تمتع الشيخ محمد الفيزازي بما تبقى من عقوبة 30 سنة حبسا نافذة المحكوم بها ضمن معتقلي السلفية الجهادية الذين القي عليهم القبض عقب الأحداث الإرهابية ل16 ماي 2003 بالدار البيضاء ، وجاء استرجاع الأستاذ الفيزازي حريته بعد أكثر من ثمانية سنوات من بعد ان شمله العفو الملكي ضمن لائحة تضم 190 سجينا، وهو عفو استثانئي لم يتزامن مع اية مناسبة دينية و وطنية، وجاء استجابة للملتمس الذي قدمه لجلالة الملك رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان وأمين عام ذات المجلس" ، هذا الاخير رأى في قرار العفو بأنه إرادة ملكية قوية في إعمال قيم حقوق الإنسان وتأسيس دولة المواطنة وإشاعة العدالة والإنصاف". مصدر ملم بملف ما يطلق عليه بالسلفية الجهادية اكد لشبكة طنجة الإخبارية أن الممتعين بالعفو الملكي كان سيطلق سراحهم اوائل هذا الشهر، لكن تسريب الخبر لوسائل الإعلام لم يرق للجهات العليا مما جعلها تؤجل عملية اطلاق سراح المفرج عنهم الى يوم 14 ابريل الحالي ، وحسب العديد من المتتبعين فالشيخ الفيزازي كان من المحاوريين المنتدبين من قبل معتقلي السلفية الجهادية لمحاورة وزارة العدل وادارة السجون حول وضعية المعتقلين داخل السجون ومناشدة الجهات الرسمية لطي ملف المعتقلين الاسلاميين بما يضمن للجميع كرامتهم وحريتهم ، كما كان الفيزازي طيلة تواجده بالسجن من بين الشيوخ الذين تبرؤوا من الفكر السلفي و اعادوا مراجعته، وترجم الفيزازي موقفه الجديد في الرسائل التي وجهها الى مجموعة من المنابر الاعلامية و الجهات الرسمية ، ومنها رسالته الى منتدى الكرامة لحقوق الانسان و التي انتقذ فيها بشدة بعض الشيوخ الكبار للسلفية الجهادية امثال "أبو حفص" حين اعتبر ان افكارهم تشكل "أرضية خصبة للعنف والتطرف". لكن مصادر أخرى قالت بان تمتيع شيوخ السلفية الجهادية بالعفو الملكي هو في العمق رد الدوائر العليا بالايجاب على موقفهم ،بعد ان قاموا بمراجعة افكارهم بوضوح وصريح من العمليات الارهابية والمؤسسة الملكية. يذكر أن الفيزازي هو مدرس سابق للرياضيات واللغة الفرنسية، وأحد الدعاة المشهورين بمدينة طنجة، حُكِم عليه بالسجن مدة 30 سنة، بعد إدانته بتهمة التحريض، ( يبلغ من العمر 58 سنة) وهو متقاعد من التعليم بعد 31 عامًا ونصف من التدريس، وعمل خطيبا في عدة مساجد بمدينة طنجة لحوالي 25 سنة آخرها مسجد (الداخلة)، وهو أيضا عضو في جمعية الدعوة إلى الله بفاس منذ ربع قرن من الزمن حيث كان يتولى مهمة نائب الرئيس، اضافة الى كونه رئيسا لجمعية (أهل السنة والجماعة) منذ 4 سنوات و مقرها بطنجة. متزوج بزوجتين له مع الأولى 9 أولاد منهم 7 بنات وثلاثة أحفاد وله مع الثانية بنتان.