قال حميد شباط، عمدة فاس وعضو المكتب التنفيذي لنقابة الاتحاد العام للشغالين، إن قرار إزاحة بنجلون الأندلسي من قيادة الاتحاد، كان بسبب عدم رغبة هذا الأخير في تنظيم المؤتمر العادي للنقابة، ونفى شباط أي دور لعباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، في الإطاحة بالأندلسي، وقال إن هناك لجنة مالية لتدقيق حسابات النقابة التي كان يتولاها الكاتب العام السابق. - ما هي ملابسات تجميدكم في المكتب التنفيذي لمسؤولية محمد بنجلون الأندلسي على رأس نقابة الاتحاد العام لشغالين؟ < في 4 دجنبر الجاري، اجتمع المكتب التنفيذي برئاسة الأخ بنجلون الأندلسي، والغاية من اللقاء كان هو الاستعداد للمؤتمر الذي كان مقررا أيام 12-13-14 دجنبر، والنظر في مشاريع القوانين التنظيمية التي أعدتها اللجن، وقد وقفنا عند عدد من الممارسات السابقة للكاتب العام، التي اعتبر المكتب التنفيذي بالإجماع أنها خارجة عن إطار إعداد المؤتمر، بحيث كان الأندلسي الوحيد داخل المنظمة الذي كان يستعمل وسائل غير شريفة من دسائس لمحاولة تأخير المؤتمر، لأن المؤتمر الاستثنائي عقد منذ 29 يناير 2006، وكنا قررنا حينها أن يدوم المؤتمر الاستثنائي سنة واحدة فقط وبعده يعقد المؤتمر العادي في مارس 2007. إذن، مرت ثلاث سنوات وبنجلون كان يعرقل عقد المؤتمر. وفي يوم الأربعاء 3 دجنبر، جمع الأندلسي مكتب الجامعة الحرة للتعليم، وفي هذا اللقاء تبين أنه لم يرق إلى مستوى الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين الذي يضم كافة الجامعات، وبقي منحصرا في مستوى الكاتب العام للجامعة فقط. وفي القانون الأساسي هناك فصل صادق عليه المؤتمر الاستثنائي، ينص على أن المكتب التنفيذي هو الذي ينتخب الكاتب العام، إذن كان أمامنا حلان، إما أن المكتب التنفيذي يتولى إقالة الكاتب العام السيد بنجلون ويهيئ للمؤتمر، أو سيبقى الحال على ما هو عليه، وفي هذه الحالة سنبقى بدون مؤتمر عادي مدى الحياة، لأن السيد بنجلون كان يريد أن يبقى الاستثناء هو القاعدة، وهذا أمر رفضه المكتب التنفيذي المشكل من كتاب الجامعات والكتاب الجهويين، وحتى المجلس العام قرر أن يتم عقد المؤتمر. ولا يجب أن ننسى أن انتهاء صلاحية المؤتمر الاستثنائي في مارس 2007، يطرح أمامنا عدة مشاكل، مثلا فإن أي نقابة يمكن أن تطعن في مشاركتنا المقبلة في انتخابات مجلس المستشارين، أو انتخابات اللجن الثنائية، وبالتالي تصبح لائحتنا الانتخابية مهددة، ولذلك فإننا غلبنا مصلحة النقابة على المصلحة الذاتية للأخ محمد بنجلون. - إذن، هكذا قررتم تجميد دور الأندلسي على رأس النقابة، فكيف كان رد فعله؟ < نعم، قرر المكتب التنفيذي أن تتولى اللجنة التحضيرية للمؤتمر، التي أترأسها شخصيا، تسيير النقابة إلى حين عقد المؤتمر، أما الأخ الأندلسي فقد كان رد فعله، أمام هذا القرار، بأن قال جملة واحدة هي: «في السابق كان الكاتب العام هو الذي يطرد المكتب التنفيذي، والآن أصبح المكتب التنفيذي هو الذي يطرد الكاتب العام»، وقد قلنا له: «أنت من تسبب في هذه الكارثة». - هل هذا هو السبب الأساسي لإزاحة الأندلسي؟ هناك اتهامات توجهونها إلى الأندلسي بخصوص التسيير المالي؟ < في ما يخص التسيير المالي، فقد قررنا في اللجنة التحضيرية أنه يكون هناك افتحاص مالي للنقابة، وقد بدأ الافتحاص وسنعرض نتائجه على الصحافة، وإذا تبين أن هناك خروقات فإن المحاكم هي التي ستفصل في الأمر. وإلى حد الآن ليس لدينا أي شيء ملموس باستثناء شيكين بقيمة 30 مليونا و12 مليونا، مكتوب عليهما بخط يدي الأندلسي، أن مبلغهما مخصص لشراء السيارة، ومع كامل الأسف، فإن السيارة مسجلة في اسمه. وقد كنا نعتقد أن سيارة الأندلسي من أمواله الخاصة فإذا بها تعود إلى أموال الطبقة العاملة. وفضلا عن ذلك فقد سجلت شخصيا أن العمال والموظفين لدينا في النقابة يقتطع لهم من أجورهم دون أن يصرح بهم بنجلون في الضمان الاجتماعي، وهذا غير معقول، فكيف لنا أن نطالب كنقابة بضرورة انخراط جميع العمال في الضمان الاجتماعي، فإذا بكاتبنا العام لا يطبق ذلك على مستخدمي نقابتنا. - هناك أيضا من يقول إن عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، قد يكون وراء إزاحته بسبب مواقف الأندلسي من الولاية الثالثة لعباس؟ < لم يسبق أن سجل في تاريخ عباس الفاسي، منذ كان أمينا عاما لحزب الاستقلال، أنه تدخل في النقابة. وأؤكد أنه ليس هناك أي تدخل من أي جهة، والواقع أنه كلما تم المس بمصالح أحد الأشخاص إلا ويبدأ في تعليق المسؤولية على الآخرين، فهل نضيع المنظمة النقابية لكي يبقى الأندلسي في منصبه؟ - كاتبكم العام المقال يعتبر بأنه تعرض لتربص من طرفكم، وأن المكتب التنفيذي أصبح يضم من هب ودب؟ ما ردك؟ < الوحيد الذي يمكن أن أصنفه في خانة من هب ودب في المكتب التنفيذي هو بنجلون الأندلسي، أما بقية أعضاء المكتب فهم أطر مستواهم يفوق مستوى الأندلسي الذي اخترناه لمنصب الكاتب العام رغم أنه يعرف أنه لم يكن يحلم بالمرور إلى هذا المنصب عن طريق المؤتمر. وأستغرب كيف له أن يقول هذا الكلام اليوم، بعدما احتج المكتب التنفيذي على تأخر عقد المؤتمر. وأؤكد أن أعضاء المكتب التنفيذي يشتغلون جميعا ويتخذون قراراتهم بالإجماع باستثناء الأندلسي الذي يعتبر نشازا، وليس له أي تعاطف من أي شخص. وأنا أنصح الأندلسي بأن يلزم الصمت ويترك المجال للجنة تدقيق الحسابات لتكشف عن تسييره المالي. - تقولون إن الأندلسي لا يحظى بأي تعاطف، ولكنه في الحقيقة الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم وهي من أقوى جامعات النقابة، ألا تتوقعون رد فعل من جامعة التعليم؟ < الجامعة الحرة للتعليم منضبطة وفيها أطر في المستوى، ويمكنني القول إن 99 في المائة من مسؤولي الجامعة ضاقت ذرعا بالتصرفات الانفرادية للسيد بنجلون، لأنه كل عام يطرد مكتبا وينشأ مكتبا جديدا. - هل لديكم تنسيق مع الجامعة؟ < بالطبع، فالجامعة منخرطة في هذا النشاط، والعمل النقابي لا يقتصر على شخص واحد. - هل ستسمحون بترشح بنجلون الأندلسي لمنصب الكاتب العام للنقابة في المؤتمر المقبل؟ < هذا رهين بالتقرير الذي سيصدر عن لجنة تدقيق الحسابات، فإذا كان بريئا فيمكنه الحضور والترشح وسنرحب به، أما إذا كان متورطا في تبديد أموال الطبقة العاملة، فسيكون معه كلام آخر. - أنت الآن تسير النقابة مؤقتا إلى حين انعقاد المؤتمر نهاية يناير المقبل، هل سترشح نفسك لمنصب الكاتب العام؟ < المؤتمر سيد نفسه، وللمؤتمرين الصلاحية لاختيار من يشاؤون. - من حيث المبدأ، هل أنت مستعد لتولي هذا المنصب في حالة تم ترشيحك؟ < بطبيعة الحال، لابد أن أضحي من أجل هذه النقابة التي تربيت وتكونت فيها، ومادامت لأي شخص القدرة على العمل والعطاء وكلفه إخوانه بالمسؤولية، فعليه أن يقوم بالواجب. وأنا أرى رفقة أعضاء المكتب التنفيذي الحالي أن مسؤوليتنا هي خلق نقابة جديدة، بعقلية جديدة، لمواجهة الأزمات، وخلق جو من الانفراج بين المشغلين والطبقة العاملة، لأن الطرفين هما وجهان لعملة واحدة هي التنمية. - كيف يمكنك تولي منصب الكاتب العام للنقابة وأنت مثقل بالمسؤوليات، فأنت عمدة فاس، وقيادي بحزب الاستقلال، وبرلماني. < بالنسبة إلي هذه مهام متكاملة، وأرى أن صعوبة المسؤولية تكمن في حالة ما إذا كان الشخص يعمل لوحده، أما إذا كان معه فريق عمل وإدارة منظمة وثقة متبادلة، فإنه لا يكون هناك مشكل، مثلا في فاس، التي أسيرها، فبالرغم من عدم تواجدي أحيانا بها فإن هناك طاقما يشتغل ليل نهار، وحتى أيام الأحد. وأنا أرى أن كل شخص يحقق نجاحات كبيرة فإن السهام تكون موجهة إليه.