الرباط - أحمد القايد بينما قال محمد اليازغي، وزير الدولة ورئيس البعثة الرسمية للحج، إن الموسم مر في ظروف مرضية بفضل إحكام التنسيق بين مختلف المصالح الإدارية والطبية والدينية والمصالح القنصلية المغربية، انتقد المستشار إدريس الراضي، رئيس الفريق النيابي لحزب الاتحاد الدستوري المعارض بمجلس المستشارين، والنائبة بسيمة الحقاوي، من حزب العدالة والتنمية المعارض بمجلس النواب، التعامل الرسمي مع الحجاج المغاربة. وفي هذا السياق، أكد اليازغي، الذي يتحدث مساء أول أمس في اجتماع للمجلس الحكومي بالرباط، أن الحجاج المغاربة تلقوا كل العناية اللازمة من حيث الاستقبال والإقامة والتنقل وتقديم الخدمات الطبية والتأطير الديني. ومن جهتها، قالت الحقاوي إن أول مشكل صادف الحجاج المغاربة هو امتطاؤهم طائرات مهترئة، باتفاق بين الخطوط المغربية والسعودية، مشيرة إلى أن الحادث الذي تعرض له الحجاج المغاربة في الطائرة كان جراء الاستهتار، إذ قيل لهم إن الطائرة تعرضت لمشاكل تقنية وإن عليهم الانتظار 24 ساعة، ومع ذلك تم نقلهم في نفس الطائرة المهترئة، والنتيجة أن 126حاجا أصيبوا بجروح، ضمنهم 40 كانوا في حالة خطيرة، أثناء النزول الاضطراري، ناهيك عن الاستخفاف الذي تم التعامل به مع هؤلاء الحجاج، والذي ظهر بجلاء على مستوى التغذية وبيوت الراحة الضيقة. وأوضحت الحقاوي، التي كانت تتحدث مساء أول أمس في مجلس النواب، في إطار إحاطة المجلس علما بحدث طارئ، أنها كانت شاهدة على ما جرى، منتقدة الطريقة التي عومل بها حجاج البرلمان الذين باتوا في العراء ولم يجدوا من يعتني بهم، فبالأحرى الحجاج الآخرين. وقالت الحقاوي: «تأخر عدد كبير منهم في أداء مناسك الحج، خاصة بجبل عرفة، وكما هو معروف الحج الأكبر هو عرفة»، واختلط على آخرين أداء المناسك وطواف الإفاضة والرجم وغيرها من المناسك نظرا إلى كون مقر السكنى كان بعيدا، إلى درجة أن أغلبهم لم يستطع أداء الصلاة في الحرم المكي. وأضافت الحقاوي أن أفراد بعثة البرلمان وقعوا محضرا بوجود تلك الخروقات مع لجنة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووكالة الأسفار السياحية، لكنهم لم يتوصلوا بأي رد. وكان المستشار إدريس الراضي، من فريق الاتحاد الدستوري المعارض، قد انتقد بحدة المسؤولين المغاربة لعدم وفائهم بالتزاماتهم حيال الحجاج المغاربة، خلافا لما قيل في الإعلام. وقال الراضي، الذي كان يتحدث الثلاثاء الماضي في مجلس المستشارين، في إطار إحاطة المجلس علما بحدث طارئ،» إن الحاج المغربي شعر بالغبن أمام ما تعرض له من محن ومشاكل في الإقامة غير المناسبة، وعدم توفره على وسائل النقل، وغياب الإرشاد الديني». وأكد الراضي أن الحاج المغربي شكا، من دون حجاج جميع البلدان، من غياب شبه تام للبعثة الرسمية الطبية وغير الطبية، بل سجل غياب السفارة والقنصلية، اللهم في حالة واحدة، تجلت بعد حادث الطائرة، ولم يتحرك المسؤولون إلا بعد أن أمر جلالة الملك بذلك ونشرت الصحف الخبر. وقال الراضي: «نشرت صحف أن أمير المدينةالمنورة أمر بإنزال ركاب الطائرة في فندق ضخم، غير أننا علمنا بأن الحجاج تم نقلهم إلى فندق دون المستوى المطلوب، وهذا يكرس ما قلناه حول غياب القنصلية». وأوضح الراضي أنه إذا كان المغرب يتمتع بصورة إيجابية في مجال حقوق الإنسان، وسمعة طيبة في المجال السياسي وبناء الديمقراطية، فإن أوضاع الحجاج لم تعكس تلك الصورة الإيجابية. واتهم الراضي بعض وكالات السياحة بالنصب والاحتيال، وهي الوكالات المرخص لها من قبل وزارة السياحة والتي اعتمدتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لنقل الحجاج، مشيرا إلى أن تلك الوكالات لم تقدم إليهم أدنى خدمة، وبالمقابل حصلت على أموال طائلة. وأحجم الراضي عن إثارة المشاكل التي تعرضت لها بعثة الحجاج المغاربة، والتي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ودعا الراضي، بهذا الخصوص، جميع الفرق النيابية إلى وضع سؤال موحد لمناقشة الإهمال وتردي خدمات الحجاج المغاربة، شريطة توجيه السؤال إلى الوزير الأول كي يحضر لمناقشة الملف برمته.