يراهن رشيد الطوسي مدرب المنتخب الوطني، بشكل كبير، على متوسط ميدان فريق أستون فيلا الإنجليزي كريم الأحمدي ليكون « تيرموميتر» وضابط إيقاع اللعب على مستوى رقعة الميدان، والمتحكم في زمام رفع إيقاع المباراة وخفضها إلى جانب عادل هرماش. المباراة الودية الأخيرة أمام المنتخب الناميبي جعلت الطوسي يخرج عن صمته ويوجه خطابا خاصا للاعب الأحمدي نتيجة تسببه في منح المنافس كرتين من تمريرتين متجاوزتين، الأولى شكلت تهديدا على مرمى الحارس لمياغري والثانية أسفرت عن هدف التعادل دقيقتين قبل نهاية الشوط الأول. حافظ الأحمدي على مكانته رسميا داخل المنتخب الوطني بفضل نجاحه في الحفاظ على مستواه رفقة فريقه الهولندي السابق فاينورد، غير أن غيابه عن فريقه الانجليزي الحالي ربما قد ينعكس بشكل سلبي على مردود لاعب يعتبر من بين القطع الأساسية المعول عليها كثيرا على مستوى خط الوسط. المعطى ذاته زكاه المدرب الطوسي حينما قال ل «المساء الرياضي» إن كريم قطعة أساسية في المنظومة التكتيكية، قبل أن يتابع الإشادة به قائلا:» هو أشبه بجندي الخفاء في المباراة، له قدرة على قطع هجمات المنافسين المرتدة لوحده، لاحظنا كيف تحمل عبء المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الموزمبيقي». ثناء وإشادة الطوسي بأحد لاعبيه لم تقف عند هذا الحدث، بل ذهب أبعد من ذلك حينما قال» كريم يخوض مباريات عديدة مع فريقه أستون فيلا في مستوى عال برسم فعاليات الدوري الانجليزي، هو أحد ركائز الوسط الدفاعي، وتبقى نقطة ضعفه هي تعرضه للإصابة، التي حالت دون استمراريته في تشكيل المنتخب». ولد الأحمدي في السابع والعشرين من يناير 1985 بأونتشيد الهولندية، واستهل مساره الكروي رفقة فريق تفينتي سنة 2003 والذي دافع عن قميصه إلى غاية سنة 2008 التي انتقل خلالها إلى فريق فاينورد قبل أن يخوض تجربة اعارة رفقة الأهلي الاماراتي ليعود إلى فريقه حيث استقر به المقام إلى غاية يوليوز الماضي، والذي شد خلاله الرحال صوب انجلترا للدفاع عن ألوان فريق أستون فيلا. بنية اللاعب الأحمدي تعطي الانطباع على أنه سهل التجاوز، خصوصا بالنسبة للاعبين الأفارقة الذين يتوفرون على بنيات جسمانية قوية، غير أن ما يمتلكه الصديق المقرب لنور الدين امرابط من امكانيات تقنية ومقومات بدنية تجعله الأقرب إلى كسب جميع الرهانات على مستوى الشق الدفاعي قبل أن يكشف عن حسه الهجومي من خلال قيادة المرتدات انطلاقا من خط الوسط قد تكون إحدى نقاط قوة المنتخب إذا ما أحسن المهاجمون التعامل معها بشكل جيد.