسوة بنظيريه اللذين يربطان ما بين أكادير، الدارالبيضاء وفارسوفيا وأيضا الخط الجوي الرابط ما بين الدارالبيضاء وموسكو، من شأنه أن يساهم في تحقيق مزيد من التقارب الجغرافي ما بين المغرب ومحيطه الدولي وأيضا تعزيز تواصله مع عواصم دول في شتى المعمور. وينضاف الخط الجوي الجديد الرابط ما بين العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الاقتصادية للمغرب، الذي انطلقت أولى رحلاته الجوية المباشرة منتصف السنة الماضية وتربط بشكل منتظم بين الدارالبيضاءوبرلين بواقع ثلاث رحلات في الأسبوع وذلك أيام الاثنين والاربعاء والجمعة، إلى الرحلات التقليدية التي تسيرها الخطوط الملكية المغربية بين فرانكفورت والدارالبيضاء ثم فرانكفورت والناضور وكذلك دوسلدورف والناضور. وللإشارة فقد سبق واعلن عبد الرفيع زويتن، المدير العام المساعد للخطوط الملكية المغربية في مارس المنصرم من السنة الماضية، بمناسبة انعقاد المعرض الدولي للسياحة في برلين الذي يعتبر أكبر بورصة للسياحة في العالم، عن إطلاق خط جوي يربط ما بين برلينوالدارالبيضاء وذلك بحضور وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي، والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الحميد عدو، وعدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في برلين. وكانت إدارة مطار «تيغيل» قد نظمت في برلين في ال21 من شهر يونيو من السنة الماضية بمناسبة انطلاق الرحلة الجوية المباشرة الأولى ما بين برلينوالدارالبيضاء، حفل استقبال بمناسبة وصول طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية إلى العاصمة الألمانية قادمة من الدارالبيضاء.