اختفت الأسماك من الأسواق منذ أزيد من 20 يوما، واضطر باعة السمك، بمختلف أسواق المملكة، إلى إغلاق محلاتهم والاستمرار في التمتع بعطلة سنوية طويلة الأمد بدأت أسبوعا قبل حلول عيد الأضحى ومازالت مستمرة إلى حدود صباح أمس الثلاثاء، إذ إن أرباب قوارب الصيد الساحلي والتقليدي لم يتمكنوا، إلى حدود أمس، من الخروج في رحلات صيد مفضلين البقاء في البر على المخاطرة بالبحث عن رزق وسط بحر متلاطم الأمواج. وقال تاجر سمك ضاحكا، في اتصال هاتفي أمس مع «المساء» ردا على سؤال حول أسعار الأسماك حاليا في الأسواق»: أين هي الأسماك حتى يمكننا الحديث عن أسعار أنواعها، منذ 25 يوما لم يخرج أي مركب صيد. سوء الأحوال الجوية قبيل عيد الأضحى حال دون خروج المراكب للصيد والمهنيون اعتادوا الخلود إلى الراحة أيام عيد الأضحى من كل سنة؛ ومن عزم على ركوب البحر هذه الأيام فوجئ ب«الموفيطة».» وهو الاسم الذي يطلقه المهنيون على تردي أحوال الطقس واستحالة الصيد بالنظر إلى البحر الهائج. وأكد مصدر من المكتب الوطني للصيد اختفاء الأسماك من السوق وتوقف حركة الصيد بشكل كامل، مضيفا أن العطلة السنوية للصيادين، التي تتزامن كل سنة مع عيد الأضحى، ساهمت في ارتفاع أسعار الأسماك، لكن استمرار هيجان البحر بعد العيد حال دون خروج مراكب الصيد، وبالتالي طرح أزمة حقيقية. وأشار نفس المصدر إلى أن معدل استهلاك المغاربة من الأسماك لا يتعدى 12 كيلوغراما سنويا للفرد الواحد، وبالرغم من أن المملكة تتوفر على مساحة 3500 كيلومتر من الشواطئ، فإن الاستهلاك الوطني يظل ضعيفا مقارنة بمعدل الاستهلاك في الجارة الإسبانية التي يستهلك مواطنوها 44 كيلوغراما من الأسماك كمعدل سنوي أو بلجيكا التي يصل معدل استهلاك مواطنيها منها إلى 18 كيلوغراما سنويا للفرد الواحد. وقال مالك قارب صيد ساحلي إن وزارة الفلاحة والصيد البحري أقدمت صباح أمس على خطوة وصفها ب«الحميدة» عندما خفضت أسعار الكازوال المهني الموجه إلى البواخر المعدة للصيد بنسبة 40 سنتيما، إذ بيع الغازوال المهني صباح أمس في موانئ المغرب بسعر أربعة دراهم وخمسين سنتيما عوض أربعة دراهم وتسعين سنتيما التي كانت معتمدة خلال أيام خلت، مشيرا إلى أن علو أمواج البحر فاق ستة أمتار، مما يجعل أية رحلة صيد بمثابة انتحار حقيقي. وبلغت وضعية تفريغات الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب إلى حدود شهر أكتوبر المنصرم 395 602 طنا بقيمة 768 3 مليون درهم. ومقارنة بنفس الفترة من سنة 2007، فقد سجلت هذه التفريغات ارتفاعا قدره 13% من حيث الكمية و28% من حيث القيمة. وعزا مصدر من مكتب الصيد هذا الارتفاع في الكمية إلى أهمية تفريغات مراكب صيد السردين بميناء العيون، والارتفاع في القيمة إلى تطور تفريغات الأخطبوط على مستوى الأقاليم الجنوبية، مضيفا أن 18 مركبا مبردا بماء البحر، من طراز RSW، أفرغ ما مجموعه 133 ألف طن من السمك السطحي بقيمة 166 مليون درهم، وذلك بميناءي الداخلةوالعيون.