نجح المنتخب التونسي في هزم نظيره الجزائري بهدف لصفر، أول أمس الثلاثاء، ضمن منافسات المجموعة الرابعة في كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم. لم يقدم المنتخب التونسي أداء جيدا، وظهر على امتداد دقائق المباراة، أنه من الصعب أن يهز شباك منافسه الجزائري، الذي تسيد المباراة وفرض أسلوب لعبه وأضاع كما هائلا من الفرص السانحة للتسجيل التي كان بإمكانها أن تجعله يحسم المباراة. ما حدث للمنتخب الجزائري في هذه المباراة، شبيه بما وقع للمنتخب الوطني أمام المنتخب نفسه في دورة الغابون وغينيا الاستوائية 2012 عندما دخل «الأسود» المباراة بقوة وصنعوا الكثير من فرص التسجيل، وأهدروها، قبل أن يفاجئهم المنتخب التونسي بهدف أول، ثم بهدف ثاني عقب فاصل من المراوغات للاعب يوسف المساكني، الذي عاد مرة أخرى ليعزف بشكل منفرد ويقود المنتخب التونسي إلى تحقيق الفوز، وهذه المرة أمام المنتخب الجزائري. ليست هذه المرة الأولى التي لا يقدم فيها المنتخب التونسي أداء جيدا، ويتمكن من تحقيق الفوز، بل إنه في العديد من البطولات الإفريقية، لا يظهر هذا المنتخب جمالية في الأداء، ولا يفرض أسلوب لعبه، ومع ذلك ينتزع الفوز، لأنه من نوعية المنتخبات التي تبحث عن النتيجة أكثر مما تبحث عن الأداء. وإذا كان المنتخب التونسي نجح مرة أخرى في تحقيق الفوز، إلا أن ذلك ليس محض صدفة، لأن المتتبع للمنتخب التونسي ولفرقه التي تشارك بانتظام في المنافسات الإفريقية وتصل بشكل منتظم للأدوار النهائية، سيكتشف أنها تبحث عن الفعالية وعن الوصول إلى المرمى، أكثر من بحثها عن الاستعراض، علما أن المنتخب التونسي يضم في صفوفه لاعبين يتوفرون أيضا على مهارات فردية جيدة، فيوسف المساكني اللاعب السابق للترجي التونسي والممارس حاليا بلخويا القطري، من نوعية اللاعبين الذين يمكن من نصف فرصة أن يصنع الفارق، فقد ظل نائما في الكثير من فترات المباراة، لكنه من ربع فرصة، صنع فرحة منتخبه بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، علما أن هذا اللاعب لم يأت من بطولة أوربية، بل إنه نتاج تربة تونس وأزقتها، لكن الفارق هو أن المساكني وضعت فيه الثقة، وشارك مع فريقه الترجي في المنافسات الإفريقية، ووجد الطريق سالكا صوب المنتخب التونسي ليصبح واحدا من لاعبيه المميزين، أما اللاعب المغربي الذي ينطلق من البطولة الوطنية فإن ترسبات السنوات الماضية جعلت منه برغم إمكانياته الجيدة، فاقدا للثقة في نفسه، وفي محيطه. وهنا الفرق.