جابت شوارع طنجة مسيرة احتجاجية ضخمة من عشرات آلاف المتظاهرين، للتنديد بالمحرقة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، والتي أودت حتى الآن بحياة أزيد من 400 فلسطيني، بينهم عدد كبير من الأطفال. وبدا لافتا أن مظاهرة طنجة بدت مشابهة لكثير من المظاهرات الضخمة التي عادة ما يتم تنظيمها في الرباط أو الدارالبيضاء، والتي تستقطب متظاهرين من كل مدن المغرب. وتجمع أزيد من 100 ألف شخص في المناطق الرئيسية لساحة الكويت (إيبيريا) المجاورة لمسجد محمد الخامس منذ الساعات الأولى لصباح أمس (الخميس)، وسارت المظاهرة على مدى حوالي 3 ساعات في اتجاه شارع محمد بن عبد الله. وشاركت في هذه المظاهرة، التي دعت إلى تنظيمها اللجنة المحلية لمساندة الشعب الفلسطيني، مختلف الفصائل السياسية والطلابية والنقابية والعمالية، فيما لوحظ وجود قوي لتيارات إسلامية من بينها جماعة العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية، فيما شاركت بقوة أيضا تيارات يسارية. ولم تبد هذه المظاهرة متنافرة في شعاراتها، وحتى في طبيعة المشاركين في تجمعاتها الصغيرة، حيث لوحظ وجود محجبات ضمن فصائل طلابية قاعدية، أو فتيات بسراويل الجينز ضمن مسيرة لتيارات إسلامية. وظهر عدد من الأجانب من المقيمين في طنجة وهم يسيرون في هذه المظاهرة، بينما كان بعضهم يحمل الأعلام الفلسطينية أو يحيط عنقه بالكوفية الفلسطينية. وردد المتظاهرون شعارات تدين الهولوكوست الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، حيث رفع متظاهرون تابوتا كتب عليه «النظام العربي»، فيما رددوا أدعية خاصة بالجنائز، في إشارة إلى العجز التام، الذي يشبه الموت، للأنظمة والحكومات العربية، فيما رفع متظاهرون آخرون صورا للأطفال الفلسطينيين وصور جثامين الشهداء. وبدا أن الحجم الكبير للمظاهرة فاجأ سلطات المدينة أيضا، حيث تجمعت قوات الأمن غير بعيد عنها من دون حدوث أي انفلات أمني أو أحداث جانبية. ولوحظ وجود والي طنجة محمد حصاد في هذه المظاهرة، حيث «شارك» بها بطريقته الخاصة عندما سار في الاتجاه المعاكس وهو يرتدي ملابس عادية وقبعة شتوية ونظارات سوداء، مما صعب مهمة التعرف عليه حتى من جانب عدد كبير من أفراد السلطة أو أفراد الأمن. وكان حصاد رفقة عدد من مساعديه، من بينهم رئيس قسم الشؤون العامة، قبل أن يتركهم ويتوجه لوحده نحو المظاهرة التي سار إلى جنبها. وحظيت مظاهرة طنجة بتغطية إعلامية أجنبية واسعة، من بينها وسائل إعلام إسبانية.