أشعرت مصالح الشرطة القضائية ببرشيد في إحدى ليالي الصيف الماضي بالانتقال إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي ببرشيد لمعاينة شخص مصاب، وهناك وجدت الشخص المعني في حالة غيبوبة بعدما نقل من شركة مهجورة بالحي الصناعي بالمدينة، وانتقلت عناصر الضابطة القضائية إلى المعمل المذكور فوجدت ألواحا معدنية خاصة بالسقف قد أزيلت من مكانها، وعاينت بقعة من الدم وقبعة وملقطا وقضيبا حديديا. بعد عشرة أيام تقدمت والدة المعني بالأمر لتصرح بأن ابنها غادر المنزل مع أحد أصدقائه ومعه مبلغ 2000 درهم، وفي ليلة الحادث زارها شقيق صديق ابنها لإبلاغها بأن ابنها نقل إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي ببرشيد قبل أن يفارق الحياة بعد خمسة أيام. سرقة لم تكتمل رافق (ر) الضحية إلى المعمل المهجور قصد سرقة ألواح معدنية، فصعد الضحية إلى سقف المصنع وشرع في تقطيع الألواح، وتولى صديقه ترتيبها في انتظار نقلها، ثم غادر المصنع بعد أن تناول طعام الغداء لإحضار السجائر إلى الضحية، ولما عاد إلى مكان الحادث أمره حارس المصنع المجاور بمغادرة المكان، واعتقادا منه بأن عناصر الشرطة حضرت إلى المعمل عاد أدراجه، ومساء نفس اليوم التقى بأحد أصدقاء المتهم (ا) فأخبره بأن الضحية سقط من أعلى السقف، وعند الاستماع إلى هذا الأخير أفاد بأنه يتردد باستمرار على المعمل المهجور لسرقة الحديد، وليلة الحادث شاهد الضحية والمتهم (ر) داخل الشركة المذكورة يختلسان صفائح الحديد والأعمدة، وكان الضحية فوق سقف المعمل، وبعد قليل سمع صرخة قوية فالتحق بمصدرها حيث وجد الضحية الهالك ملقى على الأرض وهو يئن من شدة الألم، فاكتشف بعد ذلك أن قطعة الحديد التي كان شرع في تقطيعها على السقف قد هوت به، فالتحق (ا) بحارس المعمل المجاور وطلب منه أن يشعر رجال الوقاية المدنية لإنقاذ الضحية ثم غادر المكان، مضيفا أن قطع الحديد التي كان يسرقها كان يفوتها لتاجر للمتلاشيات بالمدينة (س). سقوط مميت كان الحارس يقوم بعمله بعيدا عن مكان سقوط الضحية، وليلة الحادث أشعر من طرف (ا) بالحادث وطلب منه الاتصال برجال الوقاية المدنية، فاتصل بمقدم المنطقة الذي حضر إلى المكان وربط الاتصال بعناصر الوقاية المدنية التي انتقلت إلى المكان وقامت بنقل الضحية إلى المستشفى وهو لايزال على قيد الحياة . صديق الضحية الذي كان يرافق الهالك إلى المعمل المهجور من أجل سرقة الألواح المعدنية أنكر ذلك، مشيرا إلى أنه لم يسبق له أن التحق بالمعمل المهجور للسرقة، مؤكدا أنه لم يسبق له أن فوت للمشتبه فيه (س) أي قطع من الحديد المسروق، مضيفا أنه رافق الضحية إلى مكان الحادث بناء على طلب هذا الأخير لجمع الحديد، ولما شرع الهالك في تقطيع الحديد ذهب هو لإحضار السجائر وعندما عاد أشعر بأن صديقه سقط ونقل إلى المستشفى. أنكر المتهم (ا) تردده على المعمل المهجور من أجل سرقة الحديد واكتفى بالبوح بأنه يزور المكان لجمع المتلاشيات وبيعها لأن حالته الصحية لا تسمح له بسرقة قطع حديدية، مضيفا أنه كان في ليلة الحادث يجمع المتلاشيات وقطع الورق المقوى والبلاستيك، وفي تلك الأثناء شاهد المتهم (ر) مع الضحية الهالك وهما يقطعان الحديد بواسطة منشار ومطرقة، وكان الضحية فوق سقف المصنع إلا أنه فقد توازنه وسقط أرضا، عندئذ التحق هو بحارس المعمل المجاور وأشعره بالحادث، هذا الأخير قام بإخبار مقدم المنطقة والذي أشعر بدوره رجال الوقاية المدنية، الذين حلوا بالمكان لنقل الضحية إلى المستشفى المحلي ببرشيد حيث لفظ أنفاسه الأخيرة بعد خمسة أيام، مضيفا أنه يعرف المتهم (س) كتاجر للمتلاشيات بالحي الصناعي في مدينة برشيد إلا أنه لم يسبق له أن فوت له مواد مسروقة وأنه يجهل لمن كان يفوت المتهم (ر) الحديد المسروق . اعتراف اعترف المتهمان بأنهما كانا يترددان على المعمل المهجور بالحي الصناعي في مدينة برشيد لسرقة الحديد، مبرزين أنهما غادرا المكان عندما سقط الضحية، وأكدا وجودهما في المعمل عند سقوط الهالك، وأضاف المتهم (ا) أنه كان يلتقط الحديد المتلاشي من المعمل وشاهد المتهم (ر) مع الضحية حين كانا يقطعان الحديد. وبالنسبة إلى المتهم (س) فقد اعترف بأنه كان يشتري قطعا من الحديد من المتهم (ا) إلا أنه كان يجهل مصدر الألواح المعدنية، وبعد الاطلاع على ملف القضية والانتهاء من التحقيق تمت إحالة المتهمين الثلاثة على أنظار غرفة الجنايات الابتدائية لمحاكمتهم، حيث قرر قاضي التحقيق متابعة المتهمين (ا) و(ر) بتهمة السرقة الموصوفة وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر وبمتابعة تاجر المتلاشيات بتهمة إخفاء المسروق.