أحبط حراس السجن المحلي بتطوان، مؤخرا، محاولة تسريب 100 غرام من الحشيش مدسوسة بشكل متقن داخل فاكهة البرتقال و80 علبة من ورق تلفيف السجائر «النيبرو»، بالإضافة إلى 150 غراما من مخدر الهيروين كان مدسوسا داخل وجبات الأكل. ووفق مصادرنا، فإن الأمر يتعلق بسيدة يتجاوز عمرها 61 عاما، تم ضبطها خلال محاولتها إدخال الحشيش إلى أحد أقاربها المعتقل بالمؤسسة الإصلاحية، فيما تم رصد لفافات المخدر الصلب «الهيروين» لدى فتاة تبلغ منه العمر 33 سنة، كانت تسعى إلى تسريها لأحد معارفها. وتم اعتقال السيدتين للتحقيق معهما قبل مثولهما أمام النيابة العامة. ويقول مصدرنا إنه لا تعدم الوسائل أبدا فيما يخص تسريب المخدرات إلى داخل سجن تطوان، فالسجن يؤوى عددا من المعتقلين الإسبان منهم والمغاربة، أغلبهم مدمنون على المخدرات الصلبة أو العادية، ولذلك يحاول أغلبيتهم التوفر عليها عبر عدة طرق، إذ سبق أن تم رصد حالة مشابهة قبل ثلاثة أشهر لإدخال المخدرات إلى أحد السجناء، من طرف سيدة عجوز حاولت تسريب كمية من مخدر الهيروين والأقراص المهلوسة إلى أحد أبنائها عبر تجويف تم إحداثه بنعل منزلي (صندل). وارتاب أحد حراس السجن في الأمر حينما لفت انتباهه إقدام الأم على تغيير نعلها بنعل ابنها وقت الزيارة، ليتم بعدها تفتيش النعلين معا فعثر على مخدرات كانت مخبأة بطريقة محكمة. ويعرف سجن «الصومال» بتطوان وجود العديد من المعتقلين المدمنين على المخدرات القوية، كما أن تقريرا صادما حول السجن المدني بتطوان، تم تقديمه إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يكشف فيه عن الأوضاع المزرية للسجن الذي لم تمر على افتتاحه أكثر من سنتين. وحسب اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة–تطوان، التي ترأسها سلمى الطود، فإنها وقفت حينها على اختلالات فظيعة بالسجن خلال زيارتها له منتصف شهر أكتوبر الماضي، كما لامست انتهاكات خطيرة لحقوق السجناء به، ابتداء من حالة الاكتظاظ الفظيع والذي تفوق طاقته الاستيعابية، حيث تجاوز عدد نزلائه 2300 سجين، موزعين بين النساء والرجال والأحداث والاحتياطيين، فيما لا تتجاوز طاقته 1700 سجين، الأمر الذي يشجع على ارتكاب ممارسات منتهكة لحقوق السجناء، كعدم خضوع توزيع السجناء على الغرف لمقاييس موضوعية وإنسانية وفق ما هو معترف بع قانونيا، بالإضافة إلى «اتسامها بالتمييز المفضوح»، كما أن غالبية السجناء «يقتسمون زنازين ضيقة وخانقة للأنفاس، بل منهم من ينام على الأرض ويعامل بقسوة» فيما يحظى آخرون بمعاملة لينة بغرف مريحة جدا.