وكأن حزب الاتحاد الاشتراكي قد عقد العزم على أن يتجه يمينا، بعد أن أعلن كاتبه الوطني الجديد إدريس لشكر، في برنامج «90 دقيقة للإقناع» الذي بثته قناة «ميدي 1 تيفي» مساء أول أمس، بأن لا غضاضة في التحالف مع حزبين أساسيين في المعارضة، هما الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار. وألمح لشكر إلى أن التحالف يمكن أن يتخذ مساحة أكبر، في البرلمان وخارج البرلمان، من أجل صياغة معارضة قوية قادرة على القيام بعمل رقابي نوعي لحكومة بنكيران. لقد كانت قيادة الاتحاد «تتلعثم» في السابق في التعبير صراحة عن اتجاهها إلى هذه التحالفات، لكن براغماتية لشكر تدفعه، اليوم، إلى التعبير بكل جرأة عن كون تحالفات المعارضة هي ما يتاح واقعيا، بسبب توقف مشروع إنجاز الحزب الاشتراكي الكبير، الذي كان الاتحادُ يطمح إلى أن يكون عرابَه وقاطرَته الدافعة، وبعد أن أبدت مكونات اليسار الراديكالي القليل من الحماس والتجاوب مع مبادرة «الإخوة» في حزب عبد الرحيم بوعبيد. وإذا ما نجح لشكر في العمل مع حزبي الأصالة والمعاصرة والأحرار، فإن تحولا كبيرا سيمس العقيدة الاشتراكية للاتحاد، مما يعني تحقق نبوءة خصوم لشكر من الاتحاديين الذين اعتبروا وصوله إلى قيادة الحزب نهاية للفكر الاتحادي وبداية لتشكل حزب جديد، أقرب إلى اليمين منه إلى اليسار. فهل يتعلق الأمر بتشكل قطب سياسي جديد، يضم الاتحاد والأصالة والأحرار من جهة، وقطب يساري، يضم كل مكونات اليسار الأخرى التي عليها أن تبحث من الآن عن استراتيجية جديدة للتجميع، في حين ستنتهي أحزاب اليمين الإداري وتحال عمليا على التقاعد، بينما سيشكل قطب الإسلاميين الموجودين في الحكومة وخارجها القطب الثالث، لتتحقق بذلك معادلة الثلاثية القطبية التي جرى التحضير لها منذ أكثر من عشر سنوات، وتحسبا أيضا لأي تعديل محتمل قد يذهب في اتجاه هيكلة جديدة للمشهد السياسي؟ الأيام المقبلة ستكشف كل شيء.