«إنه مؤتمر غريب»، هكذا علق أحد المشاركين في المؤتمر التاسع لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التابعة لحزب الاستقلال، قائد السفينة الحكومية، في إشارة إلى الإنزال القوي لأنصار حميد شباط، عمدة مدينة فاس ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي ينطلق عمليا يومه السبت، بعد يوم دراسة حول العمل النقابي وحصيلة الحوار الاجتماعي أمس، بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط. وعلمت «المساء» بأن محمد بن جلون الأندلسي، الأمين العام السابق للنقابة، لم يحضر خلال اليوم الدراسي، كما أنه قاطع المؤتمر، بعد أن علق المكتب التنفيذي عضويته في شهر دجنبر الماضي في اجتماع عقده بمراكش، بدعوى مهاجمته لأعضاء من الاتحاد، وفوض مهمة تسيير أمور النقابة إلى رئيس اللجنة التحضيرية حميد شباط في المرحلة الفاصلة بين تجميد عضوية الأندلسي وانعقاد المؤتمر. وفي اتصال ل«المساء» بالأندلسي، رفض الأخير التعليق على الخبر. وبخصوص موضوع حضوره أشغال المؤتمر، قال: «المؤتمر لا يعنيني»، بينما قال مصدر من المكتب التنفيذي إن الأندلسي «أقصى نفسه بنفسه». وقال عضو من المكتب التنفيذي للاتحاد، في تصريحات ل«المساء»، إنه لأول مرة تعقد نقابة وطنية ملتقى دراسيا يسبق انعقاد المؤتمر، لتدارس مختلف القضايا المطروحة على المركزية النقابية، مضيفا أن الملتقى سيصبح تقليدا لدى النقابة الاستقلالية. وشارك في الملتقى رؤساء المكاتب التنفيذية للجامعات المنضوية في الاتحاد، والكتاب الإقليميون والأمناء. وقال المصدر إن المؤتمرين، الذين يقدر عددهم بنحو 5000 مؤتمر، سيناقشون ابتداء من اليوم عددا من الوثائق المعروضة عليهم، من بينها مشروع يتعلق بتعديل في الهيكل التنظيمي للنقابة، بحيث يتم إحداث أربع جهات جديدة، لكل واحدة منها استقلال إداري ومالي، ويرأس كل جهة كاتب وطني له صلاحيات قريبة من صلاحيات الأمين العام للنقابة على المستوى الجهوي، يتدخل لحل النزاعات على مستوى الجهة وتنسيق العمل النقابي على مستوى الأقاليم، كما سيتم إحداث كتاب عامين في الوظيفة العمومية والقطاع شبه العمومي والقطاع الخاص والنقل، مهمتهم العمل مع الأمين العام الذي سيبقى دوره هو التحدث باسم النقابة والحوار مع المشغلين والحكومة. كما أن المؤتمر سيصادق على قرار بإحداث جمعية الأعمال الاجتماعية للمنضوين تحت الاتحاد العام للشغالين، ليكون هذا الأخير أول مركزية نقابية تنشئ جمعية كهذه. وصرح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي ينعقد تحت شعار «التنمية الحقيقية تحديث ومسؤولية»، في ندوة صحافية الأسبوع الماضي، بأن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب سيتبع طريقة جديدة في هذا المؤتمر، وذلك لتأهيل الحقل النقابي بالمغرب، بحيث سيعمل على الانتقال من نقابة المطالب والصراعات إلى نقابة الحوار والتفاهم المبنية على التكوين والتأطير، وذلك عن طريق الاعتماد على مكاتب للدراسات من أجل وضع الشغيل والمشغل في مستوى واحد واعتبارهما وجهين لعملة واحدة هي التنمية. وأضاف شباط أن هذا التوجه أملته ظروف داخلية وأخرى خارجية بعدما وقع المغرب عدة اتفاقيات بخصوص التبادل الحر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوربية ومع تركيا وتونس ومع عدة دول في العالم، وكذا انخراط المغرب في الانفتاح الذي يعرفه العالم رغم الأزمة الاقتصادية التي يعيشها هذا الأخير.