نظم أكثر من 400 حاج وحاجة مغاربة وقفة احتجاجية أمام فندق «جوهرة الصالحين» بمكة، «بعدما لم يجدوا طائرات تعيدهم إلى المغرب». حسب أحد الحجاج المغاربة الذي ربط الاتصال بالجريدة أمس الخميس. وأكدت مصادر متطابقة أن الأمن السعودي تدخل لفك تظاهرة الحجاج المغاربة بمكة والذين اضطروا إلى البقاء في الفندق بعد طواف الوداع بعدما لم يجدوا طائرات تعيدهم إلى المغرب، وكشف بعض الحجاج المغاربة أن الشرطة السعودية أمرتهم باللجوء إلى القنصلية المغربية بجدة «إلا أنه لا أحد منا باستطاعته السفر إلى جدة»، حسب أحد الحجاج المغاربة دائما. وقد حاصرت الشرطة السعودية المتظاهرين لأكثر من نصف ساعة ومنعتهم من تجاوز عتبة الفندق عبر حواجز أمنية مشكلة من عشرات الرجال من مصالح الأمن السعودي. وكشف بعض الحجاج المغاربة ل«المساء» أن أكثر من 100 حاج وحاجة «يعيشون ظروفا قاسية بعد أن انقضت أموالهم ومنهم من لا يجد ما يأكله»، حيث اضطروا إلى اقتسام الخبز وبعض الوجبات في ما بينهم، حسب نفس المصادر التي أكدت أن «بعض الحجاج المغاربة تحولوا إلى ما يشبه المتسولين بمكة المكرمة، ليحصلوا على بعض النقود لمخاطبة عائلاتهم في المغرب». في هذا الصدد، كشف بعض الحجاج ل«المساء» أن حالة من الهلع والخوف أصابت عائلات وأسر الحجاج المغاربة الذين لم يتمكنوا من ربط الاتصال في ما بينهم، وهو ما أكدته مصادر من مطار محمد الخامس الدولي والتي كشفت أنه بالفعل «هناك بعض الأسر تقيم منذ أيام في المطار وتنتظر وصول عائلاتها بدون نتيجة» واستطردت نفس المصادر قائلة إنه «بمجرد وصول طائرة للحجاج إلى المطار وإفراغها يعم النحيب والبكاء أرجاء المطار»، وقد حاولت «المساء» الاتصال بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للاستفسار حول الموضوع «لكنها لم تجد هناك مسؤولا ليجيب». وفي اتصال بمسؤولي «الخطوط الملكية المغربية»، نفى مسؤولو الاتصال بها صحة هذا الخبر. وقال إن الأمر يتعلق بثمانية حجاج فقط لم يحضروا في موعد إقلاع الطائرة». وتوصلت «المساء» ببلاغ صحفي كشفت فيه الشركة أنها «أرسلت فريقا للدعم نحو مطاري جدة والمدينة المنورة. وتسجل سنويا الرحلات، المنطلقة من مطار جدة خاصة، اضطرابات بسبب الاكتظاظ في المحطات وقاعات الانتظار ومواقف الطائرات... حيث يضطر المطار إلى معالجة عدد جد مرتفع من المسافرين في ظرف أيام قلائل». وذكر البلاغ أيضا أنه «يستعصى نقل الأمتعة الزائدة بأكملها على نفس الرحلات مع الحجاج المعنيين، حيث تضطر الشركة، امتثالا لمتطلبات السلامة، إلى الاحتفاظ بالأمتعة في مطارات الانطلاق (جدة والمدينة المنورة)، في انتظار نقلها نحو المطارات المغربية». من جهة أخرى، اتخذت إدارة مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء منذ شهور قرار منع غير المسافرين من ولوج المطار، ورفعت من عدد رجال الأمن المتواجدين عند باب الدخول بالمطار، حيث يضطر المنتظرون إلى البقاء في الخارج أو إلى الدخول عبر البوابة الأرضية التي يمر عبرها القطار، وقد فسرت مصادر من إدارة المطار ذلك ب«الاكتظاظ الذي يعرفه المطار هذه الأيام». يشار إلى أن الحجاج المحاصرين بفندق «جوهرة الصالحين» كانوا عند منتصف يوم أمس ينتظرون حافلات ستقلهم إلى المطار دون «أن نعرف ما إذا كانت هناك طائرات أم لا».