عبد السلام حبيب الله أحمد مهاجر مغربي في جوهانيسبورغ، منذ أزيد من 12 سنة، نال من مشغله إجازة وتفرغ لعشق المنتخب خلال مقامه في هذا البلد، ولأنه في إجازة فإنه يتابع تحركات المنتخب يحضر تداريبه وندوات الطوسي ويساعد اللاعبين على قضاء بعض الأغراض، لكنه عنصر غير مرغوب فيه في محيط الفريق الوطني بعد أن نبه كريم العالم رئيس البعثة إلى الجفاء الحاصل بين الفريق الوطني والجالية المغربية. حبيب الله تخلى عن كل ملابسه الرسمية، واستبدلها بالزي الأحمر والأخضر فهو مندمج وجدانيا مع المنتخب المغربي، سألت هذا المهاجر عن سر جفائه مع كريم العالم فقال: -أصل الخلاف رسالة بعثها إلى علي الفاسي الفهري طالبته بصفتي رئيسا للجالية المغربية بتمكين الجمهور المغربي في جنوب إفريقيا من وسائل التشجيع. لم أر مبررا لغضب رئيس الوفد من شخص يطلب العتاد لدعم منتخب بلاده، فالانتصار يجني ثماره المعنوية الأنصار ويجني رئيس الوفد الغلة المادية. -الفهري منح الرسالة للعالم وهذا الأخير يرفض مقابلتي كأن الجالية سوف تستجديه أو تطلب منه صدقة جارية، لقد رفض استقبالنا رغم أننا استقبلناه في المطار بالدقة والزغاريد والصلاة والسلام على رسول الله وكأنه فوق هودج. شعر حبيب الله ومعه عشرات المغاربة أن مقر إقامة الفريق الوطني أشبه بقلعة حصينة لا يدخلها إلا من تمدد على بطنه «بادج» فألغوا برنامجا أعدوه في وقت سابق للاحتفال بأسود الأطلس وتكريم بعضهم، وتحولوا إلى مجرد متفرجين يقتصون من معيشهم ثمن التذكرة ويعودون إلى بيوتهم يتجرعون مرارة الاغتراب. يبدو أن القضية تتجاوز حدود خلاف مع العالم الذي يعتبر كل مبادرة تشويشا على المنتخب الوطني، لذا لا يتردد في دخول معارك يومية مع أفراد الجالية، وكأنه وطني أكثر من الجميع. -العالم لا يقل مكرا عن وزير الجالية عبد اللطيف معزوز الذي زار أغلب الجاليات في ربوع العالم إلا الجالية الجنوب إفريقيا خوفا من التشويش. يخجل مغاربة جنوب إفريقيا من رفاقهم الجزائريين الذين نسجوا مع عناصر منتخبهم علاقة ألفة منذ وصولهم إلى جنوب إفريقيا، يقارنون بين وضعين بكثير من الألم. -الوضع مختلف لدى الجزائريين وحتى التونسيين رغم أنهم أقلية، لقد لاحظتم كيف جاء مناصرون جزائريون لدعم المنتخب لكنهم حرموا من أخذ صور مع لاعبين وأشباه لاعبين. لا فرق عند العالم بأمر الله، بين مانولو يعشق قرع الطبول، وبين مهاجر متلهف للقاء منتخب بلده، لذا فهو لا يتردد في إعطاء تعليماته لحرس الفندق بمنع كل من ضبط وهو يحمل علما أو طبلا أو قبعة أو كل وسائل التشويش التي يعتقد خطأ أنها وسائل دمار شامل.