في هذا الحوار يتحدث مدرب أولمبيك خريبكة فؤاد الصحابي عن حظوظ المنتخب المغربي في نهائيات جنوب إفريقيا، التي تقام منافساتها ما بين 19 يناير الجاري و10 فبراير المقبل، بنبرة تفاؤلية مبررا ذلك بكون المنتخب لديه لاعبين موهوبين يطمحون إلى إعطاء نفس جديد وإطار وطني كفء. كما أشار إلى أهمية المباراة الأولى التي سيجريها المنتخب المغربي أمام أنغولا ودورها الكبير في توسيع أفق أسود الأطلس بنهائيات الكان. - ما هي توقعاتك بخصوص مشاركة المنتخب المغربي في كأس إفريقيا؟ أعتقد أنه من الصعب الجواب على هذا السؤال، لكنني أظن أن المنتخب المغربي يستطيع تقديم الأفضل خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم المقررة بجنوب إفريقيا، بالنظر إلى مجموعة من المعطيات، لدينا المدرب رشيد الطوسي وهو من المدربين الأكفاء الذين استطاعوا تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية، وأكيد أنه مدرك بأنه يحمل على عاتقه مهمة ثقيلة بالتعاون مع الطاقم الوطني، ولدينا عناصر وطنية موهوبة تطمح إلى إعطاء المنتخب المغربي نفسا جديدا، لا ينقصنا أي شيء. - إذن نظرتك وقراءتك تفاؤلية لمسار المنتخب في الكان؟ أكيد، وأول ما يمكن الحديث عنه بخصوص المنتخب المغربي والذي أعتبره من بين نقاط القوة التي تصب لصالح عناصرنا الوطنية، هي الرغبة الأكيدة للاعبين في التوقيع على مشوار جيد مع رشيد الطوسي٬ وتجديد العهد مع النتائج الإيجابية التي تحققت رفقة الإطار الوطني على غرار ما عشناه سنة 2004 مع بادو الزاكي، حيث نجح المنتخب المغربي في الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا التي أقيمت آنذاك بتونس. - ما هو تعليقك حول الجدل القائم بعد إبعاد الحافيظي من اللائحة النهائية؟ أظن أن الكلمة الأولى والأخيرة تبقى للمدرب رشيد الطوسي، وليس لنا أن نعاتبه عليها، أكيد أنه استند في قراره إلى مجموعة من المعطيات، لا أحد يستطيع أن ينكر المستوى التقني الجيد للاعب الرجاء البيضاوي الحافيظي الذي يشق طريقه بشكل صحيح، لكن أكيد أن لرشيد الطوسي الذي وضع لائحة 23 لاعب النهائية مبرراته وأسبابه، وهو الأمر الذي لا ينفي عن الحافيظي توفره على تقنيات بدنية وتقنية كبيرة، قد يكون عامل الخبرة والتجربة سببا مباشرا لغيابه عن اللائحة النهائية للمنتخب المغربي لكن هذا لا ينتقص من إمكانيات اللاعب. - هل تتوقع انسجام التشكيلة المغربية، رغم قلة المباريات التي أجرتها مع بعضها؟ صحيح أن الوقت كان ضيقا بالنسبة للناخب الوطني رشيد الطوسي الذي تولى زمام الأمور في ظرفية حرجة، إذ أن المهمة الأولى التي كانت أمامه في أول اختبار هي تحقيق فوز عريض على منتخب الموزمبيق بثلاثة أهداف نظيفة، لضمان ورقة التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 في جنوب إفريقيا رفقة باقي عناصر المنتخب، وفي اعتقادي بأن العناصر المغربية قادرة على تحقيق الانسجام، فيما بينها باعتبار تحقيقها للرهان بعد التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم 2013 بعد فوزها على منتخب الموزمبيق بحصة أربعة أهداف في مباراة الإياب بالدور الأخير في التصفيات، صحيح أن الوقت كان ضيقا، لكن هناك مجموعة من المعطيات التي ستجعل من الانسجام السمة الأبرز للتشكيلة المغربية بنهائيات جنوب إفريقيا. - ألا تتوقع التأثير السلبي لغياب النواة الصلبة للمنتخب المغربي والتي ألفناها منذ سنة 2004؟ كما سبق وأشرت فإن الناخب الوطني رشيد الطوسي، بناء على مجموعة من المعطيات وضع تصوره للمنتخب الوطني، صحيح أننا شهدنا غياب مجموعة من الأسماء التي ألفناها في المنتخب المغربي كعادل تاعرابت ومروان الشماخ والحسين خرجة ويوسف حجي وبصير ومبارك بوصوفة، والتي شكلت كما قلت النواة الصلبة للمنتخب، لكنني أعود لأكررها من جديد وأن الكلمة الأولى والأخيرة ستظل لرشيد الطوسي الذي راكم من التجربة ما يخول له اتخاذ القرارات وتحمل مسؤوليتها،لائحته النهائية اختارها حسب قناعاته الشخصية النابعة من العطاء التقني لكل لاعب، بعدما اختبر جاهزيتهم لمنح الإضافة للمنتخب المغربي في هذه النسخة. في نظري أن الظرفية الحالية لا تسمح في الخوض في مثل هاته النقاشات، لأننا مطالبون بدعم المدرب رشيد الطوسي وباقي لاعبي المنتخب المغربي مادام أن الرهان الجماعي هو تشريف كرة القدم المغربية. - ما هو تقييمك لخصوم المنتخب المغربي في نهائيات جنوب إفريقيا؟ المنتخب المغربي ضمن المجموعة الأولى التي تضم كلا من جنوب إفريقيا والرأس الأخضر وأنغولا، قد يبدو منتخب الرأس الأخضر بدون تجربة على الورق، لكن أكيد أنه منتخب لا يمكن الاستهانة به، وهو الذي أقصى منتخب الكاميرون في مباراة فاصلة٬ منتخب أنغولا يشتغل في صمت وأداؤه يحمل بصمة خاصة بحكم ضمه لمجموعة من المحترفين المتميزين، وأخيرا جنوب إفريقيا البلد المضيف الذي تقام المنافسات ببلده وأمام جمهوره، لكنني مؤمن بإمكانيات المنتخب المغربي وقدرته على قول كلمته في نهائيات كأس أمم إفريقيا، لكن تبقى للمباراة الأولى أهمية قصوى، كما يدرك الكل أن للفوز دور أكبر في توسيع أفق المنتخب المغربي، المفروض أن ينصب تفكيرنا حاليا على المباراة الأولى للأسود والتي ستجمعه بمنتخب أنغولا يوم 19 يناير الجاري بملعب العاصمة جوهانسبورغ، بعدها يمكننا أن نقوم بقراءة لباقي مباريات المجموعة التي من الصعب التكهن فيها بالمنتخبات المؤهلة إلى الدور الثاني من نهائيات كأس إفريقيا التي غالبا ما تكون مناسبة لخلق مجموعة من المفاجآت وأنها منافسة لها خصوصيتها، فمثلا نسخة السنة الماضية عرفت تتويج منتخب زامبيا الذي لم يكن يرشحه أحد لأن يكون بطلا لكأس الأمم الإفريقية بعد تغلبه على منتخب كوت ديفوار الذي يعد من المنتخبات القوية إفريقيا.