لم تترك الدوائر الإعلامية وحتى السياسية شائعة إلا ولفقتها إلى وزيرة العدل رشيدة داتي، حيث من النادر جدا أن تخلو جريدة فرنسية اليوم من كلام متحامل عليها يتشعب ويتلاقى في افتقارها، من جهة، إلى رؤية ونهج واضح ومحدد في التعامل مع الملفات القضائية الكبرى، ومن جهة أخرى، في محدودية كفاءتها ومهنيتها، حتى إن ساركوزي، الغاضب عليها، حسب ذات الدوائر، وضعها في مقدمة المعفيين خلال التعديل الحكومي الجزئي المرتقب في بداية شهر يناير. وها هي رشيدة التي كانت منذ عام ونصف العام من تعيينها، تحظى بتقدير الجميع بسبب قربها من الرئيس نيكولا ساركوزي الذي غمرها بحماية سياسية خاصة، تنبعث من جديد لتؤكد لكل خصومها، سياسيين وإعلاميين، أنها حاضرة بقوة في المشهد السياسي الفرنسي لا كوزيرة للعدل فحسب، ولكن كصديقة حميمة للرئيس ساركوزي ولعائلته. فقد قضت أعياد الميلاد ونهاية السنة في أحضان والدة رئيس الجمهورية، أندري ساركوزي، التي دعت أيضا إلى نفس الاحتفالات زوجها السابق، بال ساركوزي، وهو أب الرئيس نيكولا ساركوزي، واثنين من أبنائها غيوم وفرانسوا ساركوزي، بينما يقضي الرئيس أعياد رأس السنة في البرازيل رفقة زوجته كارلا. وأفادت مجلة «فواسي» التي أوردت الخبر بأن داتي لن تخلد إلى الراحة أكثر من يومين بعد أن تضع مولودتها التي مازالت الأنباء تتضارب بشدة حول هوية أبيها. وآخر تلك الأنباء تتحدث بإلحاح عن شقيق الرئيس ساركوزي، فرانسوا ساركوزي (47 سنة) متزوج وطبيب للأطفال. وقد اشتغل في قطاع الصيدلة إلى غاية 2001 قبل أن ينتخب سنة 2005 نائبا لرئيس مجلس المراقبة الصيدلية. وحتى تزيد جمرة أخرى في لهيب التشويق، أفضت رشيدة إلى زميلتها في الحكومة، فاليري بيكريس، وزيرة التعليم العالي، بأن والد المولودة القادمة يسافر كثيرا. وللدوائر السياسية والإعلامية أن تعد الشخصيات التي لا تسافر كثيرا حتى تقصيها من لائحة «الأبوة»، وأن تبدأ بالرئيس ساركوزي الذي لم يقم سوى بخمسين زيارة خارجية في أقل من عشرين شهرا. وإلى حين وضع مولودتها التي سترى النور في غضون شهر يناير، تواصل رشيدة كتابة مسلسلها الهيتشكوكي غير عابئة بضجيج الإعلاميين وبفضول الأصدقاء.