اندلعت مواجهات عنيفة، صباح أول أمس الخميس، بين قوات الأمن ومواطنين، من جهة، وأعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة القاطنين بغابة كوروكو بالناظور، من جهة أخرى. وخلفت هذه المواجهات العنيفة إصابات في كلا الجانبين. وحسب مصادر من عين المكان، شنت قوات الأمن، في إطار محاربة الهجرة غير النظامية، حملة تمشيطية بغابة كوروكو والنواحي، وطاردت مجموعة من المهاجرين الأفارقة الذين التجؤوا إلى المرتفعات، لكن خلال عملية الفرار سقط أحد الأفارقة، على رأسه، من قمة مرتفع ليلقى مصرعه في الحين، الأمر الذي أثار حفيظة زملائه الذين حملوا أفراد القوات الأمنية مسؤولية وفاته، متهمين إياهم بدفعه من على منحدر يفوق علوه 30 مترا بعد تعنيفه. ولم تتمكن سيارة إسعاف من نقل الجثة إلى مستودع الأموات إلا بصعوبة بعد اندلاع مواجهات قوية وعنيفة بالتراشق بالحجارة بين المهاجرين والقوات العمومية. ومن جهته، أوضح بلاغ للجنة الهجرة واللجوء التابعة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة أن تدخلات عنيفة ومتواترة شاركت فيها مختلف القوات العمومية من درك وقوات مساعدة، انطلقت منذ أسبوعين، في حق المهاجرين الأفارقة بغابة كوروكو بالناظور، وتعرض خلالها، المهاجرون لمختلف أنواع التنكيل والضرب وإحراق الخيام والأمتعة وإتلاف المعدات والمواد الغذائية. وأسفرت هذه التدخلات، حسب البلاغ ذاته، عن 10 جرحى، من بينهم مصابان بجروح بليغة تم نقلهما إلى المستشفى الحسني بالناظور، كما تأكد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجود جثة بمستودع الأموات بالمستشفى، كما أصيب أحد عناصر القوات المساعدة بكسور على مستوى الذراع. وانتقاما لزميلهم الهالك، تجمع المهاجرون غير النظاميين، الذين قدر عددهم بحوالي 700 مهاجر إفريقي، خارج الغابة في تظاهرة احتجاجية على التدخلات العنيفة حاملين لوحات تحمل شعارات مطالبة بوقف التدخلات العنيفة في حقهم وتندد ب«قتل» زميلهم والطريقة التي «انتزعت» منهم جثته، لكنهم جوبهوا بحصار أمني كثيف من طرف القوات العمومية استمر إلى مساء نفس اليوم. وحسب بعض المصادر من عين المكان، تم إيقاف 120 مهاجرا إفريقيا من دول جنوب الصحراء وتم نقلهم إلى مدينة وجدة، من أجل ترحيلهم خارج التراب الوطني. ومن جهة أخرى، تمكنت سيارة كان على متنها مجموعة من المهاجرين الأفارقة، صباح الخميس، من اختراق المعبر الحدودي بني انصار ومليلية السليبة، بسرعة جنونية، أمام اندهاش رجال الأمن وحرس الحدود في الجانبين المغربي والإسباني. وسبق أن شهد نفس المعبر عملية اقتحام سابقة مماثلة وبالطريقة نفسها، يوم 09 فبراير الجاري. وأشارت جريدة «إلموندو» إلى أنه بفضل طريقة «السيارات الانتحارية» تمكن 21 مهاجرا من دخول مليلية في أقل من 72 ساعة، مخلفين وراءهم خسائر مادية بعد تكسيرهم حواجز الشرطة وحرس الحدود.