كشف مصدر مطلع ل«المساء» أن حزب العدالة والتنمية دخل بقوة على خط البحث عن حل لملف السلفية الجهادية عبر منتدى الكرامة لحقوق الإنسان. وأوضح مصدرنا أن منتدى الكرامة سينظم يومي 22 و23 مارس الجاري بأحد فنادق حسان بالرباط ندوة داخلية تشاورية، بحضور جل الفاعلين في ملف السلفية الجهادية الذين يوجدون خارج السجون، من أجل تدارس «الحالة السلفية» في المغرب. وأكد المصدر ذاته أن الندوة التي ستنظم بالرباط ستعرف مشاركة شيوخ السلفية الجهادية المفرج عنهم. ويتعلق الأمر بحسن الكتاني وأبو حفص والحدوشي، فيما سيغيب عنها الشيخ الفيزازي. كما ستحضرها منظمات حقوقية كمنظمة الوسيط لحقوق الإنسان ومؤسسة قرطبة والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والرابطة المغربية لحقوق الإنسان. وأشار مصدرنا إلى أن الندوة تعتبر لقاء تشاوريا أوليا من المتوقع أن تليه لقاءات تشاورية أخرى، بحضور أمنيين وممثلين عن المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ستعقد بناء على الخلاصات والتوصيات التي ستتمخض عن الندوة الأولى، موضحا أن الندوة لن تعرف مشاركة الوسطاء الذين ظهروا خلال الآونة الأخيرة من خلال مبادرات متفرقة وزيارات للمعتقلين للبحث عن حل للملف الذي ظل يراوح مكانه منذ العام 2003 بسبب تخوف الدولة من عودة المعتقلين إلى العنف إذا ما تم الإفراج عنهم. وذكر المصدر ذاته أن الأرضية التي تم إعدادها بخصوص الندوة تدور حول فكرة محورية تروم فهم الحالة السلفية بالمغرب في أفق بلورة حل للملف يرضي جميع الأطراف، موضحا أن المعتقلين داخل السجون سيكونون حاضرين خلال الندوة من خلال اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، التي حرص المنظمون على استدعائها من أجل حضور أشغال الندوة، التي ستكون مغلقة وبعيدا عن أنظار وسائل الإعلام. وفي سياق متصل، شكك معتقلون من داخل السجون في مبادرة منتدى الكرامة لحقوق الإنسان على اعتبار أن الدولة هي الممسك بملف معتقلي السلفية الجهادية، وأن بعض المعتقلين سبق لهم أن قاموا بمراجعات فكرية جذرية، إلا أنهم لم يتلقوا أي تشجيع عليها من أجل دفع باقي المعتقلين لسلك الطريق ذاته من أجل طي الملف بشكل نهائي.