يهدد إضراب عمال شركات الطيران المحلية والسكك الحديدية بجنوب إفريقيا سفر المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا التي انطلقت يوم السبت الماضي، وتستمر إلى غاية عاشر فبراير القادم، كما يعيق تحركات الجماهير ورجال الإعلام الذين يواكبون الحدث، مما يدفعهم إلى البحث عن بدائل عبر النقل الطرقي، وكان هذا الطارئ أن يؤثر على إقامة حفل افتتاح النسخة التاسعة والعشرين من كأس الأمم الأفريقية لولا أن الحفل أقيم في جوهانيسبورغ. خلافا لما كان مبرمجا في السابق، لم يغادر الوفد المغربي مدينة جوهانيسبورغ مباشرة بعد انتهاء المباراة الأولى التي جمعته يوم السبت بالمنتخب الأنغولي وانتهت بالتعادل السلبي، إذ تقرر التوجه اليوم الإثنين إلى المدينة الساحلية ديربان التي تبعد عن العاصمة الاقتصادية بحوالي 500 كيلومتر عبر رحلة جوية داخلية (في حالة انتهاء الإضراب الإنذاري)، وقال رشيد الطوسي ل»المساء» إن الانتقال من وضع جيولوجي يتميز بالارتفاع إلى أراضي منخفضة تطلب جهدا علميا من الطاقم، «كل خطوة نقدم عليها تكون مدروسة علميا، لا يمكن أن تنزل من ارتفاع يفوق 1700 متر قضينا فيه أزيد من 12 يوما إلى مدينة منخفضة دون دراسة الوضع علميا، باستشارة طبعا مع أخصائي فيزيولوجي ضمن الوفد وهو الدكتور نبيل بركاوي، سنقضي يومين في ديربان بعدها سنخوض المباراة أمام منتخب الرأس الأخضر بملعب موزيس مابيدا». وأضاف الطوسي بأن أداء اللاعبين سيكون أفضل في ديربان بعد أن تشبعوا في مرتفعات جوهانيسبورغ برصيد هام من الأوكسجين، وأضاف إن ما يقال حول ضرورة النزول من القمة إلى السفح في أجل زمني كبير مجرد افتراء، ويؤكد على أهمية الاستئناس بالأجواء لمدة زمنية كافية، «من مزايا المشاركة المغربية في دورة جنوب إفريقيا السفر المبكر للاستئناس بالمناخ وبالمعطيات الجغرافية». وحول سؤال يتعلق بواقعة مماثلة حصلت للمنتخب المغربي الذي كاد أن ينهزم في مواجهته للجزائر بفاس، بسبب عدم الانتباه لمشكل الارتفاع والانخفاض عن سطح البحر، عندما برمج المدرب كاسبارزاك معسكرا تدريبيا للمنتخب في مدينة إيفران الجبلية والتي تقع على ارتفاع 1655 مترا فوق سطح البحر، وقبل موعد المباراة 24 ساعة نزل الفريق الوطني إلى فاس وشعر اللاعبون في أول تدريب بملعب الحسن الثاني بالاختناق وفي المباراة لاحظ الجميع أن اللاعبين المغاربة شبه مكبلين بدنيا، قال الناخب الوطني، إن «الوضع مختلف الآن بفضل التطور العلمي وهذه الواقعة تعود لسنوات عديدة، ثم إن خصمنا القادم يعيش نفس الوضع حيث لعب مباراته الأولى في جوهانيسبورغ». من جهته قال نبيل البكراوي أخصائي التدبير الفيزيولوجي للاعبي المنتخب: «الهاجس الذي يؤرقنا ليس هو الارتفاع والانخفاض، بل هو الفترة الزمنية لاسترجاع اللاعبين لطاقاتهم البدنية، بعد ذلك يأتي عنصر الاندماج مع الفضاء الجديد». وتعتبر ديربان مدينة رياضية وسياحية بامتياز، حيث احتضنت أكبر التظاهرات العالمية، وشهد ملعبها الرئيسي إجراء نصف نهائي كأس العالم، ويعتبر المنتخب المغربي للكرة الشاطئية الفريق المغربي الوحيد الذي وطأت أقدامه هذه المدينة.