التونسيون يصوتون في انتخابات الرئاسة وأبرز منافسي سعيد في السجن    ترامب يعود لمكان محاولة اغتياله: "لن أستسلم أبداً"    23 قتيلا في غارات اسرائيلية على لبنان    جولة المفاجآت.. الكبار يسقطون تباعا وسطاد المغربي يتصدر الترتيب    معرض الفرس الدولي في نسخته 15.. غاب عن فعالياته رواق وعروض ال DGSN    الريال: كارفاخال يعاني 3 إصابات خطيرة    انطلاق برنامج الحملات الطبية المصغرة لفائدة الساكنة القروية بإقليم إفران    مغاربة يحيون الذكرى الأولى ل"طوفان الأقصى" بمسيرة وطنية حاشدة    البرتغال تؤكد على الشراكة الاستراتيجية "الأساسية" بين الاتحاد الأوروبي والمغرب    جمعية هيئات المحامين بالمغرب تدين بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان    أمن طنجة يحقق مع سيدة هددت شابة بنشر فيديوهات جنسية لها    نحو عشرة ملايين تونسي يصوتون في انتخابات رئاسية تبدو نتائجها محسومة    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد بالمغرب    بين أعالي الجبال وقلب الصحراء .. تفاصيل رحلة مدهشة من فاس إلى العيون    مضيان يقود لائحة كبار المغادرين لقيادة حزب الاستقلال وأدمينو أبرز الملتحقين    مغاربة ينعوون وفاة الفنانة نعيمة المشرقي: فنانة محترمة وماخذات حقها فالساحة الفنية (فيديو)    التعادل يحسم مباراة الحسنية والوداد    أخنوش: المغرب يعزز قيم الفرنكوفونية    عودة ليزلي إلى الساحة الموسيقية بعد 11 عامًا من الانقطاع    هكذا علقت هولندا على قرار المحكمة الأوروبية وعلاقتها بالمغرب    رغم تراجعه عن مطالبته بوقف تسليح إسرائيل.. نتنياهو يهاجم ماكرون: سننتصر معك أو من دونك وعارك سيستمر لوقت طويل (فيديو)    منتخب U20 يواجه فرنسا وديا استعدادا لدوري اتحاد شمال إفريقيا    "أندلسيات طنجة" يراهن على تعزيز التقارب الحضاري والثقافي بين الضفتين في أفق مونديال 2030    ENSAH.. الباحث إلياس أشوخي يناقش أطروحته للدكتوراه حول التلوث في البيئة البحرية        إنزال كبير لطلبة كليات الطب بالرباط في سياق الإضرابات المتواصلة -فيديو-    حزب الله: التواصل مع صفي الدين "مقطوع"    وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن 81 عاما    مصدر ل"برلمان.كوم": المغرب يواصل تنويع شراكاته ويمدد اتفاقية الصيد مع روسيا.. وقرار العدل الأوروبية عزلها دوليا    الفنانة المغربية نعيمة المشرقي تغادرنا إلى دار البقاء    في عمر ال81 سنة…الممثلة نعيمة المشرقي تغادر الحياة        "احذروا".. زخات رعدية قوية مصحوبة ب"التبروري" وبهبات رياح غدا الأحد بعدد من المناطق        وفاة الممثلة القديرة نعيمة المشرقي بعد مسار فني حافل بالعطاء    معاناة 40 بالمائة من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050 (دراسة)        البكوري: عملنا يستند على إعمال مبدأ القانون في معالجة كل القضايا مع الحرص على المال العمومي    الجامعة تحدد أسعار تذاكر مباراة الأسود وإفريقيا الوسطى    من قرية تامري شمال أكادير.. موطن "الموز البلدي" الذي يتميز بحلاوته وبسعره المنخفض نسبيا (صور)    استجواب وزيرة الانتقال الطاقي أمام البرلمان عن الفجوة بين أسعار المحروقات في السوقين الدولية والوطنية        السكوري يُطلق منصة رقمية لخدمة التشغيل    دراسة تكشف معاناة 40 % من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050    قافلة المقاول الذاتي تصل الى اقليم الحسيمة    وزير الإعلام الفلسطيني يزور مقر الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالدار البيضاء    محكمة التحكيم الرياضي تخفف عقوبة توقيف بوغبا    "ميتا" تعلن عن إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي جديد    طقس السبت ممطر في بعض المناطق    مهنيون يرممون نقص الثروات السمكية    تسجيل حالة إصابة جديدة ب"كوفيد-19″        وزارة الصحة تكشف حقيقة ما يتم تداوله حول مياه "عين أطلس"    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف أصبحت الدار البيضاء تحت رحمة اللصوص وقطاع الطرُق؟
مجرمون مدججون بشتى أنواع الأسلحة «يتحدون» المواطنين ورجال الأمن في الشارع العام
نشر في المساء يوم 01 - 03 - 2013

19 قضية قتل عمد في أقلَّ من 5 أشهر و37 قضية محاولة قتل و11 قضية تتعلق
بالضرب والجرح المؤدي إلى الموت و886 جريمة في ما يتعلق بالضّرب والجرح بالسّلاح الأبيض في الدار البيضاء.. و»مقرقبون» يحطمون أزيد من 50 سيارة في ليساسفة، وآلاف الشكايات حول السّرقة بالخطف والاعتداء بواسطة السّيوف والسكاكين وحتى العصي الكهربائية، التي ظهرت مؤخرا.. أرقام تجعل البيضاويين يضعون أيديهم فوق قلوبهم خوفا من شبح الجريمة، الذي أصبح يُخيم على سماء العاصمة الاقتصادية. الإحصائيات الرسمية وروايات رجال الأمن والجمعيات المدنية تكشف ارتفاعَ نسبة الجريمة في المغرب وفي الدار البيضاء، خصوصا إذا علمنا أنه جرى رصد 19 جريمة لكل 1000 مواطن خلال عام 2012، مقابل 17 جريمة لكل 1000 مواطن عام 2011، فرغم الجهود التي تتكلم عنها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي تفضي عادة إلى حلّ عدد كبير من جرائم السرقات، فإن البيضاوييين أصبحوا، أكثرَ من أي وقت مضى، يتحسّسون جيوبهم ويحسبون النقط السوداء في الدار البيضاء، نظرا إلى ارتفاع معدل الجريمة وظهور شباب متعطشين لتحقيق الرفاهية دون بذل الكثير من الجهد في بعض الأحيان، ما يدفعهم إلى الفعل الإجراميّ. «المساء» تكشف، بلغة الأرقام الجديدة، معدل الجريمة في الدار البيضاء وترصد أهمّ النقط السوداء، التي تعد مشتلا ل»تخريج» محترفي السّلوك الإجرامي.
رقاص الساعة يسير بخطى متثاقلة نحو التاسعة ليلا، موعد جولة قصيرة وسط مدينة الدار البيضاء الكبرى، جولة كانت كافية لرصد العديد من المَشاهد والظواهر الاجتماعية التي يصعب وصفها بجرّة قلم، لأن المدينة تبدو، للوهلة الأولى، كبيرة وغضّة وكأنها نمت مائة مرّة عن حجمها الذي بدأت به سنة 1900، الأمر الذي جعلنا نتجه إلى وسط المدينة، أو مركزها كما يحلو للبعض تسميته.. يوحي هذا المكان بأنّ المدينة حاضرة عصرية من حواضر البحر الأبيض المتوسط: طرق واسعة ونظيفة ولوحات إشهارية لا يمكن للمارّ بجانبها أن يغضّ الطرف عنها.. فنادق فاخرة ليس للفقراء حق حتى في «حلم» دخولها، لكنْ لا.. فالتوغل قليلا في بعض الأحياء الشعبية المتواجدة في الأطراف يكشف الوجهَ الآخر لهذه المدينة، التي ربما تعجّ بلصوص احترفوا السّرقات منذ نعومة أظافرهم، وصاروا من رواد السّلوك الإجرامي، لا يأبهون لرجال الأمن أو يشفعون لتوسّلات ضحاياهم، ولا يخافون من عالم ما رواء القضبان..
داخل أحياء المدينة القديمة للدار البيضاء، هناك حياة أخرى، مسالك ضيقة ودُور متلاحمة، يعاني سكانها من مشاكل طالما احتلت جزءا كبيرا في صفحات الجرائد الوطنية. أغلب الأسر هناك متضرّرة كثيرا من تصميم المدينة، الذي يوحي بأنه مكان خاص بالشباب المعطلين والمطرُودين من فصول الدراسة والخارجين من ردهات السّجون والمحاكم.. أغلب زوار المنطقة يجدون أنفسهم غرباء في المكان، يسهل على أبناء المنطقة التعرّف عليهم، ومنهم من تدفعهم الجرأة الزائدة إلى سؤالهم، وأحيانا أخرى إلى اعتراض سبلهم..
في الأسبوع الماضي تعرّض 53 مواطنا لحالات اعتداء بالسّكاكين ليلا، حسب ما سُجّل من شكايات في دائرتين أمنيتين. كما تعرّضت عدد من المحلات التجارية الموجودة في «سوق الملاح» للسطو، أما تجار المخدرات وحبّات «القرقوبي» و«المعجون» فيكتفون بتجارتهم في واضحة النهار ولا يسلبون مال أحد بالقوة.
عمّ السكون وأرخى الليل ستاره لينام فقراء ومعوزو المدينة القديمة، الذين أتعبهم العمل طوال النهار، ليستيقظ أبناء الليل لقضاء الوقت في محيط المنطقة، منهم من أدمنوا على سمر الليل، ومنهم من افتتحوا يومههم بسرقة تحت التهديد بواسطة السلاح الأبيض قصد الحصول على مال لشراء سم يدخنونه.. المُشرَّدون والمتسكعون والمطرُودون من منازلهم يعيشون جوا من التضامن في ما بينهم، فمن حصل على قطعة ليمون فاسدة من قمامة الطريق أو حاوية أزبال بلاستيكية يقسمها مع الآخرين، ومن عرف مكانا لا تصله دوريات الأمن قصد المبيت فيه، دلّ الآخرين عليه.. غير أنه، في بعض الحالات، تنشب بينهم نزاعات جانبية من أجل بقايا الطعام، وبعض علب مخدر «السّيليسيون»، التي يتناوبون على تنفسها بعمق..
يقول أحد أبناء المدينة القديمة بصوت يحمل في طياته نبرة من التذمر والسخط: «خلال فصل الشتاء يتعرّى واقع المدينة القديمة، جو رهيب يكتم الأنفاس، ودور من الطوب والأجور آيلة للسقوط، وكثير من الضائعين في متاهات الحياة، من المتسولين والمُشرّدين وغيرهم، يتعذبون كثيرا.. أما اللصوص الذين تُسقطهم دائرة الأيام في المدينة القديمة فلا يتردّدون في اعتراض سبيل المارة بواسطة سيف أو سكين من الحجم الكبير. ورغم الحملات التمشيطية الروتينية، فالمشتبَه فيهم معروفون بأسمائهم لدى رجال الأمن!»..
يضيف «رضا»، الذي كان يتكلم بحماس، وأصابع يديه تشير أحيانا إلى منازل لصوص يحملون ألقابا غريبة: «هناك، منزل مبحوث عنه من طرف مصالح الأمن، وهو من ذوي السّوابق العدلية، ومعروف وسط سكان المدينة القديمة باقتراف العديد من السرقات بالخطف والتهديد تحت السلاح الأبيض، اعتدى مؤخرا على ضابط أمن بالزيّ المدني يعمل في دائرة «السّور الجديد»، التابعة لولاية أمن أنفا، بعد أن تدخل هذا الأخير، رفقة مفتشي شرطة لاعتقاله أمام منزله، في درب «المعيزي» في المدينة القديمة، غير أن المشتبه فيه فاجأه بإشهار سكين من الحجم الكبير في وجهه، قبل أن يطعنه في كتفه».
واصل رضا حديثه دون توقف، متحمسا لإصغاء أصدقاء في سنه، إلى كلامه عن «مغامرات» لصوص يتحدّون رجال الأمن بسكاكين أو شفرات حلاقة، أو بكلاب شرِسة أو حتى بأحجار يرشقونهم بها: «وهناك منزل «بّيدْرة»، المتخصص في سرقة السّياح الأجانب في المدينة القديمة للدار البيضاء، ضبطت لديه عناصرُ الأمن آلة تصوير رقمية وأزيدَ من 100 أورو، تمكَّنَ من سرقتها بعد أن أشهر سيفا في وجه سائح انجليزيّ استهوته أسوار المدينة القديمة، الآيلة للسقوط، دون أن يعرف ما ذا ينتظره من «بّيدْرة»، المتخصص في سرقة الأجانب وصرف عملتهم في البزارات»...
قبل أن يسترسل رضا في كلامه عن لصوص المدينة القديمة، تدخل خليل، الذي تجاوز بالكاد عقده الثاني، والذي ظل صامتا لأزيدَ من ساعة: «فراسكْ باللّي دحروجْ وْخوتو
طارُو عليهم؟».. جملة كانت كافية لتنطلق قهقهات الشّباب، لأنهم يعلمون جيدا من يكون «دْحروجْ» هذا، الذي أصبح يقضي من الوقتِ داخل السجن أكثرَ مما يقضيه مع أفراد أسرته.. يضيف خليل أن المتهم، المعروف بلقب «دْحروجْ»، قد ألقي عليه القبض رفقة شقيقيه بتهمة السرقة بالخطف، لأنهم كانوا يتربصون بالمواطنين في شارعَيْ الجيش الملكي ورحال المسكيني، إذ تمكنوا من سرقة حقيبة يدوية كانت تحملها إحدى النساء عن طريق خطفها بدراجة نارية من نوع «ليوناردو». كما تمكنوا من سرقة حقيبة يدوية أخرى بالطريقة نفسها في شارع محمد الخامس، بعد أن ترّصدوا لامرأة كانت بصدد الخروج من أحد البنوك المعروفة.
وأردف خليل، الذي وصف «دْحروجْ» ب«الخطير»، نظرا إلى مهارته في قيادة الدراجات النارية، أنه «راجْل»، مُعْزيا ذلك إلى أنه لا يعترض سبيل أبناء وبنات المدينة القديمة، ويختار ضحاياه الذين غالبا ما يكونون من أبناء «الطبقة الغنية»..
تلقت دوائر أمنية تابعة لولاية الدار البيضاء أنفا، مؤخرا، أزيدَ من عشر شكايات متعلقة بالسرقة بالخطف باستعمال دراجات نارية بمحركات ذات سرعة عالية.. وحسب الشكايات التي توصلت بها عدد من المصالح الأمنية، على رأسها الشرطة القضائية في ولاية أمن أنفا، فإنّ المدينة القديمة وشارع الجيش الملكي ومنطقة سيدي عثمان ومولاي رشيد سجلت ارتفاعا في معدل السرقات بالخطف والسرقات بالنشل.
وقد باشرت عناصر الأمن التابعة لولاية أمن أنفا حملات تمشيطية، أسفرت عن اعتقال العديد من المتهمين بالسرقة بالخطف في مختلف المناطق الأمنية في الدار البيضاء، ومن بين المتهمين الذين جرى اعتقالهم، في اليوم نفسه، أفراد عصابة إجرامية متخصصة في سرقة الهواتف المحمولة وأجزاء السيارات، وحُجزت لدى المشتبه فيهم هواتفُ محمولة كانوا بصدد بيعها في سوق «درب غلف»، إضافة إلى بعض أجزاء السيارات.
وقد نصبت عناصر الأمن التابعة لولاية أمن أنفا كمينا للمتهمين قرب سوق «درب غلف»، بعد إيهامهم بشراء بعض أجزاء السيارات وهواتف محمولة.
وباشرت عناصر الفرقة السياحية، التابعة لولاية أمن أنفا، حملة بحث عن مُتّهَمين بسرقة السياح الأجانب في المدينة القديمة وفي السوق المعروف «باب مراكش». وتوصلت عناصر الشرطة القضائية لأمن الحي المحمدي عين السبع، بدورها، بعدد من الشكايات المتعلقة بالسرقة بالخطف. كما تمكنت عناصر الأمن من اعتقال ستة متهمين بالسرقة في ظرف ثلاثة أيام، جرت إحالتهم على محكمة القطب الجنحي في الدار البيضاء، بعد إنهاء التحقيق معهم..
رفع الليل ستاره وأعلن بداية يوم جديد: حركة كثيفة للناس والموظفين، أغلبهم يتأخرون عن ساعات وصولهم إلى أماكن العمل أو الدراسة، ويُحمّلون المسؤولية لوسائل النقل، التي تساهم بدورها في تأخيرهم أكثر.. هناك من ركبوا سيارات أجرة، وهناك من استعانوا بخدمات دراجات نارية صينية، وهناك من قصدوا سوق درب غلف لتصريف هواتف محمولة حصلوا عليها باستعمل سيوفهم الحادّة..
هكذا هي منطقة صغيرة تقع داخل العاصمة الاقتصادية: المدينة القديمة، التي تعجّ بالناس القابعين في عزلة مُستديمة، بعيدين عن أي مصدر ممكن للعمل وعن نشاط المدينة الاجتماعيّ، يوجد بين أحضانها «باكيرا»، «دحروج»، «بّيدرة، وشحيكا».. المتخصصين في السّرقة بمختلف أنواعها، والذين جعلوا أبناء المدينة القديمة يتكلمون عنهم بنوع من «الفخر والاعتزاز»، وكأنهم «أبطال» ساهموا في تحرير المدينة القديمة..

لصوص وقطاع طرق في مطرح النفايات

بعيدا عن المدينة القديمة، بآهاتها وبحزام الفقر الذي يشدّ أنفاس البيضاويين، يوجد المطرح العمومي للنفايات في إقليم مديونة، التابع ترابيا لولاية مدينة الدار البيضاء، والذي تحَوّل إلى ملجأ شبه آمن للصوص وقطاع الطرق. وحسب عاملين في شركات النظافة الحاصلة على امتياز التدبير المفوض للنفايات المنزلية، فإنّ القوات العمومية، من رجال شرطة ودرك، لا تستطيع التوغّل في أحراش المطرح ولا القبض على عصابات من «البلطجية» أصبحت تتخذ من المزبلة «قاعدة خلفية» لتنفيذ «غاراتها» في الخارج، لتعود إلى موطنها آمنة، غانمة..
وحسب مصادر موثوقة، فإنّ سائقي شاحنات جمع الأزبال يتعرّضون لسرقات متكررة تحت التهديد من قِبَل مجموعة من اللصوص، الذين لا يتردّدون في إشهار الأسلحة البيضاء في وجوه السائقين، ويفرغون حمولة خزانات الشاحنات، في حين يكتفي السائقون بدور المتفرّج، خوفا من تلقيهم طعنة سكين غادرة تعرّض حياتهم للخطر.
وما زالت قوات الأمن تبحث عن شركاء لثلاثة إخوة هاجموا عناصرها، يوم السبت الماضي، خلال تدخل أمنيّ من أجل إيقاف أحد «بزناسة» دوار القدميري في مديونة، إذ هاجم الأشقاء الثلاثة، الملقبون ب»وْلادْ كوفالْ»، دورية للأمن الوطني وأصابوا ثلاثة عناصر أمن بجروح متفاوتة الخطورة.
وما زالت السلطات الأمنية تعجز عن دخول أحياء سكنية هامشية محيطة بمدينة الدار البيضاء، بالنظر إلى ضيق أزقة الأحياء العشوائية التي تقطنها ساكنة مهمة وغياب الإنارة العمومية، وما زالت في عمالة عين الشق، مثلا، دواوير (لمكانسة، التقلية، نبيل، كازابيس ولحفاية) تشكل حصنا منيعا لتجار المُخدّرات وقطاع الطرق.
وحسب أحد قاطني دوار «التقلية»، فإنّ السكان يضطرون إلى الدخول باكرا إلى منازلهم، خوفا من تعرضهم للسرقة منذ «رحيل» رجال الدرك الملكي عن المنطقة، مضيفا أنّ المشاكل الأمنية بدأت، منذ ماي 2009، ليفرض «فتوات» الحي سلطتهم على السكان، ويطالبوا عاملات مصانع النسيج بإتاوات دورية وإلا تعرّضن لخطر السرقة أو الاغتصاب!..
ينطبق ما يعيشه سكان «التقلية» على دوارَي «توينشات» و«الحاج ادريس» وعلى الإقامات المخصصة لرجال التعليم، الموجودة في الطريق المؤدية إلى أزمور، وينطبق كذلك على «أكاديمية جورج واشنطن» وعلى عدد من المناطق التي كانت تابعة للنفوذ الترابي للمصالح التابعة للقيادة العليا للدرك الملكي، وأصبحت في ما بعدُ تابعة للنفوذ الترابي لمصالح الأمن.

حزام الفقر
حي مولاي رشيد
من الأحياء الأكثر كثافة سكانية، شهد مؤخرا ارتفاعا غيرَ مسبوق في معدل الجريمة، وخاصة السرقات بالخطف وبالاعتداء بواسطة السلاح الأبيض، ويحُول ضعف الموارد البشرية دون تحقيق الأمن في المنطقة، نظرا إلى شساعتها وارتفاع معدل الأسر الفقيرة فيها.

هامش الدارالبيضاء
الهراويين
منطقة شبه بدوية، تضمّ في جوفها سوقا غيرَ مُعترَف به لتجارة المُخدّرات، بكل أشكالها، إذ يتوافد على الحي «زبناء» من عدد من الأحياء، مثل مولاي رشيد والمسيرة ولالة مريم والتشارك وغيرها..
وأصبح بعض مروجي المخدرات، الذين يعتبر أغلبهم من ذوي السوابق العدلية، يروجون مخدر الشيرا ليلا فقط بالاستعانة بنار إحراق إطارات مستعملة.

قلب العاصمة الاقتصادية
المدينة القديمة
رغم كل الجهود المبذولة من طرف دائرة أمن «السور الجديد»، تبقى السّرقات بالخطف أو الاعتداء بواسطة سيوف من الحجم الكبير ظاهرة يصعب محوُها من أزقة المدينة القديمة الضيقة.. ويكفي أن نعلم أنّ معدل الشكايات المتعلقة بالسرقات يمكن أن يتجاوز ال100 شكاية في أقلّ من أسبوع..

الحي الشعبي
عين الشق الحي الحسني
تتدخل عناصر الشرطة القضائية في كل من المنطقة الأمنية الفداء مرس السلطان٬ المحمدية٬ عين الشق ومولاي رشيد٬ أحيانا لاعتقال مشتبه فيهم في كل من عين الشق -الحي الحسني، والذي يعتبر من النقط السوداء في العاصمة الاقتصادية. ونحج رجال الأمن في عين الشق الحي الحسني في اعتقال أكبر عدد من المبحوث عنهم بتُهم السّرقة الموصوف والسّرقة بالخطف.

المدينة الجديدة
الألفة
كثيرة هي الجرائم التي باتت تشهدها مناطق عدة في الحي الحسني وحي الألفة، نظرا إلى وجود عدد كبير من شقق السكن الاقتصادي، التي أصبح أصحابها يعمدون كرائها لمشتبه فيهم ولمواطنين أفارقة دخلوا المغرب بطرق غير شرعية..
وقد اهتزّ سكان حي الألفة، مؤخرا، على وقع جريمة قتل بشعة، راحت ضحيتَها فتاة تبلغ من العمر 19 سنة، بعد أن «انفرد» بها الجاني في زقاق قرب السوق البلدي وذبحها من الوريد.. فلقيت مصرعها في الحال، فيما حاول الجاني، الذي يبلغ من العمر 35 سنة، الانتحار بإحداث جرح غائر في عنقه..

أرقام تدق ناقوس الخطر

حرّك شبح الإجرام الذي حبس أنفاس البيضاويين مسؤولي الأمن في الدار البيضاء، وعلى رأسهم والي الأمن، عبد اللطيف مؤدب، الذي كان يتحدث أمام أنظار أعضاء مجلس عمالة الدار البيضاء ووالي الجهة، محمد بوسعيد، أول أمس الثلاثاء، مشيرا إلى أنه في الفترة الممتدة بين غشت 2012 ويناير 2013 تم تسجيل 46336 قضية زجرية، من بينها 19 قضية قتل عمد و37 قضية محاولة قتل عمد، إضافة إلى 11 قضية تتعلق بالضّرب والجرح المؤديين إلى الموت و886 جريمة في ما يتعلق بالضرب والجرح بالسلاح الأبيض، أما بخصوص القضايا المتعلقة بالأسرة فهناك 1202 قضية، أمّا الجرائم المتعلقة بالنظام العام فتصل إلى 843 جريمة..
وفي الوقت الذي عزا البيضاويون أسباب ارتفاع معدل الجريمة إلى تعاطي المخدرات ورواج الأقراص المهلوسة، أكد مؤدب أنه خلال الفترة الفاصلة بين غشت ويناير تم تسجيل 5498 قضية، من بينها 41 قضية تتعلق بالكوكايين والأقراص المهلوسة، معتبرا أنّ «الأمن مكسب وتكلفة جماعية ينبغي أن تساهم جميعُ الأطراف في تدعيمها، وهو ما يتطلب تنسيق جهود كل المتدخلين»، وأضاف مؤدب أنّ «الإنتاج المشترَك للأمن يتجسد بشكل كبير في المفهوم الجديد للسلطة».
جعل الوضع في الدار البيضاء، التي أصبح الكثيرون يعترون أنها صارتْ ضحية تحت رحمة اللصوص وقطاع الطرق، المسؤولين الأمنيين يستعينون بخطط جديدة تعتمد على المقاربة الاستباقية، إذ دشّنت جميع المصالح الأمنية في ولاية أمن أنفا حملات تمشيطية متواصلة في الشارع العامّ بغرض تعزيز شعور الأمن لدى المواطنين، وزجْر كل «الشوائب» التي يمكن أن تهدّد أمنهم وطمأنينتهم. وأكد مصدر أمني مسؤول في ولاية أمن الدار البيضاء أنّ «هذه التدخلات الميدانية ستتميز بالمزج بين المقاربتين النوعية والاستباقية، في محاربة مظاهر الإجرام».
في يوم الخميس الماضي، تمكنت مصالح أمن الدار البيضاء من إلقاء القبض على 585 مشتبَهاً فيهم وحجز 421 دراجة نارية، خلال تدخلات نوعية.
وكشف مصدر أمني أنه ترتب عن التدخلات الأمنية، التي باشرتها مصالح ولاية أمن الدار البيضاء داخل النفوذ الترابي لولاية الأمن خلال ليلة واحدة، توقيفُ 585 من المشتبه فيهم و421 دراجة نارية تحوم شكوك حول مصادرها..
وأوضح المصدر نفسُه أن العمليات الأمنية المذكورة هيّأت لها وباشرتها دوائر الشرطة وباقي مكونات الأمن العمومي، وتميّزت بإلقاء القبض على 339 شخصا متلبسين بأفعال إجرامية مختلفة، من قبيل السرقة بالعنف والتحريض على الفساد وممارسته، في حين تمكنت المصالح الأمنية ذاتُها من توقيف 79 آخرين كانوا يشكلون موضوعَ مذكرات بحث صادرة في حقهم من أجل الاشتباه في تورّطهم في جرائم مرتكبة ومسجلة لدى مصالح ولاية الأمن في الدار البيضاء وفي مدن أخرى في المملكة.
في سياق متصل، مكنت أبحاث وتحريات مصالح الشرطة القضائية في ولاية الدار البيضاء، في ليلة اليوم نفسه، من اعتقال 111 مشتبها به في حالة تلبس في حين تم توقيف 56 مبحوثا عنهم في العديد من القضايا الإجرامية المتنوعة.
واعتقلت مصالح الأمن، في عطلة نهاية الأسبوع الأخير، أثناء حملة لمصالح الشرطة القضائية في العاصمة الاقتصادية، مدعومة بأفراد الأمن العمومي وعناصر «الصقور»، عشرات المتهمين في قضايا مختلفة، بينهم أشخاص مبحوث عنهم في جُنَح وجنايات مختلفة.
وذكرت المصادر ذاتها أنه من بين الموقوفين، جرى اعتقال أزيدَ من 30 متهما في قِطاع «مرس السلطان -الفداء، وأزيدَ من 40 متهما في قطاع «البرنوصي -زناتة.

«البزناسة» الجدد يتحدّون رجال ارميل..

أصبح تجار الممنوعات، بدورهم، يسايرون الخطط الجديدة لرجال الأمن، و»تفننوا» في ابتكار طرق ترويج جديدة للمخدرات، التي ارتفعت أسعارها مؤخرا مع ارتفاع حرارة الحملات التمشيطية الأمنية.
وحسب مصدر مطلع فقد ارتفعت أسعار المخدرات إلى مستويات قياسية في مدينة الدار البيضاء في الآونة الأخيرة، وصار الإقبال على استهلاك المخدرات لافتا للانتباه في مقاهي الأحياء الشعبية والحدائق العمومية.. وفيما يُقبل الكثيرون على التزود بمخدر الشيرا و«الكيف»، يفضلو آخرون «المعجون» أو أقراص الهلوسة، المعروفة ب«القرقوبي».
ولمواجهة تنامي ظاهرة ترويج واستهلاك المخدرات، التي تعتبر من الأسباب الأولى لارتفاع معدل الجرائم، باشرت مصالح الأمن، في مختلف دوائر العاصمة الاقتصادية، حملات تطهيرية في مختلف الأحياء، بتنسيق مع فرق مكافحة المخدرات في مصالح الشرطة القضائية، بهدف اعتقال المزيد من مروجي المخدرات.
وأشارت مصادرنا إلى أنّ مروجي المخدرات يستعينون بقاصرين لترويج الممنوعات.. كما يعمد بعضهم إلى البيع بتقنية «الشباك»، إذ يتحصّن المروج وراء جدران منزل أسرته ويكتفي بفتح كوة في الحائط ويُحيطها بسياج سميك، ويستعمل هذه الكوة لتصريف «البضاعة» واستلام النقود من المدمنين، المنتظمين في طابور قرب منزله..
ففي منطقة «لهراويين»، تؤكد مصادرنا، «ابتدع» مروجو المخدرات حيلا طريفة لضمان بقائهم بعيدا عن الاعتقال، إذ يستعمل بعضهم العربات المجرورة كغطاء لتصريف المُخدّرات، حيث يوهم «البْزناسة» عناصرَ الأمن والدرك بأنهم ينقلون الركاب على متن العربات المجرورة.. في حين يَحمِلون الراغبين في اقتناء المخدرات على متن «الكرويلة» إلى حيث يقبع مروج بالجملة، يستعين ب»خدمات» متعاونين شغّلهم من أجل مساعدته على تصريف «بضاعته»..
وموازاة مع الحملات الأمنية، فإن تجار المخدرات يبتدعون حيلا جديدة للاستمرار في ترويج الممنوعات، كالتوزيع باستعمال الهاتف المحمول في التواصل مع زبنائهم، مع الحرص على تغيير أرقام هواتفهم باستمرار، وارتداء أزياء عمال شركات مناولة أو الاستعانة بدرّاجات نارية أو سيارات صغيرة لترويج «البضاعة»..
وخلال الشهر الجاري، وصلت أسعار حبوب الهلوسة، المعروفة ب «القرقوبي»، مستويات قياسية، وهكذا وصل سعر الحبّة الواحدة من «القرقوبي»، المعروفة ب«بولا حمرا»، إلى 70 درهما في الأحياء الشعبية، بعد أن ظلت أسعار هذه الحبوب تتراوح ما بين 15 و30 درهما في الأيام العادية.
وعزا مصدر أمني ارتفاع أسعار أقراص الهلوسة داخل سوق المخدرات في مدينة الدار البيضاء إلى الإقبال غير المسبوق عليها في الآونة الأخيرة، وإلى وجود نقص في تزويد الأسواق التقليدية المعروفة بالاتجار في المخدرات في المدينة. وأوضحت مصادرنا أنّ هذه الحملات، التي تباشرها مصالح الشرطة في المدينة، أسفرت عن اعتقال الكثير من المروجين، ما جعل أسعار الحبّات المهيجة ترتفع إلى مستويات قياسية.
وتروج في العاصمة الاقتصادية هذه الأيام أقراص هلوسة جديدة يُلقبها مستهلكوها ب»القاتلة»، ويقبل على شرائها الشباب بشكل لافت للانتباه، بالنظر إلى «المزايا» التي تتوفر عليها، إذ تُدخل مستهلكها في عالم سحريّ، مليء ب«الأحلام»..
وهذه «القاتلة» هي عبارة عن أدوية معروفة باسم «روش1» و«روش 2»، ويتم جلبها من مدينة مغنية الجزائرية في اتجاه المغرب، عبر مدينة وجدة، وتباع في العاصمة الاقتصادية بسعر 70 درهما للقرص الواحد..

للسياح نصيب

لا يُفرّق محترفو السلوك الإجرامي بين أبناء جلدتهم والسياح، الذين يقصدون المغرب حالمين بشمسه وحرارته، فالمعطيات الواردة من ولاية الأمن تفيد أنه في ليلة واحدة من الأسبوع الماضي ألقت عناصر الأمن التابعة لأمن أنفا، القبض على 5 مبحوث عنهم، يشكلون عصابة إجرامية متخصّصة في السرقة الموصوفة باستعمال «سيوف» من الحجم الكبير..
وقد اعتقل المتهمون في مناطق متفرقة في الدار البيضاء، من بينها بوركون والمدينة القديمة وشارع الجيش الملكي، كما حُجزت لدى المتهمين سيوف من الحجم الكبير، كانوا يستعملونها للسطو على ممتلكات ضحاياهم ليلا في عدد من النقط السوداء.
وتبيَّنَ من خلال التحقيق التمهيدي مع المتهمين أنهم كانوا ينشطون بتنسيق مع أفراد عصابة أخرى تمكنت عناصرها من سرقة فنان ألماني والسطو على آلة تصوير كانت في حوزته، إضافة إلى سرقة مواطن فلسطيني، والسطو على منازل في المدينة القديمة وسرقة عدد من الهواتف المحمولة..
وتمكنت عناصر الفرقة السياحية، التابعة لأمن أنفا، من اعتقال المتهمين في كل من زنقة أنفا وساحة بوسمارة، في حين اعتقل متهم آخر، يدعى «الرّيزُو»، قرب شارع مولاي يوسف.
وقد انتقلت عناصر الأمن، رفقة المتهمين الأربعة، إلى سوق «درب غلف»، حيث جرى العثور على آلة التصوير، التي اشتراها أحد تجار السوق، إذ جرى اقتياد الجميع إلى مخفر الشرطة السياحية قصد الاستماع إليهم، قبل تقديمهم إلى عناصر الشرطة القضائية.
وتباشر عناصر الفرقة السياحية التابعة للأمن أنفا حملات تمشيطية يومية خلال الأسبوع الجاري، لاعتقال مبحوث عنهم تتوفر عناصر الأمن على معلوماتهم. كما تعمل الفرقة السياحية، خلال الأيام الجارية، على حفظ الأمن أمام عدد من الأماكن التي يزورها السياح في مدينة الدار البيضاء، كمسجد الحسن الثاني، ساحة محمد الخامس والشريط الساحلي في «عين الذياب».
ورغم الأرقام «المخيفة» حول ارتفاع معدل الجريمة، لوحظ تراجعٌ في معدل سرقة السياح الأجانب، بعد أن أصبحت حافلات السياح التي تدخل الدار البيضاء ترافقها دوريات أمنية، تتكون من مفتشي شرطة بالزي المدنيّ..
وتعمل عناصر الأمن على حفظ الأمن ومرافقة السياح إلى كل الأماكن التي يزورونها إلى غاية دخولهم الفنادق المُخصَّصة لهم.

مغاربة ودعوا «عقدة» الخوف..

يبدو أنّ «الربيع العربي» أذاب عقدة خوف المغاربة من رجال السلطة.. فالمغربي، الذي لم يكن بالأمس يقوى حتى على رفع زظره في وجوه رجال «المخزن»، صار اليوم، منذ انطلاق الحركات الاحتجاجية في 20 فبراير 2011، لا يتوانى في «عصيان» رجال الشرطة والدرك وعناصر التدخل السريع ومواجهتهم خلال الاصطدامات التي تحدث أحيانا بين المواطنين والقوات العمومية.. مناسبة هذا الكلام هو ما كشفته إحصائيات أمنية حديثة تفيد أنّ عدد القضايا المتعلقة ب»إهانة السلطات العامة»، التي تم تسجيلها في ولاية الدار البيضاء وحدها، شهدت ارتفاعا بنسبة 21.7 في المائة خلال التسعة أشهر الماضية، مقارنة مع الفترة نفسِها من السنة الماضية.
وحسب المعطيات نفسها فإن الارتفاع لم ينحصر عند هذا المستوى، بل ارتفعت، أيضا، نسب قضايا الإكراه البدني والإخلال بالنظام العامّ، التي تم تسجيلها هذه السنة، بنسبة 23 في المائة، مقارنة مع ما تم تسجيله خلال السنة المنصرمة..
لكنْ، في المقابل، تراجَع عدد القضايا المتعلقة بالاعتداء على الأشخاص من 17357 قضية تم تسجيلها على مستوى ولاية الدار البيضاء الكبرى في السنة المنصرمة، إلى 15767 قضية هذا العام، أي أنها انخفضت بنسبة 9.2 في المائة.
وطبقا للإحصائيات ذاتِها، فإنّ نسبة قضايا السرقات بالعنف انخفضت، أيضا، بنسبة 4 في المائة، وتراجعت قضايا القتل المُسجَّلة هذا العام بسبع قضايا مقارنة مع عددها خلال السنة الماضية. كما انخفضت قضايا الضرب والجرح العمدين ب308 قضية، وقضايا الضرب والجرح المُفضيَّيْن إلى الموت ب15 قضية.. وأخيرا، تراجعت عدد القضايا المتعلقة بالعنف العامّ ب1042 قضية.
وبلغ عدد القضايا المُسجَّلة على مستوى ولاية الدار البيضاء الكبرى، في التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية، 68 ألفا و379 قضية، بينما تم تسجيل 63 ألفا و656 سنة 2011، أي بزيادة 7.4 في المائة.
غير أنّ هذه الزيادة لا تعني أن نسبة الجريمة قد شهدت تصاعدا خلال هذه السنة، وفق ما يؤكد مصدر من ولاية أمن الدار البيضاء، إذ يشير إلى أنّ أغلب القضايا التي يتم تفكيكها تعود إلى سنوات ماضية رغم أنه يتم تسجيلها في حصيلة السنة الجارية وكأنها وقعت هذا العام..
وأوضح المصدر نفسه أن «هذه الزيادة في عدد القضايا تعكس بالضرورة حركية المصالح الأمنية ومجهوداتها المكثفة في مجال التصدي للجريمة وإيقاف المبحوث عنهم».
ومن المنتظر أن يتجاوز التقرير النهائي لإحصائيات الجريمة، الخاص ب2012، معدل 320 ألف قضية سُجّلت في المدار الحضري.
في السياق ذاته، قال مصدر أمني في الدار البيضاء ل«المساء» إنّ الدوائر الأمنية في المدينة، وفي إطار التقارير التي ترفعها إلى رؤساء المناطق الأمنية، سجلت مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في الجرائم المَقرونة بالعنف، والتي أصبحت تستعمَل فيها «السّيوف» والأسلحة البيضاء، التي تؤثر سلبا على الإحساس بالأمن لدى المواطن.. ورغم الجهود المبذولة فقد سُجّل ارتفاع في نسبة السّرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض، السرقات بالخطف وسرقة السيارات..
وبخصوص العمليات اليومية لمصالح الأمن للوقاية من الجريمة وزجرها، أسفر عمل دوائر الدار البيضاء عن إيقاف أزيدَ من 800 شخص خلال أسبوع واحد، من بينهم 43 مبحوثا عنهم.
وتعمل المديرية العامة للأمن الوطني على قدم وساق من أجل إعداد خطة، بتنسيق مع عدد من المسؤولين الأمنيين، لمحاربة الجريمة، أمام ارتفاع معدلها في عدد من المدن في المغرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.