أبدى عبد الحق ماندوزا رئيس ودادية المدربين المغاربة، تفهمه لغضبة رشيد الطوسي مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم من تصريحات بعض زملائه المدربين المغاربة. وقال ماندوزا ل"المساء" إن غضب الطوسي له ما يبرره، خصوصا أن بعض الانتقادات جانبت الصواب، في وقت كان فيه الناخب الوطني في حاجة إلى الدعم والمساندة. في الحوار التالي يتحدث ماندوزا عن مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا، ويصفها ب"الإيجابية"، ويعتبرها دورة الأمل، ويجدد دعمه للطوسي ويؤكد أنه قادر على إعادة الهيبة للمنتخب الوطني. - ما هو تعليقك على مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي جرت بجنوب إفريقيا؟ في رأيي مشاركة المنتخب الوطني كانت إيجابية، قياسا للحالة التي كان عليها هذا المنتخب قبل أن يمسك رشيد الطوسي بزمام تدريبه، لقد كان المنتخب الوطني في وضعية صعبة، وكانت حتى إمكانية مشاركته في النهائيات تحوم حولها الشكوك، وفي النهائيات لم ينهزم في أي مباراة إذ تعادل في مبارياته الثلاث وأحرز ثلاثة أهداف، بل وسار في خط تصاعدي، خصوصا في المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا التي كان المنتخب الوطني قريبا خلالها من التأهل إلى الدور الثاني، بل وحسم المجموعة في الصدارة، لولا أن الأمور لم تمض في الاتجاه الصحيح في اللحظات الأخيرة. - لكن في النهاية، فالمنتخب الوطني أقصي من الدور الأول مثلما كان عليه الحال في الدورات الماضية؟ لكن الأمر مختلف، لقد شاهدنا لاعبين يلعبون بقتالية وبروح الانتصار، وقدموا مباراة أمام جنوب إفريقيا زرعت الأمل في النفوس، إن دورة جنوب إفريقيا دورة الأمل بالنسبة للمنتخب الوطني، وتبشر بالخير في اعتقادي، شريطة مواصلة العمل في الاتجاه الصحيح. - أبدى رشيد الطوسي مدرب المنتخب الوطني غضبه من تصريحات بعض زملائه المدربين التي اعتبر أنها تجاوزت حدود النقد، كرئيس لودادية المدربين ما تعليقك على ذلك؟ ودادية المدربين المغاربة، وقبل سفر المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا عقدت لقاء مع رشيد الطوسي خصص لدعمه ومساندته في مهمته، خصوصا أن الأمر يتعلق بإطار وطني، علما أن حتى المدرب الأجنبي يجب أن ينتقد بشكل موضوعي، ودون تحامل مجاني. أعتقد أن الطوسي معه كل الحق في أن يغضب، لأنه فعلا بعض الإخوة المدربين تجاوزوا الحدود وضربوا بكل المواثيق، وهم يشنون غاراتهم على الطوسي الذي كان أحوج إلى الدعم والمساندة، وخصوصا قبل المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا، فالمدرب مثله مثل اللاعب يحتاج إلى من يرفع معنوياته وإلى من يشد عضده ويدعمه، وليس إلى من يضع العصا في العجلة، ويحطمه، علما أنه كان من الممكن أن يتم تأجيل بعض الانتقادات غير البناءة إلى ما بعد نهاية المباريات، دون أن نغفل أن الطوسي أبدى استعداده للانفتاح وللتواصل مع المدربين. أنا لست ضد أن يدلي أي مدرب برأيه، فحرية النقد مكفولة، لكن الأمور يجب أن يكون هدفها البناء وليس الهدم، خصوصا أن الطوسي لم يمض إلا ثلاثة أشهر من العمل، ويحتاج إلى التشجيع، وإلى أن ينال فرصته كاملة، علما أن هناك بوادر أمل فقد شاهدنا لاعبين من البطولة كالقديوي والحافظي وشاكير أبلوا البلاء الحسن، وهناك تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل التي ستتواصل في شهر مارس المقبل بمباراة تانزانيا. - في رأيك ما هو سبب هذه التصريحات؟ أعتقد أن السبب هو غياب النضج والتسرع في بعض التصريحات سواء للمنابر الإعلامية المكتوبة أو المسموعة أو المرئية، فأخطر وأصعب شيء بالنسبة للمدربين هو التصريحات إذ يجب على كل طرف أن يعي ما يقول، وأن يضعه في سياقه الصحيح، علما أنني متأكد من أن الأطر المغربية في التدريب تساند الطوسي، وتسعى إلى نجاحه، لأن في نجاحه نجاحا لها أيضا، كما أن الانتقادات المجانية طالت الطوسي من طرف أسماء قليلة وليس من الجميع. - كيف تنظر للمرحلة المقبلة؟ أنا مع تجديد الثقة في الطوسي وتشجيعه ودعمه لينجح بإذن الله، ويعيد للمنتخب الوطني هيبته ومكانته.